مع بداية النصف الثانى من شهر رمضان واقتراب عيد الفطر يزداد الإقبال على البنوك وتطول الطوابير أمام شبابيك الصرف وأمام ماكينات الصرف الآلى للحصول على العملة الجديدة من الأموال لشراء مستلزمات العيد.. أكتوبر رصدت الظاهرة وعاشت بينهم تلك الطوابير لمعرفة سبب كثرتها وكيف يتم التعامل داخل البنوك مع الحركة الزائدة للمواطنين فى هذه الأيام يقول عبد الحميد أبو موسى محافظ بنك فيصل الإسلامى إن الزحام وزيادة الطلب للسحب والصرف وتغيير العملات يزداد بنسبة أكبر على البنوك الإسلامية في رمضان، في ظل تفضيل كثير من العملاء إخراج الزكاة والصدقات عبر البنك ، كعادة يتخذها البنك مع العملاء كما أن الرغبة لكثير من العملاء فى إخراج زكاة الفطر من خلال البنك . وأكد موسى أن البنك يهتم بمتابعة أداء أجهزة الصراف الآلي الخاصة بالبنك وفروعه المنتشرة بالمحافظات ، موضحاً أن جميع الفروع قامت بتعبئة الماكينات بالكامل ، وأجرت الصيانات لجميع الأجهزة مع الاهتمام بالتنسيق المستمر مع الشركة المسئولة عن إعادة تعبئة الأجهزة بالأموال. وذكر أنه في الأيام العادية، غالباً ما تتم تعبئة الأجهزة يومياً، في حين تشهد أيام العيد إعادة تعبئة الماكينات أكثر من مرة خلال اليوم. عبء مضاعف ويضيف مدير بأحد فروع البنك الأهلى ب وسط البلد أن البنوك بدأت منذ فترة الاستعداد لهذا الزحام المتوقع، ولكن الأمر لم يتوقف عند تلبية طلبات السحب سواء من الشبابيك المباشرة الخاصة بالبنك أو من خلال ماكينات الصرف الآلى إلى جانب أن البنوك الحكومية عليها عبء مضاعف وهو صرف الأوراق النقدية الجديدة لهذه المناسبة. لذلك ترفع البنوك حالة التأهب لمواجهة زيادة الطلب على الأوراق النقدية الجديدة، التي يفضّل بعض العملاء صرفها خلال أيام عيد الفطر، مضيفاً سنجد أفرع البنوك الوطنية عليها إقبال وزحام شديد خلال هذا الأسبوع . الالتزام أما عادل فرحات مدير عام أحد فروع البنوك العامة بالقاهرة فيرى أن السبب الذى تعانى منه البنوك من الزحام يرجع إلى ضيق الوقت وانتظار العميل لشهر رمضان للصرف سبب أساسى فى زيادة التعاملات مع البنوك، مشيراً إلى جانب ما يتطلب من البنوك فى هذه الفترة من أعمال أساسية تجاه عملائها، فإن الإلتزام الأهم هو تلبية رغبات العميل الخارجى قبل عميل البنك من أى خدمات يطلبها سواء تحويلات ، أو تغيير عملة أو فك أو تصحيح عملات . الأمر الذى يجعل البنك يزدحم حتى بعد الدوام الرسمى له طوال أيام رمضان وليس قبل العيد ، كما أن بعض العملاء يقومون بصرف فوائد أموالهم أو فك ودائعهم خلال تلك الأيام فقط تغيير النقد ومن جانبه أوضح أحد العاملين بالبنك المركزى المصرى أن صالات البنك مزدحمة منذ بداية شهر رمضان لتغيير العملات سواء القديمة والمتهالكة أو الجديدة صغيرة الفئة كالجنيه والخمس جنيهات والعشر جنيهات والعشرون والخمسين جنيهاً ، مضيفاً أن الطوابير التى نراها من جانب العملاء الراغبين فى تغيير العملات أو استبدالها ليست طوابير جديدة ونحن نراها كل عام ، لافتاً إلى ان المركزى لا يصرف رواتب العملاء ولا الموظفين ولا يتعامل مع رواتب الجهات الحكومية إلا من خلال فروع محددة بالمركز الرئيسى بالجمهورية أو بالمهندسين. وأشار إلى أن المركزى استعد هذا العام لزيادة الطلب من جانب البنوك الخاصة والأجنبية على الأوراق النقدية الجديدة. وأشار إلى أن ارتفاع الطلب على الأوراق النقدية الصغيرة بصورة خاصة، لا سيما الورقة فئة جنيه ، وال 5 ، وال 10 وال 20 جنيهاً . وفى أحد البنوك الخاصة بشارع عبد الخالق ثروت بوسط المدينة والذى كان أمامه ازدحاماً شديدا على أجهزة الصراف الآلى، قال أحد الموظفين بالبنك إن سبب الزحام نتيجة لتأخر عمليات السحب ، أو خلو الماكينات من الأموال ، أو انقطاع الكهرباء عنها طالب العملاء بضرورة الصيانة الدورية لهذه الماكينات وتوفير السيولة الكافية بها أو وجود حلول جذرية لانقطاع الكهرباء والبحث عن حلول بديلة، عبر الشراء ببطاقات الائتمان، لا سيما في ظل توسع أغلب المراكز التجارية فى قبول المعاملات الائتمانية. عملات جديدة وقال ساهر محمود مسئول الخدمات المصرفية الشخصية فى مصرف أبوظبي الوطنى إن البنك يواجه زيادة ملحوظة في عمليات السحب خلال شهر رمضان ، وبصفة خاصة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان نتيجة للإقبال على شراء المستلزمات الخاصة بالعيد والمدارس، إلى جانب الرغبة فى الطلب على العملات الجديدة. موضحاً أن الطلب ارتفع على الأوراق النقدية الصغيرة بصفة عامة. وأشار إلى أن البنك استعد قبل فترة للتعامل مع هذا الطلب المتزايد عبر توفير مبالغ ضخمة من هذه الأوراق النقدية. وأكد أن أغلب الأوراق النقدية الجديدة متوفرة لدى جميع الفروع. ويتفق مع الآراء السابقة شوقى محمود مدير بأحد البنوك الخاصة مشيراً إلى أن العاملين فى البنوك طوال الشهر الكريم يضعون أيديهم على قلوبهم ، طوال فترة العمل والسبب يرجع إلى أن انقطاع التيار الكهربائى يجعل البنك أو المصرف مشلول الحركة، وتأثيره على ماكينات P . I . S، ويؤدى إلى انقطاع السيستم ، ولا بديل أمام الموظفين بالفروع إلا الشكوى لإدارات البنك والتى تسارع فى حل المشكلة قدر الإمكان فتوفر المحولات الضخمة والتى يتم استبدالها أوتوماتيكياً فور انقطاع التيار الكهربائى، وإذا لم تتواجد تلك المحولات فلن تعمل البنوك على الإطلاق . المظاهرات ويقول أحمد العبد الأمين العام الأسبق لغرفة تجارة القاهرة ، إن بداية شهر رمضان والأيام التى سبقته كانت معظم المحلات تعانى الركود نتيجة لما يحدث من مظاهرات فى الميادين وشوارع وسط المدينة مما أثر على حركة البيع لجميع السلع بداية من الملابس والأحذية ومحلات الحلوى ، ومستلزمات المنزل وأضاف العبد ومع اقتراب أيام العيد ينصرف الناس إلى شراء الملابس ، والسلع الضرورية ، ثم شراء أنواع الكعك والبسكويت وهى عادة سنوية للمصريين . ومن جانبه يوضح إبراهيم أبو محرم عضو غرفة تجارة القاهرة إن حركة البيع بالمحلات ستبدأ مع دخول الأيام الأخيرة من شهر رمضان استعداداً للعيد، والمحلات من جانبها تستعد بجميع إمكاناتها لتلبية رغبات المستهلكين، سواء من حلوى شرقية أو أنواع الكعك والبسكويت . ويشير مرسى جنينة مدير أحد محلات الحلوى إلى أن الإقبال على محلات الحلوى سيزداد فى نهاية الشهر الكريم استعدادا للعيد ، ولكن الظاهرة اللافتة للنظر هى أن الشركات والمؤسسات بدأت تختفى ، بعد أن كانت تقوم بشراء ما تحتاج إليه لعمالها من أنواع الكعك والبسكويت وكانت تحجز قبل أسبوعين على الأقل من نهاية شهر رمضان ، وبالتأكيد والكلام مازال لمرسى جنينة أن الأحداث السياسية لها تأثير كبير فى الركود الذى يحدث بالمحلات. السلع الكمالية ويتفق المهندس سمير عطية رجل أعمال مع الكلام السابق فى أن الناس خلال هذا الشهر المبارك كان همها الأساسى البحث عن السلع الضرورية ولم تفكر فى شراء أية سلع أخرى كمالية ، لذلك فإن محلات الحلوى عانت طوال الشهر من الركود ، ويضيف عطية من المفترض أن يكون هناك إقبال على الشراء فى حالة استقرار الأوضاع . ومن جانبه يقول سيد السمادونى عضو غرفة تجارة القاهرة إن المحلات تكبدت هذا الشهر الكثير من الخسائر بسبب الركود وارتفاع أسعار الخامات الخدمات، وهذه التكلفة لم تؤذينا بقدر ما عنيناه من ركود وعدم تصريف للسلع، ونأمل أن يحدث تحرك خلال الأيام المقبلة. ويتفق مصطفى عبد العال عضو غرفة صناعة الحلوى بغرفة التجارة مع الرأى السابق مشيراً إلى أن معظم المحلات أغلقت أبوابها حتى تتجنب الخسائر، وأجور العمال، ومخاطر السرقات لنقل البضائع، والمحلات الكبرى فضلت عدم الغلق حفاظاً على سمعتها واسمها، ولم تهتم بالخسائر التى تحدث لها ، أملاً فى أن يحدث إنعاش للسوق وحركة للبيع بعد طول فترات الركود .