كان جمال عبد الناصر سياسيا بارعا أن احتفظ بأصدقاء له فى دول العالم من الكتلة الشرقية ودول عدم الانحياز ودول عربية وإفريقية، وكانوا يحترمونه ويقدرون فيه القائد الذى سعى بكل دأب لمساعدة الدول العربية والإفريقية والآسيوية لتحريرها من الإحتلال، مما أوجد لمصر مكانة دولية يحترمها العدو قبل الصديق هذا من الجانب السياسى، أما جانب مشروعه لنهضة مصر والذى كان فى أكثره مشروع إسلامى لكنه لم يذكر قط أنه يتبنى «مشروعا إسلاميًا» فى إعادة بناء مصر حتى مع إصدار قوانين يوليو الاشتراكية فى إعادة توزيع الثروة وتحقيق العدل الاجتماعى. وعندما بدأ بتطوير الأزهر الشريف وبدأ تسجيل القرآن الكريم وجعله مسموعا وتلاوة مجودا بأصوات القراء المصريين وهو ما ترتب عليه إنشاء إذاعة القرآن الكريم وترجمة القرآن للعديد من اللغات الأجنبية بل إنه جعل ولأول مرة منذ الفتح الإسلامى لمصر وصولا لعصر عبد الناصر مادة التربية الدينية مادة إجبارية فى تاريخ مصر بينما كانت اختيارية فى التاريخ الملكى، وجاء المشروع الكبير ألا وهو تطوير الأزهر الشريف وجعله منارة إسلامية تضىء العالم الإسلامى كله فجعل منه جامعة عصرية تدرس فيها العلوم العصرية بجانب الدينية وأنشأ مدينة البعوث الإسلامية على مساحة «30فدانا» لتكفى وفود 70 دولة إسلامية يتعلمون فى الأزهر ويقيمون فى المدينة إقامة مجانية، بالإضافة إلى بناء آلاف المعاهد الأزهرية فى كل محافظات مصر ولأول مرة كان للفتيات مكان فى هذه المعاهد، وكان من أهم القوانين أن قام بتعليق كل المحافل الماسونية والروتارية والمحافل البهائية وتجريم القمار والبغاء، كما زادت المساجد من 11 ألف مسجد إلى 21 ألف مسجد فى 18 عاما... ولكن على الرغم من كل هذه الإنجازات التى تمت للدين الإسلامى فى عصره وزادت الإمكانيات الدينية للدولة المصرية، حينها طلب منه بعض المفكرين والأصدقاء أن يطلق على هذه النهضة «المشروع الإسلامى»وقالوا له لماذا لا يطلق على مشروعه أنه مشروع إسلامى ولكنه رفضه ومن هنا تأتى العبقرية والقيادة والوعى والتدين فقال إن تجربته تجربة إنسانية إذا فشلت فإنها ستنسب لشخصه، أما إذا فشلت على أنها «مشروع إسلامى» فحينئذ سينسب الفشل للإسلام والدين الإسلامى أسمى وأقدس من أن هيميه أحد أو ندخله فى هذه التجارب الذاتية الإنسانية، وهو مايحدث الآن الكل يلبس عباءة الدين الإسلامى للمصالح ويتمسح به البعض لمآرب شخصية ذاتية.. يا إخوانى وأخواتى الرسل والديانات جاءت لتنير الطريق للبشرية وتحافظ عليهم وليس للاقتتال أو التكفير فحتى رسولنا الكريم صلوات الله عليه قال «لكم دينكم ولى دينى». الكل نصب نفسه إلها يحكم على البشر أنهم كافرون ملحدون هذا ليس من مبادئ الدين الحنيف السمح لأننا نشأنا على أن الدين لله سبحانه وتعالى يحاسبنا على أفعالنا وأن الوطن يسع الجميع أدعو الله فى هذه الأيام المباركة من أيام شهر رمضان الكريم أن يرد كيد كل من يتآمر على هذا الوطن وأن يعود الأمن والاستقرار ولم شمل المصريين لأنهم فى رباط إلى يوم الدين. [email protected]