عندما يصرح رئيس المخابرات الفيدرالية الألمانية، جيرهارد شندلر، بأن الجماعات المسلحة التى تحارب الحكومة السورية واقعة تحت تأثير إرهابيين من تنظيم القاعدة ، يجب أن ننتبه . فالرجل بالتأكيد لديه المعلومات الموثقة التى تؤكد وجود الآلاف من مقاتلى جبهة النٌصرة التابعة لتنظيم القاعدة على الأراضى السورية . وعندما تذكر صحيفة التايمز البريطانية أن هناك من 70 إلى 100 جهادى من بريطانيا يقاتلون فى صفوف جبهة النٌصرة داخل الأراضى السورية وأن سكوتلانديارد يجرى تحقيقات موسعة لكشف شبكة تجنيد هؤلاء المقاتلين .. يجب أن ننتبه،ولا يقتصر الأمر على البريطانيين، فوفقاً ل (سلام نيوز) ونقلاً عن موقع المجاهدين الأتراك turkish mujahideen فإن هناك 30 أذربيجانياً كانوا يحاربون فى صفوف المعارضة وتم قتلهم . وهناك معلومات منتشرة فى مواقع التواصل الاجتماعى تشير إلى أن السلفيين الأذربيجانيين الراغبين فى القتال إلى جانب المعارضة السورية، يدخلون سوريا عن طريق تركيا التى يحصلون فيها على المساعدات المالية والفنية من عدة كيانات خاصة وفى الفترة الأخيرة ، تناثر الحديث عن السلاح الكيماوى الموجود فى سوريا وأعربت إسرائيل عن مخاوفها من خطورة استيلاء عناصر إرهابية على الأسلحة الكيماوية ، واحتمال نقل هذه الأسلحة إلى حزب الله ومن ثم تهديد أمن إسرائيل . وأعلن البيت الأبيض أن وكالاته الاستخباراتية تعتقد (بدرجات متفاوتة من الوثوق) أن الجيش السورى استخدم السلاح الكيماوى فى حربه ضد الجماعات المسلحة . وحذر من أن استخدام مثل هذا السلاح سيكون بمثابة خط أحمر قد يؤدى تجاوزه إلى التدخل العسكرى. غير أن الرئيس السورى سارع ونفى ذلك تماماً وقال : هل سمعتم عن دولة استخدمت السلاح الكيماوى فى حربها ضد الإرهاب؟ أنا لم اسمع عن مثل هذه الحالات . كيف يمكن أن نستخدم سلاح التدمير الشامل ونحن نتصيد مجموعات صغيرة من الإرهابيين منتشرة فى كل مكان؟ إننى أعتقد بأنهم يلجأون إلى هذه الحجة لممارسة الضغوط أكثر علىسوريا أو للإعداد لمهاجمتها. وبرغم عدم اقتناعى الشخصى بنظام الأسد البعثى القمعى فى سوريا، فإن حديثه فى هذه المرة يحمل الكثير من المنطق. لكن الإسرائليين انتهزوا الفرصة وقاموا بتعبئة ونشر قوات الجيش والاحتياط على امتداد الحدود مع سوريا ثم قاموا بغارة جوية على مركز للأبحاث العسكرية . وهذا يعنى أن التوتر العسكرى بين القدس وطهران ودمشق وبيروت حزب الله ، سوف تتزايد حدته خلال الأيام القادمة.وذكر موقع (ديبكا ) الإسرائيلى المقرب من الأجهزة الأمنية أن قوات اسرائيلية ضخمة تضم عدة ألوية بدأت مناورة عسكرية على حدود إسرائيل مع سوريا ولبنان وأعلن الجيش الإسرائيلى أنه يعبئ الآلاف من الجنود الاحتياط على امتداد الحدود . ولا شك فى أن هذا الإعلان سوف يزيد من حدة التوتر العسكرى بين إسرائيل والأردن وسوريا وحزب الله ليصل إلى ذروته.وسوف يتم تفسير المناورة ثم الغارة الإسرائيلية - فى موسكو وطهران ودمشق وبيروت - على أنها استعداد لعمليه عسكرية أمريكية فى سوريا. ويؤكد الموقع الإسرائيلى استنادًا إلى مصادره العسكرية أن الرئيس الأمريكى أوباما سوف يحسم قريباً ما إذا كانت واشنطن سوف تقدم على عمل عسكرى ضد أهداف عسكرية سورية بما فى ذلك مخازن السلاح الكيماوى، وأن الرئيس أوباما يدرس ثلاثة خيارات أولها قصف جوى أمريكى لقواعد ومنشآت عسكرية سورية تمثل العمود الفقرى العسكرى الذى يعتمد عليه نظام بشار الأسد . وثانيها إطلاق صواريخ من البحر ومن قواعد أرضية فى أوروبا والشرق الأوسط على هذه الأهداف، وعلى قواعد السلاح الكيماوى فى سوريا. وثالثها إرسال مايقرب من 20,000 جندى أمريكى ونشرهم على الحدود الأردنية مع سوريا. وتشير مصادر (ديبكا ) العسكرية إلى وجود خيار رابع وهو أن يصدر الرئيس أوباما أوامره باستخدام بعض من هذه الخيارات العسكرية فى نفس الوقت . ويؤكد الموقع الإسرائيلى أن سلاح الطيران الإسرائيلى استعد للقيام بدوره فى العمليه العسكرية الأمريكية والعمل على صد أى رد فعل عسكرى من جانب إيران وسوريا وحزب الله ضد القوات الأمريكية والأردن وإسرائيل. ما يجب أن نؤكد عليه فى هذا الصدد أن هناك فارقاً كبيراً بين إسقاط نظام الأسد الديكتاتورى وهو ما نؤيده وبين ضرب الجيش السورى ، القوة العربية الثانية فى المنطقة بعد الجيش المصرى ، وهو ما لانؤيده بالتأكيد خاصة لو كان ذلك بيد إسرائيل.