الأهلى رفع العصا فى وجه اتحاد الكرة وقام بالاعتذار عن عدم الاشتراك فى مسابقة كأس مصر بسبب إصرار اتحاد الكرة على حق الرعاية، الأمر الذى جعل أندية لها ثقل تأخذ نفس الاتجاه مما يهدد انطلاق البطولة من أساسه.. وفى الجهة المقابلة اتحاد الكرة يعتبر أن الأمر كأن شيئا لم يكن، تضامن مع الأهلى فرق الإسماعيلى والحدود والمقاولون وسموحة وتليفونات بنى سويف والداخلية.الأزمة بدأت شرارتها فى الانطلاق بين الأهلى واتحاد الكرة بسبب اختلاف الرعاة بين الطرفين، حيث يلزم الأخير الأندية المشاركة بالبطولة وضع إعلانات رعاته فقط على اعتبار أن البطولة تعد ملكًا له عكس مسابقة الدورى العام التى تعود ملكيته للأندية المشاركة به. «ومازاد الطين بله» هو قيام لجنة كأس مصر برئاسة حمادة المصرى باعداد لائحة للبطولة تسويقية ومالية رأها النادى الأهلى مجحفة جدًا سواء فى الحقوق التسويقية المتعارضة بين الطرفين أو قلة حصة الأندية من إيراد البطولة والمتمثلة فى 5% فقط مقارنة بحصول الاتحاد على 40%، وتخفيض قيمة البطولة من 12.5 % إلى 5% فقط وغيرها من أسباب أخرى دفعت النادى العملاق ومعه الأندية الأخرى للاعتذار عن المشاركة بالبطولة. المثير فى الأمر هو موقف نادى الزمالك الذى أعلن مشاركته بالبطولة رغم تضامنه المبدئى مع الأهلى وباقى الفرق المنسحبة فى النظر للعديد من شروط المسابقة بأنها مجحفة سواء فى قلة العائد وحصة الأندية والعوائد الإجمالية للبطولة وكذا مواعيد انتهاء البطولة، ورغم اعتراض ممدوح عباس رئيس النادى فى الاجتماع الذى عقده مجلس الإدارة مؤخرا لبحث المشاركة بالبطولة فإن صوت الأغلبية فرض نفسه. هادى خشبة مدير قطاع كرة القدم بالنادى الأهلى شدد على أن قرار الانسحاب من بطولة كأس مصر لا تراجع عنه خاصة أنه جاء بعد مناقشات ومداولات عديدة. وأكد أن أسباب الرفض معروفة وتتمثل فى تضارب الحقوق التسويقية الخاصة بالنادى مع حقوق اتحاد الكرة وعدم وضوح العائد المالى للأندية من جراء المشاركة فى هذه البطولة بالإضافة إلى الجزاءات المبالغ فيها والتى وردت ضمن شروط المسابقة، وتحميل الأندية نسبة 20% للقسم الثانى والثالث بخلاف «قصر» حصة الأندية من إيرادات البطولة على 5% فقط، بينما تذهب 40% للاتحاد، وتخفيض قيمة جائزة كأس مصر من 12.5 % من اجمالى حصة الاتحاد من البث الفضائى إلى 5% فقط من صافى ايرادات حصة الاتحاد، وأخير عدم وضوح الرؤية بالنسبة لموعد بداية ونهاية البطولة. ووصف خشبة هذه الشروط بالصعبة والمجحفة والتى لا تنظر لمصلحة الأندية، خاصة أنه عند اتخاذ مسئولى الأهلى قرار الاعتذار عن المشاركة بالبطولة قام بمراعاة مصلحة النادى ووضعها فوق كل اعتبار، فيما أكد شريف حبيب رئيس نادى المقاولون العرب والمتحدث الرسمى باسم رابطة الأندية أن أزمة المشاركة فى البطولة يرجع سبب ظهورها إلى تقصير مسئولى الجبلاية فى عدم اهتمامهم بعقد لقاءات موسعة مع مسئولى الأندية لشرح شروط المسابقة وليس بالتعامل عن طريق الفاكسات الرسمية فقط. مشددًا على أن قرار الأندية المنسحبة لا رجعة فيه خاصة أن المشاركة بالبطولة - كما يقول - لا تعود بالنفع على الفرق التى تشارك. وأكد حمادة المصرى عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم ورئيس لجنة بطولة كأس مصر على أنه رغم احترامه لقرار الأندية المنسحبة من بطولة كأس مصر وتحديدًا فريق بحجم النادى الأهلى إلا أن ذلك لن يؤثر فى انطلاق البطولة وفى موعدها خاصة بعد موافقة 300 نادى على المشاركة. ونفى توقيع عقوبات على الأندية السبعة المنسحبة حيث إنها قدمت الاعتذار قبل نهاية الموعد المحدد لتقديم الاعتذارات، مبديًا تعجبه من الأسباب التى ساقها النادى الأهلى لاعتذاره خاصة أن جميع الأندية المصرية التى تشكل الجمعية العمومية لاتحاد الكرة هى من وضعت شروط مسابقة كأس مصر وليس مجلس إدارة اتحاد الكرة حسبما يظن البعض. وشدد المصرى على أن انسحاب أندية بحجم الأهلى والإسماعيلى وحرس الحدود والمقاولون العرب بلا شك سيفقد البطولة الكثير من رونقها وقوتها، كما أن انسحاب فريق مثل الأهلى بلا شك أيضًا سيؤثر فى عائدات البث الفضائى للبطولة.. ولكن ما يشفع هو استمرار نادى بتاريخ وحجم نادى الزمالك فى البطولة ومعه أندية قوية كإنبى وطلائع الجيش. وأبدى المصرى استعداد الاتحاد لإمكانية قبول تراجع الأندية المنسحبة عن قرارها، حيث إن مسئولى الجبلاية، كما يوضح ليسوا فى طرف خصومة مع أى نادى بقدر حرصهم على تطبيق اللوائح وتنفيذ المصلحة العامة للمحافظة على حقوق الاتحاد الإعلانية والتسويقية المبرمة.. كما أوضح أن المقترحات المقدمة من لجنة أندية الدورى هى محض دراسة الآن للوصول إلى حلول وسط لجميع الأطراف مع عدم تنازل الاتحاد عن حقوقه. فى حين أشار محمود الشامى عضو مجلس الاتحاد إلى أنه أجرى عدة اتصالات بجميع الأندية المنسحبة للاستفسار عن الأسباب التى دفعتهم لذلك، وقال: أسعى لأكثر من محاولة لعقد عدة جلسات مع بعض هذه الأندية لشرح شروط المسابقة والعائد المالى للمباريات ومحاولة الوصول لحلول وسط ترضى الجميع. وشدد على أن هناك شروطًا ولوائح للمسابقة واضحة ومعروفة للجميع وتم ارسالها للأندية، وأن أى نادى مشارك ببطولة كأس مصر لن يلتزم بهذه الشروط فسوف توقع عليه غرامات مالية ضخمة وفق اللوائح الموضوعة.. وقال إن من ضمن هذه الشروط الالتزام بارتداء تيشيرت للفرق عليه «لوجو» الشركة الراعية ومن يخالف ذلك ستوقع عليه عقوبة مالية عن كل مباراة يلعبها بدون هذا التيشيرت تصل إلى مليون جنيه. وأوضح أن انسحاب فريق الأهلى من البطولة يؤثر سلبًا من الناحية الجماهيرية والتسويقية.