إعلان الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة مؤخرًا أنه لا يريد فترة رئاسية رابعة؛ لأنه غير راض عن أداء وزرائه ولا عن فترة حكمه خلال ال 14 عامًا الماضية، ولكن.. وتحت ولكن هذه مائة خط، ولكن لو طلب منه الجزائريون الاستمرار وألحوا فى ذلك «سوف يدرس الأمر»، وهو ما اعتبره المراقبون رسالة مباشرة لأنصار بوتفليقة إلى شن حملات دعم ومساندة لإعادة ترشيح الرئيس، وهو ما يعنى أن بوتفليقة يريد الولاية الرابعة!ويرفض بوتفليقة الحديث عن ملف ترشحه من عدمه لسباق الرئاسة المقرر فى أبريل القادم، ويرجح بعض المراقبين عدم ترشحه استنادا لخطاب ألقاه فى ولاية سطيف فى أبريل الماضى قال فيه «انتهى زمن جيلنا» فى إشارة إلى الجيل الذى قاد تحرير البلاد من الاستعمار الفرنسى عام 1962. بوتفليقة هو الرئيس الثامن للجزائر منذ الاستقلال، التحق بعد دراسته الثانوية بجيش التحرير الوطنى الجزائرى عام 1956، وهو أطول رؤساء الجزائر حكمًا. تولى وهو فى الخامسة والعشرين وزارة الشباب والسياحة، وفى سنة 1963 عيّن وزيرًا للخارجية. وبعد وفاة الرئيس هوارى بومدين، أرغم على الابتعاد عن الجزائر لمدة ست سنوات استقر خلالها فى دولة الإمارات، وعاد إلى الجزائر عام 1987، وتولى رئاسة الجمهورية عام 1999، وعمل على إعادة الأمن والسلم والاستقرار. وفى فبراير 2004 أعيد انتخابه لفترة رئاسية ثانية، وفى نوفمبر 2005 تعرض لأزمة صحية ونقل لمستشفى فرنسى، كما تعرض فى سبتمبر 2007 لمحاولة اغتيال، ووقع انفجار قبل 40 دقيقة من وصول الرئيس لمنصة الشرف خلال جولة له شرق البلاد، وأوقع الحادث 15 قتيلًا و71 جريحًا، ونجا بوتفليقة. وتم إجراء تعديل دستورى عام 2008 ألغى تحديد الولايات الرئاسية باثنتين ليتمكن من الترشح لولاية ثالثة تنتهى فى 2014، وفى أبريل 2009 أعاد الجزائريون انتخاب بوتفليقة رئيسًا للبلاد. والآن وتحديدًا يوم الاثنين الماضى بدأ مقربون من الرئيس بوتفليقة فى النزول للميدان ترويجًا للولاية الرابعة بمناسبة الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى أبريل القادم. وخلال أحد أهم البرامج الإخبارية للتليفزيون الحكومى دعا وزيران جزائريان الرئيس بوتفليقة إلى الترشح لولاية رئاسية رابعة، وهو ما تم تفسيره على أنه بداية لحملة كبيرة يقودها الفريق الداعم لاستمرار بوتفليقة البالغ من العمر 76 عامًا فى الحكم. ودشن الحملة الرئاسية قائدا حزبين وعضوين فى حكومة بوتفليقة، هما عمر غول وزير الأشغال ورئيس حزب «تجمع أمل الجزائر»،وعمارة بن يونس وزير البيئة ورئيس «الحركة الشعبية الجزائرية»، وصرح بن يونس بأن تحديد عدد الولايات الرئاسية فى الدستور لا يعتبر شرطًا أساسيًا لتحقيق الديمقراطية» فى إشارة إلى توقعات تتعلق بالتعديل الدستورى المرتقب وتحديدًا للمادة 74 التى تفتح المجال للترشح للرئاسة مدى الحياة. وأعلن بن يونس مساندته المطلقة لبوتفليقة فى حال ترشحه لولاية رابعة، مشيرًا إلى أن القرار النهائى للترشح سيحدده الرئيس، والشعب هو السيد الوحيد فى القضية. وذكر غول أن حزبه يدعو إلى التمديد لبوتفليقة، وقال «الحق فى الترشيح هو من صميم الديمقراطية، إذا ما أراد الرئيس ولاية جديدة فإننا سندعمه. الدعوة لولاية رابعة للرئيس بوتفليقة كانت مقتصرة على الأفراد فقط، دون المؤسسات أو الكيانات السياسية، ففى خريف العام الماضى اشترى البرلمانى ورجل الأعمال بهاء الدين طليبة مساحات إعلانية فى كبرى الصحف بالجزائر ناشد فيها المجاهد عبد العزيز بوتفليقة الترشح من جديد. لكن الدعوة للولاية الرابعة تطورت الآن إلى الشكل المؤسسى والسياسى، رغم وجود دعوات تنشط حاليًا ضد استمرار بوتفليقة فى الحكم، يقودها رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور الذى أعلن ترشحه لانتخابات 2014. الرئيس بوتفليقة البالغ من العمر الآن 76 عامًا يريد الترشح لولاية رابعة تبدأ العام القادم، ولمدة خمس سنوات، إذا أتمها بالصحة والعافية، يكون عمره اثنين وثمانين عامًا لا تعليق!