مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية.. استعراضات فلكلورية مبهجة تزين عروس القناة في الدورة 24    انطلاق القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء بشمال سيناء    متابعات ميدانية لتنفيذ فعاليات مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" بالمنوفية    أسعار السمك في مرسى مطروح اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024.. تحديثات حصرية من أسواق المدينة    وزير الاتصالات يبحث مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للتكنولوجيا سبل التعاون المشترك    انتخابات أمريكا 2024| كيف تغيرت آراء الناخبين في الولايات المتأرجحة؟    خبير: بعض اتهامات القرصنة بين أمريكا والصين غرضها «الدفاع»    روسيا تعلن نشوب حرائق في مستودعات وقود بعد هجوم أوكراني مزعوم بمسيرات    مدير فرانكفورت: يصعب التصدي لتسديدة مرموش    سيدي ندياي: أتمنى تحقيق الألقاب مع الزمالك والانضمام لمنتخب السنغال    «بعد التوقف».. سلوت يثير الجدل بشأن تجديد عقد محمد صلاح    بعد التوقف الدولي.. آرني سلوت يُعلق مُجددًا على تجديد عقود صلاح وفان ديك وأرنولد    حملات ترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 155 محضرًا للمحال المخالفة    سياسيون: كلمة الرئيس السيسي تحمل رسائل طمأنة للشعب المصري    نجل أحمد شيبة يقاضي بلوجر شهير بسبب صورة في الطائرة    إليسا ترد على منتقدي العودة للحفلات: نلوم حالنا على كل شي وصلناله بلبنان    ين المبدعين والراحلين.. مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم رموز الإبداع والنشاط الفني    الصحة: فريق المراجعة الداخلية يتفقد مستشفى سفاجا المركزي ويوجه بتوفير بعض نواقص الأدوية    مع بدء موسم العمرة.. سعر الريال السعودي مقابل الجنيه في أكبر 5 بنوك    عاجل.. أول رد من الأهلي على عقوبات مباراة بيراميدز.. طلب خاص لاتحاد الكرة    الإسكان: إزالة مخالفات بناء وظواهر عشوائية بمدن جديدة - صور    السيطرة على حريق بخط غاز زاوية الناعورة بالمنوفية    بالصور- ضبط 4.5 طن لحوم ودواجن فاسدة بالمنوفية    ضبط تشكيل عصابي تخصص في سرقة أصحاب السيارات بالجيزة    مصر والسعودية يؤكدان تضامنهما مع لبنان في الأزمة الراهنة    حزب الله: قصفنا برشقة صاروخية قاعدة إيلانيا العسكرية شمال إسرائيل    تراجع أسعار الحديد اليوم الجمعة 4-10-2024 بالأسواق.. كم يسجل الطن الآن؟    بالأرقام.. نتائج فحص حالات لسيارات ذوي الهمم خلال السنوات الثلاث الماضية    عادل حمودة: أحمد زكي كان يندمج في التمثيل إلى درجة المرض النفسي    مسلسل برغم القانون الحلقة 16.. هل تعثر ليلى على مكان أولادها؟    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    واعظ بالأزهر: «الوسطية» منهج رباني لإصلاح أحوال الناس    مياه سوهاج تكرم أبناء العاملين المتفوقين دراسيًا    حملة للتبرع بالدم في مديرية أمن البحر الأحمر لإنقاذ حياة المرضى    ضمن «حياة كريمة».. فحص 1703 مواطنين في قافلة طبية ببني سويف    فحص 1703 مواطنين في قافلة طبية ببني سويف    جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء عاجلة لسكان 20 قرية في جنوب لبنان    في يوم الابتسامة العالمي.. 5 أبراج تحظى بابتسامة عريضة ومتفائلة للحياة    بحضور وزير الأوقاف.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيد البدوي    القناة الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في الدوري المصري "سيدات"    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    اللجنة الأولمبية الجزائرية: ما يحدث مع إيمان خليف حملة ممنهجة    هيئة الأرصاد تكشف عن موعد بدء فصل الشتاء 2024 (فيديو)    تحقيق عاجل في مصرع وإصابة 7 في انقلاب سيارة ميكروباص بطريق مصر إسكندرية الصحراوي    الأنبا عمانوئيل يهنئ رئيس الجمهورية وقيادات الدولة بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض: تسجيل 866 حالة وفاة ب"جدرى القرود"    ارتفاع أسعار البيض اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    حقيقة نفاد تذاكر حفلات الدورة 32 من مهرجان الموسيقى العربية.. رئيس الأوبرا ترد؟    لازم يتجوز.. القندوسي يوجه رسائل إلى كهربا لاعب الأهلي (فيديو)    جيش الاحتلال يطالب سكان أكثر من 20 بلدة جنوب لبنان بالإخلاء    دعاء أول فجر في ربيع الثاني.. «اللهم بارك لنا في أعمارنا»    قتلوا صديقهم وقطعوا جثته لمساومة أهله لدفع فدية بالقاهرة    دعاء يوم الجمعة.. تضرعوا إلى الله بالدعاء والصلاة على النبي    رسمياً.. فتح باب تسجيل تقليل الاغتراب جامعة الأزهر 2024 "الرابط الرسمي والخطوات"    حقيقة اغتيال هاشم صفي الدين    تعرف على نصوص صلاة القديس فرنسيس الأسيزي في ذكراه    نائب مدير الأكاديمية العسكرية: نجحنا في إعداد مقاتل بحري على أعلى مستوى    خروج عربة ترام عن القضبان في الإسكندرية.. وشهود عيان يكشفون مفاجأة (فيديو وصور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهود وشهادات على تاريخ الحركة الطلابية فى السبعينيات (2 - 2) تيار العنف تربى على الفكر السلفى الجهادى
نشر في أكتوبر يوم 24 - 03 - 2013

تتواصل قراء تنا فى كتاب «شهود وشهادات على الحركة الإسلامية» الذى وضعه الباحث سامح عيد بجامعة الإسكندرية ، وفى هذه الحلقة نقرأ شهادات أربعة من قيادات ومنظرى الحركة الطلابية الإسلامية فى السبعينيات هم على الترتيب: مختار نوح المحامى المعروف ود. عصام العريان القطب الإخوانى و د. كمال حبيب ود. محمد مورو الباحثان فى الحركات الإسلامية.
شهادة مختار نوح
وحول تنظيم الجهاد جاء فى شهادة مختار نوح أن تنظيم الجهاد الأول لم تكن وزارة الداخلية ولا الإدارات المصرية على علم به؛ لأن كل المعلومات حصلت أجهزة الأمن عليها فى عام 1979 بالتعذيب، وكان هذا كما أعتقد فى أكتوبر، وكانت هذه القضية من القضايا المفتعلة، حيث اعتمدت فيها الداخلية على مصدر يثبت التنظيم، وكانت الداخلية لأول مرة فى 1979م تتسم بالذكاء الشديد. وتتسم باحترام الحريات، حتى فى هذه القضية يُذكر أن حجم ونسبة مخالفة قواعد حقوق الإنسان لا تزيد عن 5 إلى 6%، (من 114 متهمًا 6 -7) هم من تعرضوا للتعذيب الشديد. كما أنه حدث فى هذه القضية أن قتل ضباط مقدمًا وهذا الضابط قتل الذى قتله، فقد كانوا ذاهبين لإلقاء القبض على شخص اسمه عادل المغربى فى ترب المندرة بالإسكندرية واستخدمت الشرطة القوة دون أمر، وأطلقت عليه الرصاص (11 رصاصة) فمات متأثرًا بالرصاص وهو على فراشه، وعند حصرهم خسائر المعركة وجدوا أن هذه المجموعة قتلت أيضًا مقدمًا أعتقد أن اسمه نبيل. حل الرئيس السادات هذه المشكلة سنة 1979م بأنه وقف فى البرلمان ووجه الشكر للنبوى إسماعيل وأغلق القضية تمامًا بكل ما فيها؛ لأنه كان لا يريد حدوث مشاكل فى هذا الوقت. وفى قضية الجهاد سنة 1979م الذين تعرضوا للتعذيب ستة أذكر منهم: محمد إسماعيل وعنتر عبد الصمد قطب وكمال عبد الحميد فياض. يمكن حصر جميع أسمائهم عند الرجوع إلى أوراق القضية،
التلمسانى
وحول علاقته بعمر التلمسانى قال مختار نوح إننى بقيت ما يقرب من سنة فى السجن 1981م فكنت ضمن آخر دفعة خرجت من السجن تقريبًا بتظلم، كان أول تظلم أو من التظلمات الأولى لقانون 162 لسنة 1958م بتعديلاته الخاصة بالطوارئ، وانطبقت علينا عملية التظلم للخروج من الاعتقال، وبالفعل خرجت لأقابل عمر التلمسانى مرة أخرى وحينها طلب منى أن أرشح نفسى فى النقابة ولم تأخذ المسألة شكل التكليف كما قد يظن البعض إنما هى أخذت شكل أنه يعرض على أن أنظر فى إمكانياتى ثم أرد عليه، وقال إنه يريد أن أمثل الفكر الإسلامى داخل النقابة وتحركنا كمجموعات، وهذا يسمى فى حركة الإخوان وتاريخ الإخوان عصر النهضة النقابية، وهو يبدأ من بداية الثمانينيات وينتهى 1995–1996م. وأنا أعتبر أن هذه الخمسة عشر عامًا هى عصر النهضة النقابية داخل فكر وفهم الإخوان المسلمين. بعد ذلك هذا الفهم يحتاج لإعادة صياغة ويحتاج أشياء كثيرة جدًّا ينبغى أن يهتم بها الإنسان، أنا أعتقد وأزعم أن نقابة المحامين أفادتنى كثيرًا جدًّا وأنها ساهمت فى تكوين شخصيتى خصوصًا من خلال الانفتاح على الآخرين. الشخصيات التى كانت فى فترة الثمانينيات كانوا شخصيات فوق العادة بغض النظر عن الخلافات التى بينهم لكنها عقليات فوق العادة، أذكر نبيل هلالى، ومحمد فهيم أمين وهذا كان مقاتلاً فوق العادة لدرجة أننا أحيانا كنا نغضب من نضاله، ونقول له: «أنت مناضل زيادة عن اللزوم». وكان موجودًا أيضًا أحمد ناصر، وحينها كان أكثر حركة من الآن وأكثر فاعلية. وكان هناك الأستاذ محمد عيد الذى كان يطلق عليه اسم الزعيم وهو من الإسكندرية. كانوا رموزًا للحركة الوطنية تعلمنا الكثير منهم فى الثمانينيات، وأنا أعتقد أنها فترة النضج فى التكوين والانفتاح على الآخر.
العريان والإخوان
وحول قصة انضمامه للإخوان قال عصام العريان فى شهادته إن فكرة انضمامنا إلى الإخوان لها ثلاثة مصادر، المصدر الأول: كان من الكتابات الإخوانية وبالطبع كتابات سيد قطب كانت لها رونق كبير جدًّا وكتابات محمد قطب أيضًا، وبدأت تتسرب إلينا كتابات حسن البنا وهذه كتابات مركزة جدًّا لكن بها نضوج شديد للفكرة فهى كتابات تتميز بوضوح الفكرة ووضوح المنهج. المصدر الثانى: كان الدعاة والمشايخ الذين لهم صلة قديمة بالإخوان أو مازالت؛ لأنهم كانوا الزاد الرئيسى الذى كان يأتى منهم لإلقاء محاضرات فى المناسبات أو فى المعسكرات مثل الشيخ الغزالى والشيخ السيد سابق والدكتور عيسى عبده وعمر التلمسانى ومصطفى مشهور ولاشين أبو شنب. أما المصدر الثالث: اللقاءات الفردية التى كانت تتم فى عنبر المعتقلين للأشخاص الذين كانوا يترددون أثناء فترة العلاج أو الأشخاص الذين بدأوا فى الخروج من عام 1971م و 1972م ولهم لقاءات بطلبة من أقاربهم أو جيرانهم أو معارفهم.
فى هذه الفترة حسمنا أمرنا فقد رأينا من الأفضل لنا ولجيلنا أنه بدلاً من إنشاء جماعة جديدة والتعرض لتجارب جديدة والوقوع فى أخطاء جديدة، أن نستفيد بتجارب مَن سبقنا من الإخوان وهم لديهم خبرة ومنهج سليم، وقد كانت لنا تحفظاتنا كشباب أن هؤلاء أصبحوا كبار السن وقد كانت الفكرة السلفية من الناحية العلمية ذات بريق، فهى فكرة بسيطة جدًّا ومغرية وأى إنسان علمه دينى وتخصصه بسيط يجد فيها شيئًا عظيمًا جدًّا، فهذه الفكرة كانت تسيطر على تفكيرنا وكانت أحد مصادر القدوة. المشكلة الكبيرة التى ظهرت فى هذه الفترة أن الكتاب الإخوانى كان ممنوعًا فى فترة طويلة فيما عدا كتب الشيخ الغزالى، والشيخ السيد سابق، وهذا الكتاب لم يكن كافيًا من الناحية العلمية التى تؤثر لدرجة الإقناع، فالكتب السلفية تقوم على الفكرة البسيطة التى تجذب بسرعة مما أتاح الفرصة لكتب من هذا النوع من الفكر وخصوصًا الفكر السلفى أن تنتشر، وهو ما يحدث فى موجة التدين الحالية نتيجة الحصار الشديد على الفكر الحركى سواء إخوانيًّا أو غير إخوانى، وعلى العمل الحركى بصفة عامة وتحديدًا الإخوان. أما السلفيون فلم يكونوا متبلورين كسلفيين، الفكرة السلفية كانت موجودة عندنا نحن وساعد على انتشارها أن السعودية فى هذه الفترة بدأت تمطرنا بمجموعة كبيرة من هذه الكتب من الهيئة العلمية للإفتاء لم نقم بتوزيعها على الطلبة فى تلك الفترة بعد مراجعتها. وكان لدينا فى مكتبة الجامعة التى سيطرت عليها الجماعة الإسلامية مكتبة قيِّمة جدًّا ومتنوعة فى التفكير بها العديد من الكتب مثل (قصة الحضارة) للمؤلف (ويل ديورانت)، هذا التنوع لم يجعلنا نقع أسرى للفكرة السلفية رغم بساطتها وتلقائيتها. وقال العريان إن الإسكندرية كان يغلب عليهم الطابع السلفى وقد تأسست المدرسة السلفية على يد محمد عبد الفتاح، ومحمد إسماعيل، وأحمد فريد ردًّا على التزامنا والمجموعة الأخرى بالإخوان، لكن ظلت الصلة طيبة وتجسد ذلك فى أحداث الزاوية الحمراء عندما جاءوا للاشتراك معنا فنصحناهم بالعودة مرة أخرى فالتزموا. الفرق الكبير أننا جيل امتزج كإسلاميين مع اليساريين فى جامعة القاهرة تحديدًا وكانت صلتنا مع الجميع فى جامعة القاهرة كإسلاميين إخوان مسلمين وسلفيين طيبة حتى مع بداية العنف حتى عام 1981م.
وقال العريان أنه فى نهاية السبعينيات تم إنشاء ما يسمى بالاتحاد العام للجامعات والجمعيات الإسلامية وكانت نتيجة مزيج فكرة إما إخوانية وإما إخوانية مشتركة مع آخرين، وكان يرأسه المرحوم المرشد عمر التلمسانى ويحضره شخصيات مثل الشيخ سليمان ربيع.
شهادة كمال حبيب
وقال كمال حبيب فى شهادته إن أيمن الظواهرى كان ضمن مجموعة تصورها هلامى، فقد كانوا شبابًا صغيرًا، ولم تكن فكرة التنظيم وُجِدت حتى مجموعة أيمن الأولى الذى كان بها مع سيد إمام الشريف، وعصام القمرى، ومحمد عبد الرحيم الشرقاوي، وإسماعيل طنطاوى الذى تركهم بعد ذلك. وخميس مسلم دخل فى تنظيم الجهاد عن طريق المجموعة التى كنت أقودها، بعد أن رحل محمد سالم الرحال إلى الأردن. هذه المجموعة أولاً هى مجموعة ضيقة جدًّا ومغلقة جدًّا وتربت على أفكار نصية، فمن يتحدثون عن أن أيمن الظواهرى له علاقة بمسألة فكر سيد قطب أنا اختلف معهم فيها؛ لأن المصدر الذى شكَّل وجدان هذه المجموعة هو مصدر سلفى صرف، بل على العكس ربما تكون مسألة أن هناك تيارًا جهاديًّا كان يتحفظ ضد أفكار بناءً على رؤية سلفية. والمجموعة التى كان يمثلها أيمن الظواهرى كانت تتحفظ على سيد قطب، ولم تكن تقرأ سيد قطب إنما كانت رؤيتها الأساسية هى الكتب السلفية التى ظهرت فى هذا الوقت خاصة كتب (الأحكام السلطانية) المتصله بالموردى وأبى يعلي، والموقف من الحاكم والعقد معه. عندما يقرأ على الحاكم بعد العقد معه ويطرأ عليه تغير أو قصور عام لتطبيق الشريعة كيف يكون موقف الناس، هل يظلون ملتزمين بالعقد، وأيضًا كتاب الجوينى (الغياثي) وغيره، وكتب ابن تيمية (السياسة الشرعية). هذه المجموعة تربت على الكتب السلفية الصارمة وكانت رؤيتهم للنص قطعية جدًّا، كانت رؤية ضيقة بمعنى أنها كانت رؤية تفسر النص على أنه نص لا توجد اجتهادات حوله، وهذه المجموعة واجهت مشاكل داخلها.
مشاكل نفسية
وذكر حبيب أنه كان هناك شخص يدعى علوى موجودًا داخل المجموعة وتركها بعد ذلك عندما نشئت حرب 1973م وكان له أخ استشهد فى تلك المعركة فكان السؤال هل أخوه استشهد ويعتبر شهيدًا؟ وهل يجوز القتال تحت راية الجيش المصرى باعتباره جيشًا لا يرفع راية إسلامية؟ وحكم مَن يُقتل وشيء من هذا القبيل. ودار جدال حول هذه المسألة لدرجة أن علوى مصطفى أصابته بعض المشاكل النفسية وترك التنظيم فى هذا الوقت. لكن مجموعة أيمن كانت موجودة وعاصرت مجموعة الفنية العسكرية ولكنها لم تشترك مع مجموعة الفنية العسكرية بسبب يدور حول مسائل عقائدية. الجانب العقيدى فيما تمثله هذه المجموعة عندما جاء صالح سرية ودخل ومجموعة الشباب الملتزمين بالفكر الجهادى فى هذا الوقت فدخلوا معه، بالطبع هو أَحدَثَ نوعًا من التطعيم خاصة فيما يتصل بكيفية مواجهة الدولة، فلم يدخل معه أيمن الظواهرى فى هذه الفترة بسبب أمور متصله بالمسائل العقيدية، وظل أيمن الظواهرى والمجموعة التى حوله مجموعة منفردة. أنا كنت أعمل فى مجموعات جهادية منفرده وهذه المجموعات يتبعها قطاع معين. وأضاف حبيب قائلا: أؤكد فى فترة ما قبل قتل السادات هذه المجموعات لم يكن لها هيراتيكية واضحة حتى الجماعة الإسلامية، وعلى سبيل المثال مجموعة قبلى ومجموعة محمد عبد السلام فرج. هذا تنظيم تكوَّن لمدة سنة واحدة من منتصف 1980م إلى منتصف سبتمبر 1981م. هل تتخيل أن هذا التنظيم يستطيع أن يبنى بنية تنظيمية واضحة فى خلال سنة؟ بالطبع لا، هذه رؤيتى الخاصة، فأمن الدولة اتهمنى بتكوين تنظيم كبير جدًّا فى الدقهلية ووضعت له أفكارًا ومصادر مالية وكل شيء. لقد رأيت ذلك فى التحقيقات فقط، لكن بسبب أنى كنت أتحرك فى الدقهلية وكان هناك مجموعة من الأفراد متوافقة معى على الجانب الفكرى المتصل بالجهاد وبالتنظيم كأنه نوع من الاتفاق أو التوافق الفكري. ففى التحقيقات تجد أن غالبية من قبض عليهم لم يكن أحد منهم يعرفنى إطلاقًا ولكنهم قالوا: «إحنا تبع كمال» نتيجة لما تعرضوا له من تعذيب، فتكون النتيجة أن الشكل التنظيمى موجود على الورق ومن يعود لأوراق القضية يجد هذا. أنا لا أشهد الحقيقة إذا ذكرت أنى كنت أعرفه، لكن كان هناك مجموعات بكل هذه الدهاليز؛ لأنه من الممكن أن يكون شخص على اتصال بك ويتصل بشخص آخر لا تعرفه فيعطى على الأوراق الشكل التنظيمى بالفعل، فخالد الإسلامبولى تعرَّف على محمد عبد السلام فرج عن طريقين، الطريق الأول هو نبيل المغربى الذى كان يسكن بجانبه أو كان ينشط فى منطقته، فأنت تعتقد أنها تنظيمات مناطقية. عبد الحميد عبد السلام ظل حتى قبل قتل السادات لا يعرف محمد عبد السلام فرج، لعلك تستغرب ذلك، لكن الانقلاب الذى حدث أن خالد الإسلامبولى جاء بفكرة قتل السادات وبالتالى بدأ الإعداد لها.
فترة السجن
عودة إلى بعض الأوراق التى أحضرتها فهذه تتحدث عن النصر والتقوى، وهذه عن فكرة العلم والدم، ووداعًا أفغانستان. كانت فترة السجن قبل المحاكمات تعتبر فترة هادئة.. فترات طويلة أتاحت الفرصة لنا لكى نقرأ. وأنا أعتقد أنه تكامل عندى تصور كامل عن الشريعة ونسقها فى داخل السجن؛ بحيث إنها تجاوزت فكرة التنظيم وفكرة النظام الجاهلي. ومن ضمن الأوراق هنا رسم مكتوب (مصلحة السجون المصرية) ورسم لأقدام تُصَوِّر شخصًا كأنه يخرج من السجن ويعود إلى دعوته مرة أخرى. هناك أيضًا مذكرات كتبتها فى سنة 1988م تعكس أن هناك تحولاً فكريًّا حقيقيًّا بدأ فى الحدوث وهو شكل مختلف تمامًا عن فترة الثمانينيات. وقد بدأت تظهر أفكار جديدة فى أعقاب اغتيال رفعت المحجوب وبدأ الدم والقتل يهزنى أنا شخصيًّا. ونحن كسلفيين أو كإطارنا المرجعى الإطار السلفى فمسألة القتل ومسألة حرمة النفس قوية وحرمة الدم قوية جدًّا، وأعتقد أن أسامة حافظ عندما جلست معه فى السجن قال إن الجماعة الإسلامية سوف تغير من منهجها حين تخرج، وأنا أرى أن هذا كان واردًا لولا الانفتاح على أفغانستان ثم الدخول فى دائرة العنف وفى دائرة العنف المضاد. ومن الأشياء التى حدثت وأود ذكرها واحتمال أن يكون الدكتور رفعت المحجوب كان لديه إحساس بها فعندما دخلت السجن وذهبت لأداء امتحان تمهيدى الماجستير فكنت أرتدى «جلابية» فمنعونى فى أول سنة. وفى السنة التالية أصر الدكتور المحجوب على ضرورة ذهابى لأداء الامتحان؛ لأن هذا حق من حقوقي. وعندما ذهبت أجروا معى تحقيقًا لمخالفتى الزى للنظام المتبع فى الجامعة. المهم طلبنى الدكتور رفعت لمكتبه وكان معه أستاذ فى الشريعة لا أذكر اسمه أعتقد أنه أستاذ حقوق معروف، وتحدثت عن الشريعة وضرورة الدولة الإسلامية، وحدثت الدكتور رفعت أن الإسلام قادم وأن الدولة الإسلامية ستأتى وهى قادمة.
شهادة محمد مورو
وكانت آخر شهادة من هذه الشهادات الهامة بالكتاب لمحمد مورو والذى حكى أنه بعد حرب أكتوبر فكر السادات فى إيجاد ما يسمى بالتعددية السياسية فأنشأ داخل الاتحاد الاشتراكى ما يسمى بالمنابر مثل المنبر الإسلامى والمنبر اليمينى والمنبر اليسارى ومنبر الاشتراكية ومنبر الرأسمالية، أى كل من كان يريد أن يكون له منبر لم يكن عليه إلا أن يسمى منبر باسمه ويقدمه. ولأنه كان دءوبًا فى عمله فقد نجح فى عمل منبر، وبعد ذلك تحولت هذه المنابر لأحزاب فأسس الحزب الإسلامى وكان هذا الحزب له برنامجا واسعا فى مجلس الشعب وتم توثيقه فى مضابط مجلس الشعب ونجح فى أن يأخذ معه عددًا من أعضاء المجلس فى الحزب. ولقد ذهبت معه فى هذه الفترة للإخوان المسلمين، وعلى ما أذكر لشخص اسمه «محمد شرف» فى ميت غمر وكان يعمل فى أجزخانة دكتور «فوزى كُريم» ونقلنا الأستاذ «محمد شرف» هذا لأخ له آخر فى المنصورة لا أذكر اسمه بالتحديد. وبعد أن قابلناه قال له الحاج «محمود»: «لقد أسست حزبًا بالفعل ومن الممكن أن تأتوا لتأخذوه فأنا لا يعنينى أن أكون رئيسًا لحزب ولست فى حاجة إليه، بل من الممكن أن أعمل كغفير أو بواب على باب الحزب وسيكون ذلك متساويًا عندى بأن أكون رئيسًا للحزب»، وقد كان صادقًا فى هذا. ولقد كان فى هذا الوقت قد نجح فى أن يكون نقيبًا للمعلمين فى ميت غمر، ثم فى الدقهلية لفترة، ثم دخل فى انتخابات النقابة العامة للجمهورية سنة 1976م وفاز بها، بينما كان الأستاذ «مصطفى كمال حلمي» فى المرتبة الثانية وكان الأستاذ «مسعود البابلي» فى المرتبة الثالثة. ويمكننا أن نعتبر أن موضوع البرلمان هذا قد مر والمسألة بعد ذلك ماتت ولم تستمر. وبعد ذلك دخل الحاج محمود الانتخابات كمستقل ثم عندما دخل الإخوان البرلمان تحالف معهم وتوفى (رحمه الله) سنة 1996م. وهذا كان الجزء الأول من تجربتى السياسية وأؤكد على أننى أعتبره رائد النضال النقابى والبرلمانى وأول من ساهمت من خلاله فى الحياة السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.