رغم ما أعلنه عصام الحضرى حارس مرمى منتخبى مصر والمريخ السودانى اعتزاله اللعب دوليا اعتراضا على جلوسه احتياطيا على الدكة فى مباراة المنتخب الودية أمام تشيلى بأسبانيا بعد أن دفع الأمريكى بوب برادلى المدير الفنى بشريف إكرامى بدلاً منه فى تجاهل واضح وصريح من قبل الجهاز الفنى له. فإنه عاد ليتراجع عن قرار اعتزاله دوليا واعتذاره عما بدر منه متمنيا مشاركته فى كأس العالم بالبرازيل 2014 لتكون الشوط الأخير فى مشواره بالمستطيل الأخضر. من جانبه عقد اتحاد الكرة برئاسة جمال علام ونائبه حسن فريد جلسة ودية لمعاتبة الحارس على ما فعله والأسباب التى جعلته يعلن اعتزاله دون علم من الجميع خاصة أن المنتخب الوطنى فى حاجة لخدمات اللاعب. هذه ليست المرة الأولى التى يعلن فيها الحارس اعتزاله بسبب أزمات مع الأجهزة الفنية للأندية أو المنتخبات حيث كرر الحضرى نفس السيناريو عقب لقاء المنتخب الوطنى الودى أمام البرازيل فى بداية مشوار بوب برادلى مع منتخب مصر حينما استبعد الحارس المخضرم من التشكيل الأساسى، وكذلك سبق له أن أعلن اعتذاره عن الانضمام لصفوف المنتخب المصرى عام 2004 وذلك فى مستهل رحلة حسن شحاتة المدير الفنى السابق للمنتخب المصرى بعد أن لوح الجهاز الفنى وقتها بتقديم عبد الواحد السيد حارساً أساسياً للمنتخب قبل أن يتراجع عن قراره بعد ذلك! فضلاً عن تاريخ الحضرى الملىء بالأزمات والمشاكل التى بدأها بالهروب من النادى الأهلى إلى نادى سيون السويسرى وتوقيع عقوبات مالية وصلت إلى 900 ألف يورو والإيقاف لمدة أربعة شهور. ولم تنته أزمات الحضرى عند هذا الحد بل تعدت إلى أكثر من ذلك عندما عاد الحارس من سيون إلى الإسماعيلى وبعدها إلى الزمالك لتستمر المفاوضات بينه وبين الحارس الأساسى بالزمالك عبد الواحد السيد قضت فى النهاية برحيل الحضرى عن صفوف الأبيض إلى المريخ السودانى لتبدأ الأزمات من جديد حيث تقدم الحارس بشكوى للاتحاد الدولى الفيفا يطالب بفسخ تعاقده مع النادى لعدم حصوله على مستحقاته المالية حيث انقطع اللاعب عن التدريب دون الحصول على موافقة من الجهاز الفنى لتستغل الأزمة بين الطرفين. فى هذا السياق أكد أحمد حسن عميد لاعبى العالم ولاعب خط وسط الزمالك أنه لا يوجد من ينكر دور الحضرى مع منتخب مصر طوال الفترة الماضية ومساهمته الفعالة فى الإنجازات التى حققها سواء لمصر أو للنادى الأهلى.. ولكن الحضرى أخطأ فى قراراته الانفعالية وخيراً ما قام به مؤخراً من العدول عن قرار الاعتزال.. ولكن عليه الاعتذار إذا رغب فى مواصلة المشوار وأن يلتزم بقرارات الجهاز الفنى للمنتخب. رفض أسامة عرابى المدير الفنى للإنتاج الحربى الطريقة التى يعبر بها الحضرى عن موقفه حيث يخرج عن المنظومة التى ارتضى بقوانينها والنظم التى تحدد العلاقة بين الطرفين. أكد عرابى على خطأ الحارس فى إدارته للموقف سواء الأخير أو السوابق من حيث إدارته للموقف وليس فى الموضوع ذاته موضحاً عدم اهتمامه برد الفعل من الجميع خاصة الجمهور بجانب زملائه من اللاعبين فضلا عن الأجهزة الفنية. وانتقد عرابى الطريقة التى قام فيها الجهاز الفنى بقيادة بوب برادلى وضياء السيد وزكى عبد الفتاح فى إدارة الأزمة على الحارس الدولى قائلاً (حيث إن المتبع دوليا من قبل المدربين لمختلف المنتخبات فى العالم أن يقوموا بإبلاغ اللاعبين الذين لهم وضعهم وثقلهم بأنهم خارج التشكيل أو فى الاحتياطى فى جلسة مغلقة يوضح فيها الجهاز الفنى لأعمدة الفريق الأساسية الأسباب التى دفعته لاتخاذ هذا القرار بالاستبعاد حرصاً منهم على علاقة الجهاز الفنى بأى نجم وضرورة تلافى وقوع حساسية تحدث جراء هذا الاستبعاد)! فى حين انتقد محمود بكر الخبير الكروى الطريقة التى قام بها الحضرى بالتعبير عن غضبه وهو بتهديد منتخب بلاده رغم علمه أن المنتخب فى حاجة لجهوده فى مركز حراسة المرمى لما يتمتع به اللاعب من خبرة ومهارة عالمية. مشيراً إلى أن الحضرى لم يهيأ من جانب الجهاز الفنى ليكون احتياطيا وهذه المرة الثانية التى فعلها الأمريكى برادلى مع الحضرى حيث إن هذا المشهد تكرر فى بداية مشوار برادلى مع المنتخب أمام البرازيل فى 2011. حينما دفع بأحمد الشناوى الحارس الصاعد بدلا من الحضرى وهو ما لم يقبله الحارس الدولى وصرّح وقتها بأنه حان وقت مغادرة الملاعب والاعتزال عن المستطيل الأخضر. وأضاف بكر أنه كان من الضرورى على باقى الجهاز الفنى من ضياء السيد وزكى عبدالفتاح بعيداً عن المدير الفنى الذى لا يجيد التعامل مع النجوم أن يلطفا الأجواء بين الحارس ومدربه لا أن يخرجا بعد المباراة ويعلنا أن أمر الاعتزال يخص صاحبه.