خطأ الحارس المخضرم عصام الحضري هذه المرة ولم تكن حساباته دقيقة تماما وسقط في خطأ تاريخي اعاد الي الاذهان خطأه عام 2008 عندما هرب من الاهلي نادية إلي سيون السويسري بحثا عن حفنة من الدولارات عاد بعدها يجر اذيال الندامة ليلعب في مصر قبل ان يلعب في الدوري السوداني. لم تكن حسابات الحضري دقيقة هذه المرة فقد اراد أن»يهوش« برادلي وجهازه الفني عن طريق «القمصة» بعد قرار جلوسه علي دكة الاحتياطي.. لكن برادلي ومعاونيه زكي عبدالفتاح وضياء السيد لم ينزعجا ولم يلتفتا للقمصة فقام الحضري يتسريب خبر أنه ينوي الاعتزال الدولي بعد مباراة تشيلي مباشرة.. ووصل الخبر الي برادلي باسرع مما يتصور الحضري الا أن الامريكي لم يحرك ساكنا »وضرب طناش« وكأن الأمر لايعنيه. ولما وصل الخبر الي وسائل الاعلام المحلية انتظر الحضري رد الفعل الا ان برادلي وجهازه واصلوا الطناش للواقعة خاصة وأن الحضري لم يبلغ الجهاز الفني بقراره النهائي. بات الحضري ليلة بعد المباراة لم يذق فيها طعم النوم فلم يتناول العشاء مع باقي زملائه وانتحي جانبا من المطعم.. ورسم علامات الغضب علي وجهه. وبالغ في الزعل.. والقمص.. بل وقاطع زملاءه فلم يتحدث مع احد منهم في قراره الذي اتخذه طواعية تحت شعار »لي الذراع لبرادلي وجهازه«. لم ينم الحضري ليلته ودارت في رأسه افكار كثيرة منها هل يقبل برادلي لي الذراع ويرضخ لطلبات الحضري ويعتذر له عن جلوسه احتياطيا خاصة وأن الخواجة الامريكي يحلم ببلوغ المونديال وهو أمر لايتحقق من وجهة نظر الحضري الا بتواجده علي رأس حراسة المرمي باعتباره »خبرة«. لم ينم الحصري ليلته مبكرا نزل الي قاعة المطعم انتظارا للافطار لعله يجتمع مع برادلي.. أو لعل زكي عبدالفتاح يتحدث معه عن الغضب وعن قرار الاعتزال الدولي. كان الحضري يتصور ان يقوم برادلي بتكليف احمد مجاهد بالحديث مع الحضري حتي يهدأ من نفسه الثائرة ويقنعه بالتراجع عن قرار الاعتزال!! كان يتوقع ان تهتز اسلاك البرق من القاهرة الي مدريد ويالقي برادلي برقية عاجلة من الجبلاية يعرب فيها اعضاء الجبلاية عن غضبهم الشديد من برادلي بعد موقفه الجامد المتجمد الخالي من الانسانية الذي دفع الحضري للاعتزال. وتوقع الحضري ان تحمل البرقية امرا لبرادلي بأن يسارع بالاعتذار للحضري عن تجاهله وركنه علي دكة البدلاء!! توقع الحضري الا يتوقف هاتف برادلي طوال الليل عن الرنين بسبب مئات المكالمات الغاضبة من برادلي لانه جرح مشاعر الحضري وركنه علي الدكة. وتصورالحضري ان وزارة الرياضة ووزيرها العامري فاروق سيبادر ويتصل ببرادلي ليعنفه بسبب الازمة ويحمله مسئولية الخروج من كأس العالم اذا ماتمسك الحضري بقرار الاعتزال. اشياء كثيرة دارت في رأس الحضري طوال الليل وايضا في الصباح الباكر وهو في طريقة إلي مطعم الفندق لتناول الافطار. فجأة اكتشف الحضري انه وجه لوجه امام بوب برادلي وقبل ان يشيح بوجه عن الخواجه كان برادلي اسرع منه ونادي عليه.. كابتن حضري.. دقيقة من فضلك. تسمر الحضري في مكانه واعتقد انه لوي ذراع برادلي وان خطته نجحت.. لكن بعده ثوانِ كان برادلي يقول للحضري»أنا باشكرك علي مجهوداتك مع منتخب مصر في الفترة الماضية واتمني لك التوفيق في المستقبل«. لم تستغرق محادثة برادلي مع الحضري سوي 30 ثانية.. ولم يكمل الامريكي الدقيقة التي طلبها من الحضري.. بل انه لم يمنح الحضري نصف دقيقة ليرد بكلمات أواعتذارات.. وكان برادلي اتخذ القرار بينه وبين نفسه بتطبيق المثل الشعبي القائل »بركة ياجامع أنها جت منك ومجتش مني« كان برادلي قد راجع مع نفسه الموقف الذي اتخذه الحضري عندما هدد بالاعتزال عندما جلس احتياطيا للشناوي في مباراة مصر و البرازيل في بداية عهد الامريكي يومها برادلي لم يكن قد تعرف علي امكانيات جميع اللاعبين وافكارهم وترك الحضري ليتراجع عن قرار الاعتزال الدولي بنفسه لكن هذه المرة لم يمنحه فرصة التراجع عن القرار.