بعد تعقيدات شهدتها الثورة السورية وعدم قدرة أطراف الصراع على الحسم بدأ الحليف الروسى فى رفع الغطاء الداعم لنظام الأسد والذى تزامن مع تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما بدراسة التدخل العسكرى إلا أن الجامعة العربية مازالت تراهن على الحل السياسى خاصة أن الأزمة استمرت عسكريا من خلال الحرب المشتعلة بين الجيشين النظامى والحر وترى أن تغيير مواقف روسيا وأمريكا ربما يسفر عن توافق فى مجلس الأمن لإصدار قرار ملزم تحت بند الفصل السابع لوقف إطلاق النار وفى الوقت نفسه تحاول الدول المانحة تقديم الدعم اللازم لإنقاذ الشعب السورى فى مناطق النزوح الداخلى والخارجى. ولأول مرة يطرح الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مواقف مباشرة للتدخل والحسم فى سوريا حيث أكد أنه يعمل على تقييم ما إذا كان التدخل العسكرى فى سوريا سيحدث فرقاً فى حل الوضع السورى المتأزم منذ 22 شهراً أم أنه سيؤدى إلى تفاقم الأمور. وجاءت تصريحات أوباما فى مقابلتين صحفيتين رداً على منتقدى أمريكا بأنها لم تتدخل بشكل كافٍ فى سوريا، حيث قتل آلاف الأشخاص وشرد ملايين، وفقاً لمسئولى الأممالمتحدة. وقال أوباما لمجلة «ذا نيو ريبابلك»، من المهم أن نسأل ما هى الفروق التى سيحدثها التدخل؟ وهل يمكن لهذا التدخل أن يؤدى إلى المزيد من العنف أو إلى استعمال الأسلحة الكيماوية؟ وما هو الخيار الذى يوفر أفضل احتمال لنظام مستقر بعد الأسد؟ وهذا الموقف مرهون بما حذرت منه تل أبيب بقصف سوريا فى حال استخدام النظام السورى للسلاح الكيماوى. وتأتى تصريحات أوباما فى الوقت الذى قال فيه زعماء العالم المجتمعون فى دافوس بسويسرا، إنهم يتمنون لو كانت الولاياتالمتحدة أكثر مشاركة فى قضايا جغرافية سياسية، مثل الصراعين فى سوريا ومالي، حيث تهاجم فرنسا متشددين مرتبطين بالقاعدة. يذكر أن الولاياتالمتحدة دعت الرئيس السورى بشار الأسد إلى التنحي، واعترفت بائتلاف المعارضة، ولكنها لم تصل إلى حد الموافقة الصريحة لدعم المعارضة للإطاحة بالأسد بل تركت المعارضة تبحث عن دعم مالى لتشكيل حكومة تدير شئون البلاد وتقدم الدعم للمتضررين من العمليات العسكرية والنازحين إلى دول الجوار. يذكر أن قيادات المعارضة السورية تحدثت مؤخرا عن حاجتها إلى ثلاثة مليارات دولار كبداية لعمل وتحرك الحكومة واقترحت الحصول عليها كقرض يسدد بعد سقوط النظام. لكن الموقف الروسى والإيرانى الداعم لنظام الأسد ظل يشكل حائط السد لمنعه من السقوط ولكن اليوم تأتى القرءات الأولية لموقف روسيا المتدرجة لرفع الغطاء عن النظام السورى بل ذهب الأمر إلى انتقاد الأسد وإعلان رئيس الوزراء الروسي، ديمترى مدفيديف، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، تأخر كثيرا فى تطبيق إصلاحات سياسية، معتبرا أنه «خطأ فادح قد يكون قاضيا». وقال مدفيديف، بحسب ما أوردت وكالات الأنباء الروسية، إنه «كان يتعين عليه التحرك بسرعة أكبر، ودعوة المعارضة السلمية التى كانت مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات معه. إنه خطأ فادح من قبله قد يكون قاضيا». وأوضح أن فرص احتفاظ الرئيس السورى بالسلطة تقل أكثر وأكثر يوميا. وتعتبر تصريحات مدفيديف هى أقوى تصريح روسى بأن أيام الأسد قد تكون معدودة. إلا أنه كرر دعوته لإجراء محادثات بين الحكومة والمعارضين السوريين. وشدد رئيس الوزراء الروسى على أن موقف موسكو يتمثل فى عدم تدخل قوى خارجية للإطاحة بالأسد. لكن المعارضة السورية ترفض الحوار مع الأسد وتقبل فقط بالتفاوض حول خروجه من سوريا وترك الأمر للشعب لتقرير مصيره. فيما أوضح نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلى أن الجامعة تراهن على الحل السياسى لأن التدخل العسكرى يؤدى إلى المزيد من الانهيار وقال نحن ننتظر صدور قرار من مجلس الامن ملزم وتحت الفصل السابع للطرفين الحكومة والمعارضة لوقف إطلاق النار بعد تقديم المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمى تقريره إلى مجلس الأمن ويرى أن التغيير فى الموقفين الأمريكى والروسى يؤكد الرغبة فى حل الأزمة السورية، فيما طالب الدول المانحة بتقديم الدعم الى الشعب السورى لحل أزمة السوريين النازحين فى الداخل والخارج مؤكدا أن الأمين العام للجامعة العربية شارك فى مؤتمر الكويت لدعوة الدول المانحة تقديم التزاماتها التى تعهدت بها فى مؤتمر مراكش الأخير.