رغم أن وزيرة الخارجية الأمريكية «هيلارى كلينتون» تستعد لترك منصبها بعد أيام قليلة، فإنها لن تستطيع الابتعاد عن الأضواء، فوسائل الإعلام الأمريكية بدأت من الآن تتساءل عما إذا كانت سيدة الدبلوماسية الأمريكية تنوى الترشح لانتخابات الرئاسة 2016، ورغم أن البعض يرى أنه من المبكر جدا مناقشة هذا الموضوع، فإن هذه القضية بدأت تشغل حيزا كبيرا فى الصحافة الأمريكية. ولم تكشف هيلارى بشكل رسمى عن خططها فى المستقبل، إلا أنها أبقت المجال مفتوحا أمام احتمال ترشحها للانتخابات الرئاسية الأمريكية خلال مقابلة تليفزيونية أجرتها مع أوباما وبثتها شبكة « سى بى اس» الأسبوع الماضى، وقالت إنه لا يمكن توقع ما يمكن أن يحدث غدا أوالعام المقبل، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنه من النادر جدا أن يجرى الرئيس أوباما مقابلة تليفزيونية مشتركة مع شخص آخر غير زوجته ميشيل. وبحسب مراقبين، فإن فكرة إجراء هذه المقابلة المشتركة أتت من أوباما نفسه لرغبته فى دعم وزيرته المغادرة إذا ما رغبت فى خلافته بعد أربع سنوات، خاصة أن دعم الرئيس يشكل دفعا كبيرا لأى مرشح. ويرى محللون أن كلينتون تمتلك العديد من نقاط القوة التى ستصب فى صالحها إذا قررت خوض الانتخابات المقبلة، فكلينتون تغادر وزارة الخارجية وهى أشهر مسئولى إدارة أوباما وأكثر سيدات الولاياتالمتحدة شعبية بفارق كبير حتى عن ميشيل أوباما وفقا لاستطلاع رأى أجرته مؤسسة جالوب، كما أنها تتمتع بشعبية كبيرة داخل الحزب الديمقراطى، وأظهر مسح أجرته « بابليك بولينج» لاستطلاعات الرأى أن 57% من الديمقراطيين يريدون أن تخوض كلينتون انتخابات الرئاسة مقارنة بنسبة 16% يريدون مرشحا آخر هو جو بايدن. على الجانب الآخر، هناك بعض الأمور التى قد تقف عائقا أمام اتخاذها قرار الترشيح لعل أهمها المرض، حيث عانت كلينتون فى نهاية العام الماضى من تجلط دموى قرب المخ، كما تعانى أيضا من مشكلة فى عينيها، مما اضطرها لاستخدام نظارة خاصة لتصحيح ازدواجية العين، ولكنها تعافت من مرضها سريعا، وعادت إلى مزاولة عملها بعد بضعة أيام قضتها بالمستشفى، وفى هذا الإطار قال المحلل السياسى «كريس سيليزا» بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية «حتى لو لم يكن لمرضها تأثير على المدى البعيد، فإنه سيكون موضوعا أساسيا فى تغطية حملتها الرئاسية عام 2016». أما الأمر الثانى فيتعلق بقضية مقتل الدبلوماسيين الأمريكيين فى ليبيا، حيث وقع حادث مقتل 4 دبلوماسيين أمريكيين بينهم السفير الأمريكى فى ليبيا بيد إسلاميين متشددين فى 11 سبتمبر الماضى أثناء تولى كلينتون وزارة الخارجية، وقد حضرت كلينتون الأسبوع الماضى جلسة استماع أمام الكونجرس بشأن تعامل وزارتها مع هجوم بنغازى، وتعرضت خلاله لانتقادات شديدة خاصة من الأعضاء الجمهوريين. ومن الأمور الأخرى التى قد تجعل هيلارى تتراجع، الخوف من الفشل مجددا، فإذا فشلت فى خوض انتخابات 2016 فسيكتب فى تاريخها أنها فشلت مرتين فى الفوز بالترشيح فى الانتخابات، بعد فشل مساعيها فى الترشح عن الحزب الديمقراطى فى انتخابات 2008، وأخيرا قد يشكل السن عائقا أمام كلينتون، حيث ستبلغ 69 عاما بحلول 2016. على أية حال، ستكشف الشهور القادمة عما إذا كانت هيلارى ستكتفى بهذه السنوات التى قضتها فى العمل العام، أم ستواصل مسيرتها السياسية حتى تصبح أول امرأة تتولى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية.