أيام قليلة, وتترك هيلاري كلينتون وزارة الخارجية الأمريكية لتصبح مواطنة عادية منذ34 عاما, حققت خلالها شعبية كبيرة, وزارت112 دولة خلال أربع سنوات قضتها كوزيرة للخارجية خلال فترة ولاية أوباما الأولي لكنها فضلت ترك الدبلوماسية, ولكن مازال حلم خوض المعركة الرئاسية يراودها لتكون أول سيدة تحكم الولاياتالمتحدةالأمريكية. وهناك عوامل كثيرة ستصب في صالحها لو قررت خوض الانتخابات المقبلة. فكلينتون تغادر وزارة الخارجية وهي أشهر مسئولي إدارة الرئيس باراك أوباما وأكثر سيدات الولاياتالمتحدة شعبية بفارق كبير حتي عن السيدة الأولي ميشيل أوباما وفقا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة جالوب. وإلي جانب هذا فإن حزبها يريدها إذ أظهر مسح أجرته مؤسسة بابليك بوليسي بولينج لاستطلاعات الرأي أن57% من من الديمقراطيين يريدون أن تخوض كلينتون انتخابات الرئاسة مقارنة بنسبة16% فقط يريدون مرشحا آخر هو جو بايدن نائب أوباما. كما لم يخف زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون أنه يود كثيرا أن تخوض سباق الرئاسة. وحتي الان يبدو أن كلينتون تزن الأمور.. فهي تتعافي من تجلط دموي قرب المخ أصيبت به في نهاية عام2012 كما أنها ستكون قد بلغت من العمر69 عاما في2016 وهي سن كبيرة نسبيا. وعليها أن تفكر كلينتون فيما إذا كان الأمريكيون يريدون أربع سنوات أخري من حكم الحزب الديمقراطي بعد أن تنتهي فترتا أوباما الرئاسيتان في عام2017. ويبدو أن فكرة أخذ قسط من الراحة والابتعاد عن ساحة السياسة تروق لكلينتون حتي ولو لفترة. فخوض انتخابات الرئاسة لن يعرضها فحسب لسهام ورماح الحياة السياسية بل وسيعرض سمعتها كوزيرة خارجية مخلصة ودءوة للخطر. وإذا فشلت كلينتون في محاولة خوض الانتخابات مجددا فسيكتب في تاريخها أنها فشلت مرتين في الفوز بالترشيح في الانتخابات وذلك بعد فشل مساعيها في الترشح عن الحزب الديمقراطي في انتخابات عام2008. وكلينتون شخصية عامة منذ أن أصبح زوجها حاكما لولاية اركنسو في عام1979. ومنذ ذلك الحين أصبحت تباعا السيدة الأولي ثم عضوا بمجلس الشيوخ عن نيويورك ثم مرشحة رئاسية خسرت أمام أوباما ثم أصبحت منذ عام2009 وزيرة خارجية تجوب الأرض طولا وعرضا. ولم تقدم كلينتون مؤشرات كثيرة عما يمكن أن تفعله في المستقبل.. وكلها أمور لم تحسم بعد.