أنهت المملكة العربية السعودية بالتعاون مع الجامعة العربية كافة الاستعدادات لعقد القمة العربية التنموية التى من المقرر انعقادها فى الرياض يومى 21 و 22 الشهر الجارى، بينما عقدت الجامعة العربية اجتماعين ضمن فعاليات القمة هما منتدى الشباب والمجتمع المدنى تمهيداً لرفع توصيات هذه الفئة المهمة من مكونات المجتمع العربى إلى القادة العرب. ويأتى انعقاد هذه القمة الاقتصادية الثالثة وسط ظروف ومتغيرات صعبة يمر بها عدد من العواصم العربية التى شهدت ثورات تهدف إلى التغيير والتطوير، حيث عقدت القمة الأولى فى الكويت والثانية فى شرم الشيخ وكانت قمم عربية سابقة فى الرياضوالخرطوم قد أوصت بدور فاعل لمشاركة الشباب والمجتمع المدنى وهو ما تم تنفيذه خلال آليات القمة التنموية الاقتصادية العربية. واستهل الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى فعاليات هذه القمة من خلال مشاركته فى منتدى الشباب العربى الثالث بعنوان «الشباب العربى نحو تنمية مستدامة» والذى بحث فى عدد من المحاور التى تتعلق ببناء قدرات الشباب والقوانين والتشريعات الداعمة لحقوقهم ومشاركتهم فى التنمية اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وقد شارك فى هذا المنتدى 150 شاباً عربياً يمثلون كل الدول العربية وسجلوا مطالبهم ورؤيتهم للمستقبل والتى تدعم فتح آفاق ومجالات كثيرة لمشاركة الشباب فى البناء والتنمية وصنع القرار، وسيعقد فى 19 يناير الجارى اجتماع على المستوى الوزارى للمجلس الاقتصادى والاجتماعى، لتحضير الملف الاقتصادى والاجتماعى الذى سيعرض على القادة والزعماء العرب، وفى نفس اليوم سيتم عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، ثم يشهد يوم 20 يناير وصول القادة العرب للسعودية للمشاركة فى القمة. وتحدث الدكتور نبيل العربى أمام الشباب العربى معتبرا أن مشاركتهم تأتى فى ظروف عربية وعالمية بالغة الأهمية، تنفيذاً للإرادة العربية الجماعية منذ صدور قرار «قمة الخرطوم 2006» الذى دعا إلى تمكين الشباب من خلال المشاركة الفاعلة فى المجتمع ومن خلال المساهمة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وكذلك قرار «قمة الرياض 2007» الذى دعا إلى عقد قمة عربية تخصص للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بناء على المبادرة التى تقدمت بها حينئذ دولة الكويت وجمهورية مصر العربية لتعزيز العمل العربى المشترك فى هذه المجالات. وأكد العربى على نجاح الشباب فى الاعتراف بهم كشريك أساسى فى المجتمع. كما تحدث عن أهمية مشاركة الشباب فى صناعة المستقبل وضرورة حصوله على فرص العلم والثقافة والتوعية السليمة والرعاية الصحية اللائقة. وأشار إلى أن أهداف المنتدى تشمل مد جسور التواصل بين شباب العالم العربى، وترسيخ قيم الحوار البنّاء بين الشباب، وإيصال رسالة للعالم بأن شبابنا قادر على الحفاظ على قيمه وهويته العربية الأصيلة، والتأكيد على أن الثقافة العربية قادرة على أن تكون ثقافة عالمية. وفى منتدى «المجتمع المدنى» شدد العربى على أهمية تعزيز دوره و التحرك السريع من خلال منظومة متكاملة يعمل فيها كافة الأطراف بشكل متناغم ومتناسق يتماشى وسرعة التطورات والتحديات التى فى مجملها تعوق عملية التنمية بصفة عامة والتنمية الاجتماعية بصفة خاصة. ومن المقرر أن تبدأ اجتماعات القمة فى الرياض باجتماعين على المستوى الوزارى لوزراء الاقتصاد والخارجية يومى 19 و20 يناير. وسيتم رفع كافة التوصيات التى تم إعدادها فى الاجتماعات التحضيرية يومى 21 و22 لإقرارها وإصدار إعلان الرياض بالقرارات العربية.