لا أدرى إلى متى سيستمر الكلام عن صداع الدعم المزمن؟.. ومن هو الذى يستحق هذا الدعم؟.. هل هو الموظف أو العامل أو الفلاح أو المصدرون؟.. وكيف يصل هذا الدعم إلى المستحقين فعلا؟.. وهل يكون دعما عينيا أم نقديا؟.. وغيرها من عشرات الأسئلة المملة والمكررة مع كل نظام وعهد وكل حكومة سواء قبل ثورة يناير أو بعدها! فالدعم كما جاء على لسان وزير المالية ممتاز السعيد مؤخرا أمام نواب الشورى يمتص أو يلتهم 27% من حجم الموازنة العامة للدولة.. وأننا وصلنا إلى مرحلة الخطر وأننا يجب ترشيد هذا الدعم. ورغم أن دعم المواد البترولية يصل إلى 40 مليار جنيه سنويا ودعم رغيف العيش يصل إلى 16 مليار جنيه والسلع التموينية يصل إلى 26 مليار جنيه، وغير ذلك.. فإن المواطن البسيط لا يشعر بقيمة هذا الدعم الذى يلتهم نصف مواردنا.. ويسبب عجزا فى الموازنة يصل إلى 123 مليار جنيه، فالسبب أن الدعم لا يذهب فعلا إلى مستحقيه! فجوال الدقيق الذى يتم تسليمه للمخابز البلدية بسعر 8 و10 جنيهات ويزن 50 طنا ويباع رغيفه بخمسة قروش.. للأسف الشديد يتم تهريب نصف الكمية المسلمة للفرن ليباع الجوال فى السوق السوداء ب 200 جنيه.. أو يتم إنتاج خبز سيئ وردىء ولا يصلح للاستهلاك الآدمى.. ويعزف الناس عن شرائه.. ويقوم الفرن بتجفيف هذا العيش وبيعه لأصحاب مزارع الدواجن والماشية.. وأرجو ألا يحدثنى أحد عن تجربة فصل الإنتاج عن التوزيع أو عن رقابة وزارة التموين على المخابز.. فهذا الكلام كله حبر على ورق.. والعملية «شيلنى وأشيلك» وغيرها من أساليب النهب والسرقة التى تتم عينى عينك أمام المخابز. وهو ما دعا دار الإفتاء المصرية إلى قولها إن الذى يتاجر فى قوت الناس وخبزهم وبيعه إلى أصحاب المزارع هو قمة الحرام. وأظن أن هذه الفتوى لا تجد طريقها لتصرفات أصحاب المخابز البلدية الذين يبيعون أجولة الدقيق المدعم إلى أصحاب المخابز الخاصة التى تنتج أرغفة محسنة لتباع بخمسة وعشرين قرشا وتصل إلى جنيه للرغيف. أما عن دعم السلع التموينية التى تصرف على البطاقات (السكر والزيت والشاى والأرز) ويصل دعمها إلى 26 مليار جنيه يذهب جزء منه إلى جيوب البقال التموينى والعاملين فى الجمعيات الاستهلاكية التى تقوم بتوزيع هذه السلع على أصحاب البطاقات. فمعظم هذه السلع التموينية رديئة وسيئة ولا تناسب الذوق المصرى.. ويتم توزيع أرز فلبينى أو هندى- الله أعلم- على البطاقات ويعزف الناس عن شرائه.. ويتم الاستيلاء عليه من البقالين وبيعه فى السوق السوداء. *** أما عن دعم البنزين والكيروسين والسولار والمازوت فله حديث آخر ويضيع فيه مبلغ 70 مليار جنيه. وأكرر أيضا أنه لا يذهب إلى مستحقيه، ولكن يذهب إلى جيوب الأغنياء وليس الفقراء!