حالة من التأهب والتنبؤات والافتراضات رافقت التحضيرات للانتخابات الإسرائيلية لعام 2013، والتى تحولت بعد ذلك إلى تحديات مشتركة واتحادات بين الأحزاب الإسرائيلية، مع انتشار شائعات ترجح فوز حزب «كاديما» وتغلبه على حزب «الليكود» بعد عودة إيهود أولمرت إلى الحياة السياسية، الأمر الذى أثار حالة من البلبلة بين جميع الأحزاب السياسية. وتفيد بعض التحليلات بأن الرئيس الإسرائيلى شمعون بيريز يعد هو المرشح المناسب ليحل محل بنيامين نتنياهو خلال الفترة القادمة، وهذا ما تؤكده المقابلات المتكررة والسرية بين تسيبى ليفنى وبيريز، والتى قالت عنها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إنها ستقضى على حزب نتنياهو ، وتهدف إلى بناء حزب إسرائيلى جديد. يضاف هذا إلى التحديات التى واجهها نتنياهو مؤخراً بعد المعارضات الشديدة داخل الكنيست، بسبب تأجيل موعد الإنتخابات الإسرائيلية لعام 2013 لثلاثة أشهر أخرى، وأكدت مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية مؤخراً بالتليفزيون الإسرائيلى أن هذا التأجيل يعود لأسباب سياسية دولية، على اعتبار أنه لا يصلح البدء فى الانتخابات إلا بعد النجاح فى ثلاث ملفات رئيسية، هى إيران والعلاقات الإسرائيلية مع الفلسطينيين والشرق الأوسط. ويواجه نتنياهو تحديات داخلية أخرى، إذ مازال يحاول حتى الآن الوصول إلى اتفاق على وضع الميزانية الجديدة، لهذا أعلن نتنياهو إجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة حتى يضمن نجاحه المرة القادمة أيضاً بحجة عدم إبرام الميزانية الجديدة. ويأتى هذا فى الوقت الذى تؤكد فيه العديد من الدراسات الاستقصائية التى أجريت مؤخراً داخل إسرائيل أن هناك فرصة كبيرة لإيهود أولمرت للعودة مرة أخرى كرئيس وزراء لإسرائيل، وأنه سيحصل على أكثر من 26 مقعداً إذا انضم له كل من تسيبى ليفنى وشاؤول موفاز بعد عودته إلى حزب كاديما. وأصبح من يمثل تهديدا حقيقيا لنتنياهو الآن هو حزب كاديما المعارض والمنافس الأول لحزبى الليكود وإسرائيل بيتنا المتحدين، بعد أن أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن تسيبى ليفنى زعيمة حزب الليكود الإسرائيلى سابقاً ، قررت التملص من دعوة أولمرت لها للاتحاد داخل الحزب، وأنها ستعلن قريباً انفرادها بحزبها مرة أخرى. كما أكدت مصادر مقربة لليفنى أنها لا تريد اولمرت ليشاركها فى الحزب فى حالة انسحابه من حزبه، لأنها تتوقع أن الاتحاد بين الليكود وإسرائيل بيتنا اتحاد غرضه الحصول على مقاليد الحكم دون مكابح مما سيؤدى إلى نتيجة كارثية. جاء هذا فى الوقت الذى قرر البعض الانسحاب من عضوية الليكود وخوض الانتخابات الإسرائيلية القادمة بأحزاب مستقلة، مثل وزير الرفاه الاجتماعى «موشيه كحلون»، وبحسب مسئولين فى الليكود فإنه فى حال شكل كحلون حزباً جديداً فإنه سيكون له الأثر الكبير على قائمة الليكود - إسرائيل بيتنا، وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى أن نتنياهو عرض على كحلون عرضاً مغرياً للبقاء بالحزب حيث وعده بإسناد حقيبة المالية له فى حال فوز القائمة فى الانتخابات القادمة. ويرى كاتب هآرتس الإسرائيلى جدعون ليفى، أنه على الرغم من كل الحروب الداخلية التى تشهدها الحكومة الإسرائيلية حالياً، إلا أن العالم لن يحظى بأى مفاجآت فى الأسابيع القادمة لأن الانتخابات القادمة ستأخذ الطابع الممل، ولا توجد فروق عقائدية كبيرة بين اليسار غير المتطرف واليمين غير المتطرف، واليمين واليسار الصهيونيين ، فكل من هؤلاء لم يدفعوا بإسرائيل إلى الأمام ولو خطوة واحدة تجعلنا نثق بهم فى المستقبل ويجب على الشعب الإسرائيلى الاستسلام للأمر الواقع، فالسياسة الصهيونية الإسرائيلية سياسة واحدة لم ولن تتغير سواء كانت الحكومة دينية أو علمانية فهما وجهان لعملة واحدة.