أربع سنوات جديدة.. هكذا علق الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» معلنا فوزه بالانتخابات، ثلاث كلمات تلخص شعور الرئيس الأمريكى حيال نتيجة واحدة من أشرس الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث استطاع أوباما أن يصنع التاريخ مجددا بعد فوزه على منافسه الجمهورى ميت رومنى، ليصبح بذلك ثانى رئيس ديمقراطى يفوز بولاية ثانية منذ الحرب العالمية الثانية بعد الرئيس الأسبق بيل كلينتون. ولم يكن فوز أوباما فى تلك الانتخابات محسوما وإن كان مرجحا، وذلك بسبب الأزمات الداخلية التى فشل الرئيس الأمريكى فى التعامل معها أثناء ولايته الأولى، ويأتى فى مقدمتها تباطؤ نمو الاقتصاد، وارتفاع معدلات البطالة، إلا أن الأخطاء والتناقضات التى وقع فيها رومنى أثناء حملته الانتخابية، بالإضافة إلى بعض الإنجازات التى حققها أوباما ساعدته على الاستمرار فى البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة. وكان من أهم تلك الإنجازات التى اقنعت الأمريكيين بانتخاب أوباما مشروع الرعاية الصحية، حيث استطاعت إدارة أوباما توفير التأمين الطبى الشامل لملايين الأمريكيين، أما على مستوى السياسة الخارجية، فقد حقق إنجازين لا يمكن إغفالهما، الأول يتعلق بالنجاح فى التخلص من أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، والثانى يتعلق بالانسحاب من العراق. وإذا كان أوباما نجح فى الاستمرار فى البيت الأبيض، فإنه سيواجه تحديات عديدة سواء على الصعيد الداخلى أو الخارجى يجب عليه الوفاء بها كما تعهد أثناء حملته الانتخابية، فعلى الصعيد الداخلى سينشغل أوباما بالعديد من الملفات الحياتية والاقتصادية التى تلامس هموم الشعب الأمريكى، ويأتى فى مقدمتها الوضع المالى لأكبر دولة فى العالم، حيث تواجه الولاياتالمتحدة خطر السقوط فى هاوية مالية عميقة فى حال عدم توصل الديمقراطيين والجمهوريين إلى اتفاق فى الكونجرس بحلول 31 ديسمبر القادم، مما سيؤدى إلى دخول خطة تلقائية من الاقتطاعات فى الميزانية والزيادات فى الضرائب حيز التنفيذ، وعلى الصعيد الخارجى يواجه أوباما العديد من التحديات منها ما يتعلق بإيران ومنعها من امتلاك أسلحة نووية، والتدخل العسكرى فى سوريا، بالإضافة للانسحاب الأمريكى من أفغانستان، والعلاقات المتوترة مع باكستان، بالإضافة للعديد من الملفات الدولية الأخرى. وفى تعليقها على فوز أوباما بفترة ثانية ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية - والتى أعلنت تأييدها لأوباما قبل الانتخابات- أن الشعب الأمريكى منح أوباما فرصة ثانية، على أمل أن تكون السنوات الأربع المقبلة أفضل من الماضية، وأكدت الصحيفة أن التحديات التى تواجه أوباما فى المرحلة المقبلة تتمثل فى الجدل الخاص بخفض الإنفاق وزيادة الضرائب، بالإضافة إلى المواجهة التى تلوح فى الأفق مع إيران. أما صحيفة «ذى جارديان» البريطانية، فرأت أن انتصار أوباما لم يكن مثيرا، وإنه لم يكن ملهما أو يبعث على الحماس الذى لاقاه فى 2008 وإنما كان فوزا حصل عليه بصعوبة، وأوضحت الصحيفة أن أوباما مر بضغوط كبيرة وأوقات حرجة جدا أثناء حملته الانتخابية لولاية ثانية، لكن الشعب الأمريكى أعاد انتخابه رغم الأداء الباهت الذى قدمه فى بعض الأحيان، وذلك فى ظل خوف الأمريكيين مما يحمله إليهم البديل رومنى. وأشارت صحيفة «تايمز» البريطانية إلى أن باراك أوباما فاز بولاية ثانية رئيسا للولايات المتحدة رغم تراجع رؤساء ديمقراطيين وإخفاقهم فى بقية أنحاء العالم بسبب فشلهم فى حماية الناخبين من شر الأزمات الاقتصادية الخانقة، أما صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فقد علقت على فوز أوباما قائلة إن «أحسن وصف لإعادة انتخاب أوباما هو أن الناخبين اختاروا الأمل بدلا من الخبرة».