جحا شخصية أسطورية.. يعرفها الكبار والصغار.. والحكاوى عن حجا وطرائفه ومواقفه ومطباته وحكمته.. وخروجه من الأزمات.. وصناعته للأزمات حكايات لا تتوقف.. ويصنع فيها خيال المؤلفين الحواديت التى تستخلص منها العبر.. وقد احتار الكثيرون فى شخصية جحا هل هو آفاق أو كذاب.. مخادع أو حكيم أو عاقل أو مجنون أم هو يساير الناس على قدر عقولهم.. ورغم كل هذه الاختلافات تبقى شخصية جحا أسطورية على مدار الزمان.. ومن طرائفه الشهيرة وخروجه من الأزمات والمطبات.. أنه كان يعيش فى عصر ملك مجنون.. فقد أرسل هذا الملك منادياً فى المدينة يعلن عن جائزة كبرى تقدر بأكياس من الذهب لمن يستطيع أن يعلّم حمار الملك القراءة والكتابة.. وذهل الناس من هذا النداء الغريب العجيب وصبوا لعناتهم على الملك الذى يفّرط فى أموال الشعب فى أشياء مستحيلة.. فى هذا الوقت كان جحا يعيش على حافة الفقر يعانى من قلة الطعام والشراب وضيق الرزق، وفكر جحا فى الحصول على أكياس الذهب التى سيمنحها هذا الملك الموتور لمن يعلم حماره.. وتقدم جحا لبلاط الملك ليعلن له أنه قادر على تعليم الحمار القراءة والكتابة واشترط جحا على الملك أن يأخذ فترة من الوقت لتعليم الحمار.. وعندما سأله عن هذا الوقت الذى يستطيع فيه تعليم الحمار.. قال جحا فقط خمسة عشر عاما.. خمسة أعوام لتهذيبه وخمسة لتعليمه القراءة وخمسة لتعليمه الكتابة.. وافق الملك.. وخرج جحا من عند الملك بأكياس الذهب فرحا.. وقال الناس لجحا هل جننت كيف ستعلم الحمار وهذا من رابع المستحيلات؟.. قال جحا قولته المشهورة فى هذه الأعوام ستحدث ثلاثة أشياء تنجينى من الملك.. يا أنا أموت.. يا الحمار يموت.. يا الملك يموت.. انتهت الحكاية وبقى أن جحا استخدم ذكاءه ومكره وحيلته لتأجيل الحلول.. هكذا يفعل كثير من الناس! kelany [email protected]