بعد النجاح الكبير الذى حققته المسلسلات التركية فى العالم العربي..شهدت دور السينما المصرية مؤخراً عرض الفيلم التركى «الفاتح»، ?وتدور أحداثه حول السلطان العثمانى محمد الفاتح والذى? ?غزا القسطنطينية بعد محاولات عديدة فاشلة ممن سبقوه من سلاطين العثمانيين?. ? ورغم أنه ليس الفيلم التركى الأول الذى يعرض فى مصر لكنه الأضخم والأكثر احتفاء واهتماما، خاصة وأن اختيار العمل وتوقيت عرضه يثيران العديد من علامات الاستفهام فى ظل الانفتاح التركى على دول المحيط العربي، وخاصة مصر التى شهدت تعاونا مشتركا مع الإنتاج التركى فى ستينات القرن الماضى قدم خلاله الفنان الراحل فريد شوقى سبعة أفلام، كتبها جميعا السيناريست الراحل عبد الحى أديب، وقدم حسن يوسف وسعاد حسنى فيلما، كما شارك إيهاب نافع فى فيلم آخر ومن الواضح أن المعادلة القديمة كانت تقوم على نجومية الممثلين المصريين بينما ينعكس الوضع الآن إذ تأتى السينما التركية بقدراتها المالية والإبداعية المميزة لتفتح? ?سوق السينما المصرى ?بعناصر تركية خالصة تستدعى المجد العثمانى?.? ولعل الفارق الأكبر بين تعاون الستينات والذى أفرز أفلاما رديئة، والغزو التركى للسينما المصرية الآن، هو ذلك المشروع الواضح فى التوجه التركى المحكوم بحزب? «?التنمية والعدالة?» ?وتوجهاته التى تبدو وكأنها ناتجة عن نجاح الدراما التليفزيونية التركية فى اختراق الوجدان العربى عبر? «مهند?» ?والذى تحول من ممثل وسيم إلي? «?فاتح?» ?تركى . وبدلا من أن يحاول منتجو ومبدعو الدراما التليفزيونية المصرية تقديم أعمال جيدة وقادرة على الوصول إلى وجدان الجمهور العربى والأجنبي، بدأوا يصرخون –كعادتهم- عبر الصحف من الغزو التليفزيونى للإنتاج التركى باعتباره يحصل على حصة كبيرة من الإعلانات الفضائية ويتسبب فى تقليل أرباحهم. والأمر نفسه سيتكرر قريبا مع السينما، وطبعاً الصراخ لن يمنع الجمهور العربى من متابعة الدراما التركية الجيدة للغاية سواء فى السينما واللتليفزيون، ولا عزاء للكسالى والمتقاعسين..وكما فوجئنا بمسلسلات فاطمة ومهند ونور وهى تزيح المسلسلات المصرية من العرض على الفضائيات العربية، سنفاجئ بالأفلام التركية الجديدة وهى تغزو الوجدان المصرى المتعطش للفن السينمائى الحقيقى.