فى حياته نهج دستورًا لنفسه يسير عليه وتبعه فيه كثير.. كتب يقول: «طريقى دين بلا بدعة.. وهمة بلا كسل.. وعمل بلا رياء.. ونفس بلا شهوة.. وقلب عامر بالمحبة».. إنه الإمام أحمد الرفاعى الذى ولد عام 512ه بجزيرة (أم عبيدة) بمحافظة البصرة بالعراق، وتوفى والده وهو حمل فى بطن أمه.. وولد فى بيت خاله القطب الربانى الشيخ منصور البطائحى الذى يروى عنه أبوبكر العدنى فى كتابه (النجم الساعى): أن منصورًا البطائحى رضى الله عنه كان قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام وهو يقول له: «يامنصور أبشرك أن الله تعالى يعطى أختك بعد أربعين يومًا ولدًا يكون أسمه أحمد الرفاعى، مثلما أنا رأس الأنبياء.. كذلك هو رأس الأولياء وحين يكبر فأذهب به إلى الشيخ على القارئ الواسطى ليربيه ولا تغفل عنه». والإمام أحمد الرفاعى بن صالح أحمد يحيى الدين بن العباس والمعروف بالرفاعى الكبير (أبى العلمين) سمى بذلك لأن نسبه من ناحية أبيه ينتهى إلى الحسين بن على بن أبىطالب رضى الله عنهما، ومن ناحية أمه إلى الحسن رضى الله عنه.. حفظ القرآن وتردد على حلقات العلم وهو ابن سبع سنين. ولما اشتد الجدل حول خلافة الشيخ البطائحى وقد اشتد عليه المرض.. أراد الشيخ حسم الموقف فأجرى اختبارًا صوفيًا بين مريديه وأعطى لكل واحد منهم سكينًا ودجاجة وطلب من كل واحد منهم أن يذبحها فى مكان لا يراه فيه أحد، وعاد الجميع ومعهم ذبائحهم. وعاد الرفاعى ومعه الدجاجة والسكين والتف الناس حول الشيخ الرفاعى وهو يسأله، لماذا عدت بالدجاجة من غير ذبح فقال الرفاعى: ياسيدى شرطت خلو المكان.. وأينما ذهبت وجدت الله حاضرًا وناظرًا. ومسجد الرفاعى المقام بالقلعة ليس مسجده بل مسجد الإمام على الرفاعى ابن حفيده الإمام أحمد الصياد. أما الإمام أحمد الرفاعى فقد توفى عام 572ه ودفن ب(أم عبيدة)بالعراق. وقد ترك عدة كتب فى الفقه والتوحيد والتفسير والحديث بالإضافة إلى أشعار عديدة وأحزاب وأوراد وصل عددها إلى أكثر من 632 حزبًا ووردًا ودعاءً.