تعتبر الطريقة الرفاعية من أكبر الطرق الصوفية في مصر والعالم الإسلامي, ويرجع تسميتها نسبة لمؤسسها القطب الكبير سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه، الذي ولد بقرية أم عبيدة بأرض البطائح بالعراق عام512 ه, وينتهي نسبه الشريف إلي سيدنا الحسين بن الإمام علي رضي الله عنهما من جهة أبيه, وإلي الإمام الحسن رضي الله عنه من جهة أمه. وقد نشأ الإمام أحمد الرفاعي منذ طفولته نشأة علمية, فحفظ القرآن الكريم وعمره7 سنوات, وقد تولي الإمام الفقيه الشيخ أبوالفضل علي الواسطي رضي الله عنه وكان مقرئا ومحدثا وواعظا عالي الشأن, تربيته وتأديبه وتعليمه, فجد السيد الرفاعي في الدرس والتحصيل للعلوم الشرعية حتي برع في العلوم النقلية والعقلية, وكان يقوم بعقد حلقات علم لتعليم الناس أمور دينهم, وكان مقتديا بأخلاق جده المصطفي صلي الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله, حتي بلغ عدد أتباعه في حياته نحو مائه وثمانين ألف رجل, وللسيد الرفاعي مؤلفات كثيرة منها حالة أهل الحقيقة مع الله, الصراط المستقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم, الحكم الرفاعية, توفي رضي الله عنه عام578 ه. انتشرت الطريقة الرفاعية انتشارا سريعا ببركة هذا القطب المبارك علي يد تلاميذه وأتباعه في كل دول العالم حتي وصلت مصر علي يد الشيخ أبوالفتح الواسطي الذي نشر الطريقة في مصر, وقد كان الرفاعية في مصر يتخذون زاوية بالقلعة مقرا لهم ولأتباعهم وكان يتقدم هذا الجمع العظيم سليل بيت الرفاعي الشيخ محمد يس الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية في مصر, وكان شيخا جليلا وصوفيا عظيما, وكان يعمل بالتجارة حتي أصبح شهبندر تجار عصره, ولما وصلت شهرته إلي خوشيار هانم والدة الخديوي عباس حلمي الثاني عرضت عليه الكثير من الأموال ولكنه رفض فهو ميسور الحال وطلب منها أن تبني جامعا في زاوية جده علي أبوشباك رضي الله عنه, فشرعت علي الفور في بنائه وانفقت من مالها الكثير, وبني المسجد علي مساحة ستة الآف وخمسمائه متر تقريبا, ويعد المسجد من خيرة المساجد التي أنشئت في القرن التاسع عشر وأحفلها زخرفة واتقنها صناعة, واستغرق بناء الجامع نحو40 سنة وفي غرة محرم سنة1330 أفتتح المسجد في حفل مهيب. وقد ظل مشايخ الطريقة يتوارثونها حتي وصلت إلي السيد طارق محمود يس الرفاعي شيخ الطريقة الحالي الذي صار علي نهج جده الرفاعي الكبير في طريقته الجليلة التي تتخذ كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم شرعا ومنهاجا. و تقيم الطريقة حضرة أسبوعية بمسجد مولانا الإمام الرفاعي عقب صلاة الجمعة, و تبدأ بتلاوة الفاتحة ثم جزء من أول وآخر سورة البقرة, ثم تلاوة أحزاب وأوراد السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه, الذكر بلفظ لا إله إلا الله, ويقوم أبناء الطريقة بالوقوف لذكر لفظ الجلالة الله, يختم الذكر بلفظ حي, والاستماع إلي آيات من الذكر الحكيم, وفي نهاية الحضرة يتم قراءة الفاتحة للسيد أحمد الرفاعي. وتشارك الطريقة في الاحتفال بموالد آل البيت جميعا, وتقيم ندوات دينية لنشر طريق الإمام الر فاعي رضي الله عنه, وقد وصل عدد أتباعها إلي نحو9 ملايين علي مستوي مصر.