بين القمر والأرض شعاع وضاء رومانسى يعرفه العشاق من البشر .. وخيط أسطورى يربط بين «نيل أرمسترونج» صديق القمر والمواطن الأول لجمهورية الفضاء الكونى الذى قطع مسافة ضوئية نحو السماء و مسافة زمنية فى رحلته الأخيرة لقبره فى أعماق الأرض بلغ طولها 82 عاماً لتكون رحلته الأخيرة بين الواقع و الخيال . وتكون بالفعل نهاية لقصة لا يعلم حقيقتها أحد حتى الآن . فمنذ أيام وفى هدوء رحل عن عالمنا أقدم رائد فضاء عرفه العالم بعد يورى جاجارين الروسى الذى يعد أول من سبح عبر الفضاء فى مركبة فضائية مسجلا ً نصراً روسياً على المنافس الأمريكى والذى صمم بعدها على أن يجهز على خصمه اللدود (بضربة قمر) إبان الحرب الباردة وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية لتبدأ أحداث التمثيلية التى روّج لها وأذاعها عدد من المسئولين الأمريكان وجاءت تفاصيلها على لسان وزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد وهنرى كيسينجر وزير الخارجية الأسبق وجورج بوش الابن الذى يعد أول من سرّب هذه القصة وذكر تفاصيلها رامسفيلد أثناء حديث تليفزيونى أذيع له عام 2004 . ورغم تزايد المتشككين فى صحة أو كذب هذه الحكايات جاء رد أرمسترونج ليزيد من الغموض الذى أحاط برحلته للقمر قائلاً « إن من يتشكك فى صحة هبوطه على القمر يجب عليه التقاط كاميرته التى تركها على سطح القمر لتكون دليلاً على صدقه» ويرد عليه المتشككون بسؤال «لماذا لم تتكرر رحلة الهبوط على سطح القمر طوال الخمسين سنة الماضية؟» بالإضافة لرفض عدد من العلماء و السينمائيين للصور التى تم بثها عبر الفضاء آنذاك والتى جرت أحداثها عام 1969 وشاهدها أكثر من 550 مليون مشاهد فى أنحاء العالم مدعين أن هذه المشاهد مزيفة و مفبركة وإنه وفقا لنظرية المؤامرة تمت الاستعانة بالمخرج العالمى ستانلى كوبرك لتصوير هذه اللقطات، كما زعم آخرون أنه تمت التصفية الجسدية لعدد من الذين شاركوا فى هذه الرحلة خوفاً من كشف الحقيقة. ورغم مرور هذه السنوات لم تحسم هذه القضية، وجاءت وفاة ارمسترونج لتسدل الستار على صحة أو كذب هذه الأحداث التى رفضها المؤمنون بها زاعمين أنه من المستبعد أن تغامر الإدارة الأمريكية بسمعتها وتاريخها لتروّج لهذه الكذبة وأن أرمسترونج أول من هبط على سطح القمروإنه صاحب العبارة الشهيرة « بأن هذه خطوة صغيرة للإنسان لكنها خطوة عملاقة للإنسانية» وسجلها له التاريخ فى صفحاته وكرمه العديد من الزعماء فى العالم بكلمات تعكس قدرا كبيرا من الاحترام والتقدير، وتأتى كلمات الرئيس الأمريكى أوباما والذى وصفه بأنه من جيل الأبطال الأمريكان ليس فى العصر الحالى ولكن فى كل العصور، وقال عنه أيضا ًالمرشح الجمهورى فى الانتخابات القادمة ميت رومنى «إن القمر يبكى ابنه الأرضى الأول». تزوج أرمسترونج مرتين وكان يعيش مع زوجته الثانية وأولاده فى عزلة فى مزرعته بعيداً عن الأضواء و النجومية التى رفضها طوال حياته. وقد ولد أرمسترونج فى ولاية أوهايو الأمريكية عام 1930 ، أحب الطيران منذ طفولته وعمل فى وظائف مختلفة ليدفع ثمن دروسه فى الطيران حتى حصل على رخصة مزاولة الطيران وهو فى سن ال16 سنة وبعد إتمامه لمرحلة التعليم الثانوى حصل على منحة من البحرية الأمريكية درس فيها هندسة الطيران، وأثناء أدائه للخدمة العسكرية اشترك فى حرب الكوريتين عام 1950 وقام بأكثر من 78 مهمة عسكرية وحصل على العديد من الأوسمة، وفى عام 1955 التحق بوكالة ناسا لعلوم الفضاء كطيار اختبار تولى تجربة العديد من الطائرات فائقة السرعة، وفى عام 1968 تم اختياره ليقود فريق أول رحلة للقمر وأطلق عليها اسم «أبوللو 11» والتى أصبحت آخر رحلة قام بها للفضاء، وتفرغ بعدها لتدريس هندسة الفضاء فى الجامعات الأمريكية، وظل على عهده رافضاً الحديث عن رحلته الشهيرة ليظل السر محفوظاً بينه وبين صديقه القمر.