مصر سوف تنطلق قريبا جدا.. ونحن متفائلون بمستقبلها.. ومصر مدعوة بقيادتها لحضور اجتماعات منتدى التعاون الصينى الأفريقى الذى سيعقد خلال أيام باعتبار مصر رئيسة الدورة السابقة للمنتدى الذى عقد فى شرم الشيخ عام 2009.. هذا ما قاله لنا السفير الصينى فى القاهرة سونج آيقوه وأكد على عمق ورسوخ العلاقات التاريخية والتقليدية بين البلدين والشعبين الصديقين، بل إنه توقع أن يتحقق تطور أفضل خلال الفترة القادمة مع الاستعداد لتعزيز الاستثمارات الصينية فى مصر. ويضيف السفير: إن مصر لعبت دورا مهما فى تعزيز التعاون الأفريقى الصينى والعربى الصينى.. فهى أول دولة عربية أفريقية تقيم علاقات مع الصين.. وكلنا يشهد أن مصر تحظى بثقل كبير جدا على مستوى القارة السمراء.. وقد اهتمت القاهرة ومازالت بتطوير العلاقات مع الصين، وكما قلنا فإن شرم الشيخ شهدت الدورة الرابعة لمنتدى التعاون الصينى الأفريقى قبل نحو ثلاث سنوات، لذا فإننا نقدر الدور المصرى تقديرا عاليا.وأشار السفير الصينى إلى إقامة بلاده ست مناطق للتعاون التجارى والاقتصادى على مستوى القارة الأفريقية.. من أبرزها منطقة شمال خليج السويس التى تم إنشاؤها بعد أربع سنوات من بدء العمل فيها، وتم إنشاء إطار متكامل للمنطقة يشمل العديد من الصناعات البترولية والمنسوجات والملابس والأجهزة الكهربائية، وبحلول العام الماضى تم إنشاء 26 شركة فى منطقة خليج السويس معظمها باستثمارات صينية.. وباستثمارات وصلت إلى نحو نصف مليار دولار، وبلغ إنتاج هذه المنطقة عام 2011 نحو 46 مليون دولار، وصدّرت سلعا بقيمة 34 مليون دولار. كما استوعبت 900 من الكفاءات والخبرات المصرية.. بل إن المنطقة تحولت إلى نقطة انطلاق للصادرات المصرية إلى أفريقيا، وخلال الفترة الماضية تم إنشاء مؤسسة صينية لإنتاج الألياف الزجاجية باستثمارات بلغت 260 مليون دولار (فى المرحلة الأولى للمشروع). نقطة انطلاق ويقول السفير سونج: إن منطقة شمال غرب خليج السويس تمثل نموذجا رائعا للتعاون بين البلدين.. وقد علمت قبل أيام من مسئول مصرى كبير أن الصين أقامت مستشفى فى ليبريا والعاملون فيه من الأطباء والممرضين مصريون.. بل إن الصادرات الصينية المصنوعة فى مصر بدأت تدخل العديد من الدول الأفريقية أى أن مصر تحولت إلى إحدى النقاط المهمة فى حركة المنتجات الصينية المصنوعة فى مصر والتى يتم تصديرها إلى القارة السمراء. وقد ساهمت كل هذه المشاريع فى زيادة فرص العمل والضرائب للحكومة المصرية.. بل إن العديد من الشركات الصينية اندمجت مع نظيراتها المصرية، ومن ناحية أخرى- كما يقول السفير- فإن العلاقات بين البلدين من القوة والمتانة التى تمكنها من تحمل تطورات الأوضاع الدولية، فهذه العلاقات تقوم على المصالح المتبادلة وتحقيق التنمية المستدامة، إضافة إلى أهداف الألفية التى حددتها الأممالمتحدة. ويتناول السفير محاور منتدى التعاون الصينى الأفريقى ويبحث كيفية التخطيط لعلاقات الجانبين على مدى السنوات الثلاث القادمة، مشيرا إلى لقاء رجال الأعمال ومهرجان الشباب والمهرجان الثقافى وبرنامج الشراكة التكنولوجية وبرنامج المنح الدراسية المتبادلة، إضافة إلى (المنتدى المدنى). التعاون الشعبى عند هذه النقطة سألت السفير الصينى: هل هذا اتجاه جديد فى السياسة الصينية؟.. وهل يوجد فعلا نشاط أهلى أو مدنى فى بلادكم؟.. فقال: إن هذا هو الدورة الثانية للمنتدى المدنى الذى يعقد فى بكين.. ويجب أن نعلم أن التعاون الصينى الأفريقى جاء فى إطار شعبى وبدافع مدنى.. فنحن حريصون على تعزيز العلاقات مع الشعوب، كما نحرص على تنميتها مع الحكومات، ونعتقد أن التعاون المدنى الشعبى هو الدائم والمستمر والمستقر. وهنا يجب أن نشير إلى إدراك القيادة الصينية لأهمية حركة الشعوب وضرورة التواصل معها.. خاصة فى ظل هذه المتغيرات الدولية، ويبدو أن الصين تخطط للمستقبل وتتوقع القادم.. فالحكومات متغيرة، والشعوب مستمرة ومستقرة.. فعلا. ونعود إلى جذور التعاون الصينى الأفريقى الذى بدأ عام 2000 بدعوة من الرئيس الصينى زيمين.. ومنذ ذلك التاريخ انطلقت العلاقات التجارية بين الجانبين من 10.6 مليار دولار عام ألفين إلى 160مليار دولار العام الماضى!! ومنذ عام 2009 تحولت الصين إلى أكبر شريك تجارى لأفريقيا، وقدمت استثمارات للقارة السمراء بقيمة 40 مليار دولار منها 14.7 مليار دولار استثمارات مباشرة. وبحلول عام 2010 تم إنشاء نحو ألف مشروع صينى فى القارة السمراء فى كافة المجالات وقامت بكين بإعفاء 31 دولة أفريقية من ديون بقيمة 440 مليون يوان صينى وقدمت لها مساعدات بلغت 400 مليون يوان، بل إن مركز الاتحاد الأفريقى فى أديس أبابا أنشئ بمعونة صينية. وأكد السفير الصينى على احترام الخصوصية الثقافية للدول الأفريقية وعلى ضرورة التعاون المشترك بين مختلف الحضارات، مشيرا إلى أن مجالى التعليم والثقافة شهدا نتائج مثمرة.. منها الاستعانة بخبرات 30 ألفا من الكفاءات الأفريقية.. وأصبحت 28 دولة أفريقية الوجهة السياحية للصينيين. وتم إنشاء 28 معهداً ومدرسة لتعليم اللغة الصينية فى 21 دولة. وتجاوز عدد الطلاب الأفارقة الدارسين فى الصين العشرين ألفا. وخلال العامين الأخيرين تم إسقاط ديون 31 دولة أفريقية بقيمة 10 مليارات يوان. وقد شهدت الدورة الربعة التى عقدت فى شرم الشيخ قبل نحو ثلاث سنوات عدة إجراءات لتعزيز التعاون الصينى الأفريقى، منها: التعاون لإقامة شراكة فى مجال التغيرات المناخية وإنشاء مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة وتعزيز التعاون التكنولوجى والتبادل العلمى، إضافة إلى تخصيص مبلغ عشرة مليارات دولار لمساعدة القارة السمراء وشهد عام 2009 فتح الأسواق الصينية أمام الصادرات الأفريقية وتقليل الجمارك المفروضة عليها. الأمن الغذائى تعزيز التعاون الزراعى الأفريقى الصينى محور مهم آخر.. كما يقول السفير الذى يؤكد إنشاء العديد من المراكز الزراعية النموذجية فى القارة السمراء وبدأ ذلك بعشرة مراكز عام 2006 وارتفعت إلى عشرين مركزاً عام 2009، خلال مؤتمر شرم الشيخ. وقامت بكين بإيفاد نحو 50 بعثة زراعية وتدريب نحو ألفى خبير زراعى أفريقى بما ساهم فى رفع قدرة أفريقيا للحفاظ على الأمن الغذائى.. مع الاعتراف بالفوارق الزراعية والغذائية بين الدول الأفريقية.. فكل دولة لها مطالبها الخاصة. وهناك جانب مهم يشمل التعاون المصرى الصينى يقول السفير الصينى: فى هذا المجال لدينا بعثة زراعية صينية فى مصر لدراسة الزراعة فى الأراضى الجافة وتبادل البذور.. بهدف خفض استهلاك المياه فى الزراعة. وهذا له مغزى استراتيجى كبير- كما يشير السفير- ويضيف: نحن نعانى نقصا فى الموارد المائية وبعض البذور الصينية صالحة للزراعة فى مصر والعكس صحيح. وهذا التعاون يسهم فى تحقيق الأمن الغذائى لمصر. أخيرا يشير السفير إلى أن الصين لا تنسى دول أفريقيا التى أعادت بلاده عضواً بالأممالمتحدة عام 1971.. بمعنى أن أفريقيا حملت بكين إلى المنظمة الدولية.. خاصة مصر أبرز شركائنا الأفارقة. وكلنا يعمل على تحقيق الاستقرار والسلام العالمى. ??? وبعد هذا الحوار.. نحن نتوقع من الأصدقاء الصينيين تكثيف التعاون وضخ مزيد من الاستثمارات فى الاقتصاد المصرى خلال الفترة القادمة. وقد علمت أن العديد من الشركات الصينية والعالمية فى انتظار استقرار الأوضاع السياسية فى مصر للمشاركة فى صنع نهضة كبرى.. ومشهودة بمشيئة الله.