سيكولوجية الطغيان فى مجتمعنا عنوان شغل أذهان الباحثين فى علم الاجتماع السياسى وأيضا انشغل به ذهن كُتاب الدراما فى السينما والتليفزيون. ..ومن أشهر حكايات الطغاه التى تابعها المشاهد العربى على الشاشة الكبيرة والصغيرة. حكاية سعد الحلوانى كبير الحلوانية فى مسلسل «عصفور النار» وعتريس كبير الدهاشنه فى فيلم «شئ من الخوف» ثم حكاية نبيه بك رجل الاعمال الذى جمعته الظروف مع رجال ونساء هم أطياف مختلفه من المجتمع فى جزيرة منعزلة بعد سقوط الطائرة بهم فى فيلم «البداية». وقدم لنا كُتاب الدراما فى الحكايات الثلاث تحليلا لظاهرة الطغيان أوقفتنا عند «غرض الطاغية» و«دستوره» الذى به يسود والعقيدة التى تخلق فى شعبه انقياداً دائما. ولم يغفل كُتاب الدارما فى الحكايات الثلاث عن سرد ملامح تحول المعارضة إلى فعل قادر على خلع الطغاه. ..طغيان «سعد الحلوانى» غرضه كان فرض أبوته على الحلوانية ودستوره كان عُرفا يسحب ولايه أى مواطن على أرضه أو عقاره مقابل تنازل أهل الحلوانية. كان على سعد الحلوانى واجب تدبير أى مال يحتاج إليه أى نفر فى أى وقت. والعقيدة التى كان ترسيخها ضمان انقياد الحلوانية كانت الحب الأبوى الذى منح سعد الحلوانى قداسة تعتبر الخروج عليه «عقوق». ..طغيان عتريس فى «شئ من الخوف» كان غرضه فرض السطوه وكان القانون الذى يؤكد ذلك متمثلاً فى الإتاوة التى يدفعها له أهل الدهاشنه فى أى وقت يريد. وكانت العقيدة التى عمل رجال عتريس على ترسيخها فى الدهاشنة لدوام سكوتهم هى الخوف. ..لكن فى فيلم البداية كان لطغيان نبيه بك غرض مختلف. هو يريد فقط أن يسلّم الناس بشطارته ليكون هو فوق الناس..قانونه كان حيلاً عديده «مقامرة قهرى بالقوة مسايسة ودس» وكلها قصدت أن يبقى الناس مهزومين أمام ذكائه! ....وللحديث بقية.