باق من الزمن ايام ويتجه الناخبون نحو صناديق الاقتراع ليقولوا كلمتهم الفاصلة فى اختيار الرئيس القادم وأعتقد أنها ستكون حاشدة وربما تزيد أعداد الناخبين عن الانتخابات البرلمانية لأن الشعب يريد أن تنتهى المرحلة الانتقالية التى عانى منها الجميع بلا استثناء والتى لم يتبق منها سوى وضع دستورالبلاد وتسليم السلطة من المجلس العسكرى للرئيس المنتخب. الانقسامات هى شعار مرحلة ماقبل يوم الانتخاب سواء بين القوى السياسية ويقود ذلك لتفتيت الأصوات بين المرشحين الذين فشلوا فى التنسيق فيما بينهم وتمسك كل مرشح بخوض السباق حتى نهايته ، لكن الكتل التصويتية الأكبر ليست فى القاهرة والمدن الكبرى بل فى الدلتا وصعيد مصر وبقدر وصول أى مرشح لمثل هذه المناطق يستطيع كسب هذه التجمعات الضخمة وبالتالى حسم المعركة لصالحه مبكرا أو فى مرحلة الإعادة. المرحلة الانتقالية توشك على نهايتها لكن ماهو قادم يحمل مخاطر كبيرة فى حاضر ومستقبل البلاد. وعلى الجميع تحمل المسئولية حتى لا تستمر الانقسامات وحالات التربص بالرئاسة القادمة لأن ذلك من شأنه أن يعيدنا جميعا إلى النفق المظلم مرة أخرى. فالاقتصاد والإنتاج لابد أن يستعيد دورانه من جديد بكل قوة وأن نعيد لمؤسسات الدولة دورها الفاعل وأن تستعيد مصر مكانتها ولن يحدث ذلك إذا ظللنا ندور فى دوامات الخلافات والصراعات وحروب الفضائيات وقضايا الطعن فى كل شىء فى ساحات المحاكم. تقترب لحظات الحسم فى أول انتخابات حرة تشهدها مصر منذ عقود طويلة والرهان سيكون على وعى الشعب وليس غيره وعلى الأصلح لقيادة البلاد فى أصعب فترات الحاضر ومن أجل بناء بلد يعيش فيه أبناؤنا مستقبلا فى أجواء من الحرية والعدالة ويشعرون فيه بالانتماء ولايسعون لهجره بحثا عن وطن آخر. صوت كل مصرى أمانة فى عنقه وعليه أن يختار من يراه الأفضل لقيادة مصر ليس بعاطفته فقط ولكن بعقله ومن منطلق حبه لبلده ، والمرشحون لايشك أحد فى حرص كل منهم على تحقيق آمال الشعب والكلمة الفاصلة والحاسمة ستكون فى صندوق الانتخاب.