قبل أيام استضافت بكين لقاء للمعارضة السورية.. وهو تطور بارز أعلنه السفير الصينى لدى مصر.. وقال السفير ل «أكتوبر»: إن سوريا تكتسب أهمية كبرى وسوء التعامل مع هذه الأزمة يمكن أن يؤثر على استقرار المنطقة والعالم. والسؤال الذى يفرض نفسه هو: هل استضافة بكين للمعارضة السورية يعتبر نقطة تحول للموقف الصينى إزاء الأزمة السورية؟ وهل تستطيع الصين من خلال علاقتها القوية مع نظام الأسد وبدء الانفتاح على المعارضة أن تساهم فى حل هذه القضية الخطيرة؟ يقول السفير الصينى (سونج ايقوه):«لا أعتقد أن الفيتو الصينى فى مجلس الأمن سوف يؤثر على صورة بلادنا فى العالم العربى.. فنحن نقيم علاقاتنا على مبادئ راسخة.. والتصويت يؤكد هذه السياسة. بل إننى أتوقع أن تتفهم الدول العربية موقفنا. وأعتقد أن الإعلام سوف يلعب دوراً أساسياً فى إيضاح هذا الموقف». وعند سؤاله: خلال كلامكم قلتم إنكم تؤيدون المطالب المشروعة للشعب السورى للتغيير والتنمية.. فهل هذا يعنى تأييد تغيير نظام بشار الأسد؟! عندئذ دار جدل كبير حول كلمة «تغيير» وأوضح السفير أنه لا يعنى تغيير النظام القائم ولكن التغيير المقصود هو «إصلاح النظام القائم. فنحن ضد التدخل فى الشئون الداخلية لأية دولة أو تغيير أى نظام بالقوة. والإصلاح المطلوب المفروض أن يتم من خلال الحوار والمفاوضات السلمية». وهنا أشار السفير (سونج) إلى أن هذه المفاوضات يجب أن تجرى دون شروط مسبقة. وقد أكدنا خلال مناقشات مجلس الأمن على ضرورة عدم فرض نتائج مسبقة للحوار بين النظام السورى والمعارضة.. انطلاقاً من حرصنا على السلام والاستقرار فى سوريا والشرق الأوسط بصفة عامة. وذكر السفير الصينى أن الدول النامية تتعرض لضغوط خارجية وسياسة الصين تقوم على رفض مثل هذه الضغوط والتدخلات الخارجية، كما أن هناك أرضية مشتركة بين الصين والدول العربية حول معالجة المسألة السورية وتسويتها. ومن مبادئ الصين رفض العقوبات ورفض التدخل العسكرى، ويمكن معالجة هذه الأزمة عبر الحوار وتشكيل حكومة وحدة وطنية. والمفاجأة المثيرة التى أعلنها السفير الصينى أنه رغم عام على الثورات فإن التبادل التجارى قد زاد بين الصين والدول العربية.