كشف السفير الصيني بالقاهرة سونغ آي قوه عن اجراء حكومته مفاوضات مع بعض قيادات المعارضة السورية، في العاصمة الصينية بكين، من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية. وأكد سونغ في تصريحات صحفية اليوم أن وفدا من المعارضة السورية يتواجد حاليا في بكين لاجراء مفاوضات تساهم في الإصلاح السياسي والتغيير في النظام السوري، من خلال الحوار بين كافة القوى السورية. وقال السفير الصيني إن الاتصالات مع المعارضة السورية تستهدف دفع النظام السوري إلى الجلوس مع معارضيه على طاولة المفاوضات، بدون شروط مسبقة من أي طرف، وايجاد حل سياسي للأزمة المتفجرة حاليا. وشدد سونغ على رفض الصين لأية محاولات للتدخل الخارجي في الشأن السوري، مبينا أن الموقف الصيني ينطلق من المبادئ الخمسة التي تلتزم بها بكين في علاقاتها مع كافة دول العالم، والتي تعتمد على ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، و رفض فرض عقوبات أو التهديد بها والتدخل العسكري بالإضافة إلى الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط.
ونوه السفير الصيني بالقاهرة إلى إدانة بلاده لاستخدام العنف ضد المدنيين الأبرياء، داعيا حكومة بشار الأسد إلى ضرورة الانصياع لمطالب الشعب، في التغيير والمزيد من الحريات، وحق القوى السياسية في التعبير عن مطالبها بعيد عن العنف وفي اطار القانون. وأكد أن الأزمة السورية تحتاج إلى حل سياسي عبر الحوار بين كافة الأطراف، دون وضع شروط مسبقة، داعيا إلى ضرورة سرعة الاستفتاء على دستور جديد للبلاد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وانتخابات برلمانية جديدة وتكوين برلمان، يعمل على تحقيق الاصلاح الشامل، بطرق سلمية، بدعم من الجامعة العربية، ومرتكزا على مبادئ الأممالمتحدة.
ودعا السفير الصيني المجتمع الدولي إلى الاحترام الكامل لسيادة سوريا، واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، وحق الشعب السوريي في اختيار مستقبله، ونتائج الحوار الذي يجرى بين مختلف الأطراف في سوريا، وعدم الموافقة على التدخل العسكري، أوفرض ما يسمي بتغيير النظام بالقوة، والعم على نزع فتيل المنازعات.
أضاف سونغ أن منطقة الشرق الأوسط مليئة بالقضايا الساخنة، سيؤثر سوء التعامل معها إلى في الشرق الأوسط والعالم. وأشار السفير الصيني في تصريحاته إلى أن الصين تتبنى مواقف مبدئية للتعامل مع الأزمات في الشرق الأوسط، والعالم، مبنية على أساس عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة، ومنها فرض العقوبات والتدخل العسكري، مؤكدا أن بلاده تطبق نفس السياسات التي تنتهجها مع سوريا في قضية إيران. وأكد سونغ أن موقف الصين لا يستهدف احياء أية تحالفات عسكرية أو اقتصادية مع روسيا أو غيرها في المنطقة، مشيرا إلى أن الخلافات بين الصين والولاياتالمتحدة، حول قضايا أخرى، لم تدفعها إلى استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار استخدام القوة العسكرية ضد سوريا، وإنما التزامها بمبدأ استخدام الحوار وتفعيل مبدأ الوساطة السلمية لانهاء الخصومات بدلا من اعلاء لغة الحرب والعنف بين أبناء الوطن الواحد، ودول المنطقة. وأوضح السفير الصيني أن الخلافات التي تنشب بين الولاياتالمتحدة والصين، يتم حلها في اطار التفاهم المشترك والتواصل المستمر بين بكين وواشنطن، خاصة المتعلقة بتخفيض العملة الصينية " الرينمبي" مقابل الدولار الأمريكي، والاعفاء الجمركية. واستشهد السفير الصيني بأن قبول بكين رفع قيمة الرينمبي، مقابل الدولار بنحو 25% خلال الفترة الماضية، لم تسفر عن خفض الطلب الأمريكي على التجارة الأمريكية، لأن السوق الأمريكي أكبر مستهلك في العالم للسلع الصينية رخصية الأسعار مرتفعة الجودة. وذكر السفير الصيني أن حجم التجارة بين الصين ومصر زاد خلال عام 2010 بنحو 20% بما يعكس تنامي العلاقات الاقتصادية بين البلدين بعد الثورة، بالتوازي مع زيادة حركة التجارة مع كافة الأقطار العربية الأخرى، في نفس الفترة الزمنية.