بايدن: كنت متعبا أثناء المناظرة مع ترامب وما زلت نفس الرجل الذي تولى الرئاسة    المجلس الوطني الفلسطيني يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي في جنين    قوات الدفاع الجوي الأوكرانية تسقط 4 صواريخ روسية موجهة شرقي البلاد    بايدن: سأستمر في السباق الرئاسي وسأفوز بولاية ثانية    «بايدن» يتهرب من الإجابة على سؤال بشأن خضوعه لفحص عصبي    جمال علام: قادرون على تحقيق أحلام المصريين في أولمبياد باريس    «مش عارف تنظم لعيبتك».. إبراهيم سعيد ينتقد مجلس الزمالك بعد عقوبات كاف (فيديو)    خالد جلال: دكة بدلاء الزمالك وراء تراجع مستوى الزمالك    تشكيل فنزويلا الرسمي ضد كندا في كوبا أميركا 2024    وزير التربية والتعليم يوضح أهم التحديات التي تواجه الوزارة    الارصاد: طقس اليوم حار رطب نهارا مائل للحرارة ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمي بالقاهرة 35    احتفالات السنة الهجرية الجديدة 1446 في لبنان    محمد ثروت يتحدث عن كواليس فيلمه الجديد أوسكار عودة الماموث: مثلنا مع كائن غير موجود    أول ظهور علني لرئيس وزراء سلوفاكيا منذ محاولة اغتياله.. ماذا قال؟    «بايدن»: خضعت لفصوحات كورونا قبل مناظرة ترامب.. كنت أعاني من نزلة برد شديدة    نتيجة الدبلومات الفنية 2024 "عاااجل" الدور الأول عبر بوابة التعليم الفني برقم الجلوس    بيزنس حفلات التخرج.. رقص وجلسات تصوير وعروض فنية    ماكرون يشيد بمستوى المنتخب الفرنسي خلال مواجهته أمام البرتغال في «يورو 2024»    محمد حماقي يحيي حفل كامل العدد في بورسعيد.. صور    وزير الثقافة الأسبق عبدالواحد النبوي: دار الوثائق بها 110 ملايين وثيقة ترجع للعصر الفاطمي    6 أعمال احرص على فعلها قبل صلاة الفجر.. تغفر ذنوبك وتوسع رزقك    منال الوزيرة ال 12.. ومشاكل المحليات    ملف مصراوي.. زفاف نور الشربيني.. وتأهل إسبانيا وفرنسا لنصف نهائي يورو2024    بعد دقائق.. ثروت سويلم ينفي نفسه بسبب الأهلي وبيراميدز (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد.. أسعار الذهب والسبائك اليوم السبت 6 يوليو 2024 بالصاغة    أيمن الجميل: نجاح المشروعات الزراعية الجديدة بالأراضي الصحراوية يفتح الباب لمضاعفة الرقعة الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي    جولة ميدانية مفاجئة لمحافظ سوهاج الجديد عقب تسلمه المهام.. قرارات وتوجيهات مهمة    مصرع شخصين وإصابة 7 في حادثي سير بالمنيا    الغرفة التجارية: لا يوجد أي مؤشر لانخفاض أسعار السيارات في السوق    عبد الرحيم علي يهنئ ماجد موسى بقرار مد خدمته رئيسًا لجمارك مطار القاهرة    استمرار تراجع أسعار الدواجن اليوم السبت 6 يوليو 2024    اتهام محامِ شهير بالتعدي على «فتاة» داخل مكتبه في الهرم (تفاصيل)    حظك اليوم برج العذراء السبت 6-7-2024، على الصعيدين المهني والعاطفي    قرار من وزير التربية والتعليم الجديد بشأن الثانوية العامة    قصة تاريخ العام الهجري الجديد.. داعية يوضح    رأس السنة الهجرية 1446.. أجمل التهاني والأدعية    يقلل الاكتئاب ويحسن صحة العقل.. فوائد مذهلة للحليب الذهبي    تحمي القلب وتعزز الإبداع.. 7 فوائد صحية لنوم القيلولة يوميا    مرض أسماء جلال تسبب في خسارة وزنها خلال أيام قليلة.. تحذير من هذه الأعراض    عملية «شفط دهون» تنهي حياة سيدة سعودية بأحد المراكز الطبية في القاهرة    عمرو أديب يوجه رسالة للمواطنين: «إحنا تعبنا.. نستنى شهرين» (فيديو)    «خلينا ندي الفرصة للناس تشتغل».. مصطفى بكري بعد تشكيل الحكومة الجديدة    يورو 2024 - مدرب إسبانيا: نشهد إنجازا تاريخيا.. ولنرى إلى أي مدى سنصل    الأنبا إغناطيوس برزي: الأسرار المقدسة منها خمسة عمومية    تزوير توكيلات وقوة أمنية.. ماذا حدث لشقيق عصام صاصا بحدائق الأهرام؟    التصريح بدفن عامل سقط من أعلى عقار تحت الإنشاء بسوهاج    حزب الله: بهذه الصواريخ قصفنا مستوطنة مرجليوت    مترجم "فرقة العمال المصرية": البريطانيون أجبروا المصريين على العمل    الري: تعظيم الاستفادة من مياه الصرف الزراعي بترعة السويس    «هنمنع عنكم طائرات الأباتشي».. نبيل فهمي يكشف تهديد أوباما بعد ثورة 30 يونيو (فيديو)    قداسة البابا فرنسيس يبعث برسالة إلى شباب مؤتمر اللاتين بمصر    مواجهة سرقات التيار وخفض نسبة الفقد.. أهم ملفات وزير الكهرباء (فيديو)    سقوط سيارة فى المياه أثناء حفل زفاف بالدقهلية ووجود مصابين    شروط التقديم لمدارس الإنتاج الحربي 2024 بعد مرحلة الإعدادية والأوراق المطلوبة    أكثر من قرن.. حزب العمال البريطانى من النشأة إلى السلطة    الصحة العالمية تحذر من مادة مسرطنة يستخدمها الملايين    رؤية هلال شهر المحرم 1446 كما أعلنتها دار الإفتاء    شيخ الأزهر من ماليزيا: مأساة فلسطين هي جريمة إبادة تجاوزت بشاعتها كل الحدود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكتوبر تستعين ب ((15)) خبيرًا أمنيًا وسياسيًا . . فك شفرة اللهو الخفى
نشر في أكتوبر يوم 26 - 02 - 2012

«اللهو الخفى» مصطلح تم تداوله كثيراً فى الآونة الأخيرة بعد أحداث مسرح البالون وماسبيرو ومحمد محمود والداخلية، ومجلس الوزراء، حيث أشارت إليه تحقيقات النيابة، واعترف به المجلس العسكرى، وأكدت عليه وبيانات الحكومة، ولجان تقصى الحقائق المتعاقبة بداية من موقعة الجمل وحتى مذبحة بورسعيد.
والغريب أن تلك الجهات - بجلالة قدرها - لم تستطع فك شفرة اللهو الخفىوكأنه من عجائب الدنيا السبع، حتى أصبح لغزاً محيراً فى دولة تعد الأجهزة الأمنية فيها من أقوى الأجهزة فى المنطقة والعالم.
ولأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، فقد ارتأت «أكتوبر» مناقشة القضية من كافة جوانبها، بتقديم حقائق مجردة عما يدور من تساؤلات فى الشارع عن دور فلول «الوطنى» المنحل فى إثارة الفوضى وقتل المتظاهرين ومن المستفيد من قتل شهيد دار الإفتاء الشيخ عماد عفت وطالب الطب علاء عبد الهادى؟ ودور جهاز ى ال CIA والموساد الإسرائيلى وشركة بلاك ووتر الأمريكية فى تفجر الأوضاع يوم 28 يناير، والمسكوت عنه فى قضية التمويل الأجنبى وحقيقة الطرف الثالث بين عناصر 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وكفاية ومنظمات المجتمع المدنى.
تساؤلات مثيرة.. وإجابات أكثر إثارة بين سطور التحقيق التالى...فى البداية لابد من التأكيد -كما قال خبراء الأمن القومى- إن اللهو الخفى أو الطرف الثالث ليس جهة محددة كمايتصور البعض، أو أنه شخص ماثل للعيان يمكن التعامل معه مباشرة، ولكنه عبارة عن مجموعة أطراف داخلية وخارجية التقت مصالحها فى خيط واحد وهو إشاعة الفوضى وضرب الاستقرار فى البلاد، ولأن هوية المجرم يتم تحديدها بعد معرفة المستفيد -كما يقول خبراء الجريمة- فإن هناك جهات عديدة يهمها ضرب مؤسسات الدولة وشيوع حالة الانفلات الأمنى والتحريض على أعمال القتل، وزيادة الاحتجاجات والاعتصامات، وتوقف عجلة الإنتاج، وإشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وهدم المؤسسة العسكرية وتشويه صورة الرموز الوطنية، مستخدمين فى ذلك عملاء الداخل والخارج من جنرالات الفضائيات، ومزدوجى الجنسية ورجال المال والأعمال، وأصحاب القنوات الخاصة، ونشطاء العمل السياسى، وشباب الجامعات والعشوائيات، ومنظمات المجتمع المدنى.
وقد طفت صورة اللهو الخفى على سطح الأحداث عندما انسحبت قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزى من محيط وزارة الداخلية وقصر العينى ومجلس الوزراء، وقيام قوات الجيش بإقامة موانع خرسانية لمنع المتظاهرين من الصدام مع عناصر الأمن، ومع تلك الإجراءات الاحترازية سقط قتلى فى صفوف المتظاهرين والمجندين أمام الداخلية ومديريات الأمن فى السويس والاسكندرية، وكان أبرز هؤلاء -بلا شك- الشيخ عماد عفت شهيد دارالإفتاء، وطالب الطب علاء عبد الهادى، حيث أكدت الصفة التشريحية لكل منهما أنه مات بمقذوفات كاتمة للصوت على مسافة نصف متر تقريباً ومن الأجناب والخلف وليس من الأمام أو على مسافة بعيدة حيث توجد عناصر الأمن المدنى أو الشرطة العسكرية، مما يشير إلى وجود طرف ثالث يهمه إشعال نار الفتنة فى البلاد، وإدانة المؤسسة الأمنية، وخلق ذرائع للهجوم على وزارة الداخلية والأمانة العامة لوزارة الدفاع وباقى مؤسسات الدولة، وهو ما ظهر فيما بعد من محاولات اقتحام وزارة الداخلية، والصدام بقوات الجيش أمام ماسبيرو ومجلس الوزراء، ومحاولة اقتحام مجلس الشعب بعد 3 جلسات فقط من انعقاده.
ومما يؤكد مسئولية اللهو الخفى عن قتل المتظاهرين السلميين بميدان التحرير فى بداية الثورة ما ذكره اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة السابق وأكد عليه المشير طنطاوى فى شهادته أمام المحكمة، حيث أكد طنطاوى وسليمان على وجود طرف ثالث فى أحداث التحرير، وقد أقر الاثنان فى الشهادة أمام القاضى أحمد رفعت أنه تم التعامل مع تلك العناصر، بإلقاء القبض على بعض أفرادها.
وفى ذات السياق كشف خالد عبدالباسط محامى حسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق عن دخول عناصر مدربة من حركة حماس وحزب الله، والحرس الثورى الإيرانى الأراضى المصرية عبر سيناء، وبمساعدة بعض البدو، لاقتحام السجون وتهريب المساجين، والدفع بأموال طائلة لتأجير البلطجية، وأرباب السوابق واعتلاء أسطح العمارات والعقارات وقتل أكثر من 11 شهيداً بميدان التحرير فى ليلة واحدة وأكثر من 9 آخرين، وقد تم إلقاء القبض على بعض هذه العناصر وتسليمها للقوات المسلحة فى وقت كانت النيران تشتعل فى 100 قسم شرطة بجميع محافظات مصر وسرقة 15 ألفاً و500 قطعة سلاح واقتحام 63 مقراً لأمن الدولة، وحرق 1600 سيارة شرطة.
وتأكيداً لهذا المعنى فقد أكد الخبير الاستراتيجى اللواء حسام سويلم أن على خامنئى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية كان ومايزال يحلم بأن تكون مصر دولة شيعية المذهب، إيرانية الهوى، حيث قال صراحة إن مصر ستكون إسلامية شيعية شئتم أم أبيتم متناسياً أن أجداده من العبيديين الشيعة فشلوا فى اختراق المذهب السنى، أو جعل مصر إمارة شيعية كما كان يتمنى هؤلاء، مشيراً إلى معلومات عن تنظيم ثورى مصرى على شاكلة الحرس الثورى الإيرانى، وعناصر مدربة من حزب الله الشيعى للعبث بأمن واستقرار مصر.
وفى ذات السياق يلقى سويلم بمسئولية ما حدث ويحدث من فوضى فى الشارع المصرى الآن على أجهزة الإعلام المأجورة، والتى تسعى جاهدة لتقسيم البلاد إلى دويلات، واستضافة جمعيات حقوقية وائتلافات ثورية لا وجود لها على أرض الواقع، وتصورها على أنها المتحدث الرسمى باسم الشعب المصرى، وهى فى الحقيقة جمعيات وائتلافات تنفذ أجندات متفق عليها سلفاً وهى التبشير بالفوضى الخلاقة التى وعدت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس فى 2006 لرسم خريطة الشرق الأوسط الجديد، حيث يقوم جنرالات الإعلام، الذين يعدون الطرف الثالث أو اللهو الخفى فى تحريك الأحداث وإشعال نار الفتنة، باستضافة عناصر وحركات التخريب للقيام بأعمال التحريض والصدام مع الجيش متجاهلين دور القوات المسلحة فى حفظ الاستقرار والأمن، وحماية حدود مصر من أقصاها إلى أدناها، وإعادة بناء مؤسسة الشرطة من ميزانيتها الخاصة.
صبيحة الانتخابات
ولم يكتف الإعلام المأجور بالتحريض فحسب، ولكنه يقوم بعرقلة بناء مؤسسات الدولة، ويتذكر سويلم بأنه صبيحة انتخابات مجلس الشعب، ظهر إعلامى كبير بضحكة صفراء متوعداً الشعب المصرى بكارثة إذا تم إجراء الانتخابات فى موعدها مؤكداً على وجود بحور من «الدم» فى لجان الانتخابات وأمام صناديق الاقتراع، وظهر إعلامى آخر معروف بتوجهاته المشبوهة وطرح على المشاهدين صبيحة الانتخابات أيضاً أسئلة غريبة متعلقة بأهالى سيناء، والأقباط والنوبة، وكأنه وضع خريطة لتقسيم مصر وأنه يدعو أبناء الشعب للاستفتاء عليها..
وفى سياق متصل قال سويلم إن منظمات المجتمع المدنى والمعروفة بمنظمات حقوق الإنسان عليها علامات استفهام كثيرة، وأكد فى وضوح أن تلك المنظمات هى اللهو الخفى الفعلى، والخطر الحقيقى على مؤسسات الدولة لأنها مسئولة قولاً وفعلاً عن إشاعة الفوضى فى البلاد، حيث تقوم بتمويل إعلام مشبوه، وتمويل شخصيات لا محل لها من الإعراب بعد أن باعت نفسها للشيطان، وباعت الوطن بثمن بخس.
ويتابع الخبير الاستراتيجى قائلاً: إن تلك المنظمات الحقوقية هى الطرف الثالث الذى يضرب مصر من الداخل لكونها تكتب للمنظمات الدولية تقارير وهمية فى قضايا وهمية لا وجود لها على أرض الواقع كقضايا المهمشين فى الأرض، واضطهاد الأقباط، وحقوق البهائيين، وأوضاع أبناء النوبة، وأكذوبة القاعدة فى سيناء، وحقوق المثليين، وقد تكشفت حقيقة تلك المنظمات بعد إعلان نتائج التحقيقات، حيث أكد قضاة التحقيق عثورهم على خرائط قسمت مصر إلى أربع دول، بالإضافة إلى مستندات أخرى كشفت تكليف منظمة أمريكية لجمعية أهلية بتجميع معلومات عن الكنائس وبعض المنشآت الخاصة بالقوات المسلحة مما يؤكد تورط تلك المنظمات والجمعيات فى خيانة الوطن.
إثارة الفوضى
ومن منعطف آخر اتهم د. رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات السياسية والاستراتيجية المخابرات الأمريكية والإسرائيلية فى إثارة الفوضى والقتل عن طريق شركة بلاك ووتر الأمريكية، والتى نجح عناصرها فى التسلل داخل البلاد بجوازات سفر مزورة، ولا يستبعد د.رفعت أن يقوم عناصر تلك الشركة بقتل المتظاهرين فى التجمعات والاحتجاجات بأسلحة متطورة عن قرب فى شكل أقلام، أو كاميرات تصوير، ولا يستبعد أيضاً أن يكون عناصر تلك الشركة ممن شاركوا فى قتل ثوار ميدان التحرير ومحمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء، خاصة أن عناصر تلك الشركة نجحت فى قتل 68 ألف عراقى فى بلاد الرافدين.
وأوضح رئيس مركز يافا أن أمريكا وربيبتها إسرائيل على قائمة اللهو الخفى لأن لهما أجندة خاصة بغرض ضرب الاستقرار وزيادة حدة الانفلات الأمنى ويساعدهما فى ذلك بعض العناصر الداخلية، منوهاً إلى أن أمريكا لا تقوم بتوزيع أموال المعونات على المنظمات والجمعيات على أنها صدقة، ولكن لتنفيذ مخططات إجرامية كضرب اقتصاديات الدول، وتقسيم الجيوش لإضعافها، حتى يسهل فيما بعد إسقاط الدولة المناوئة لها، وكانت زيارة جون ماكين الصهيونى الأمريكى المتعصب لمصر خير دليل على إدانة تلك المنظمات المشبوهة.
ونوه إلى أن الديمقراطية التى تتشدق بها أمريكا لا وجود لها على أرض الواقع، لأنها ببساطة لا تعترف بالديمقراطية، إلا إذا كانت على الطريقة الأمريكية، والدليل أنها رفضت الديمقراطية التى قادت منظمة حماس لتشكيل الحكومة الفلسطينية، كما أن جهاز المخابرات الأمريكى المعروف ب ال CIA أسقط حاكم هايتى فى 2004 بالتعاون مع المخابرات الفرنسية والكندية، كما يقوم هذا الجهاز حالياً بتمويل الحركات الاحتجاجية ضد شافيز فى فنزويلا، وبوتين فى روسيا، وفرض حصار صارم على كوريا الشمالية وإيران وسوريا.
فتش عن الموساد
وأشار د. رفعت سيد أحمد إلى دور الموساد فى زرع بذور الفتنة بين المصريين والدليل تلك القضية الخطيرة المتعلقة بالجاسوس الإسرائيلى إيلان تشايم جرابيل، والذى تمت مبادلته ب 28 سجينًا مصريًا، والذى دخل مصر بجواز سفر أمريكى، ووقف يهتف فى ميدان التحرير على أنه ثائر من أجل الديمقراطية والحرية وأخذ يقول «أوباما أيها الغبى»، وادعى فى موقعه على الفيس بوك أنه مسلم، وفى الصباح كان يطوف بالمساجد والكنائس، ويصلى فى الأزهر والكاتدرائية، وفى المساء يتسكع فى الحانات والخمارات ويسهر مع فتيات الليل.
وقد اعترف عاموس يادلين رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق أن الموساد نجح فى زرع 3121 عميلاً منهم 192 عنصراً فى دول عربية، مسجلون بأسماء حركية، وعلى هذا الأساس فإن مصر تعد على رأس قائمة الدول التى تسللت إليها بعض عناصر الموساد، والتى أحياناً تقوم بالتحريض، ودفع الأموال لعناصر داخلية مأجورة مستغلة الظروف المعيشية الصعبة التى يمر بها بعض الشباب.
جهاز المخابرات
وفى المقابل قلل د. رفعت من تصريحات يادلين وأمثاله من ضباط الموساد، مؤكداً على كفاءة جهاز المخابرات المصرية والذى يعد من أقوى أجهزة المخابرات فى العالم وحتى تكتمل قوة هذا الجهاز وتحديد الطرف الثالث أو الهو الخفى بأقصى سرعة يطالب د. رفعت سيد أحمد القيادات الأمنية فى مصر بالتواصل مع قادة المقاومة الفلسطينية وإعادة النظر فى اتفاقية كامب ديفيد حتى تستقيم الأمور على أساس أن قادة المقاومة يمثلون حائط الصد للأمن القومى المصرى.
وفى ذات السياق كشف د. رفعت سيد أحمد عن وجود أكثر من 7 شبكات إسرائيلية كانت تعمل فى مصر، وتم إلقاء القبض على عناصرها، مما يؤكد إصرار الموساد الإسرائيلى على اللعب فى الملعب المصرى، وإصرار المخابرات المصرية على تأدية عملها على أكمل وجه رغم الضغوط التى تمارس عليها من كل جانب.
ومن جانبه أشار د. جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد صراحة إلى أصابع قيادات الحزب الوطنى المنحل ودورهم فى كل ما يحدث من مصائب على أرض مصر وطالب بإجراء محاكمة ثورية لكل رموز النظام السابق، وقال إن جنرالات الوطنى المنحل من رجال الأعمال والمنتفعين يتحركون بليل لعمل ثورة مضادة والقفز على مكتسبات الثورة، ويقومون بذرع الفتن حالياً، لاستمرار الانفلات الأمنى فى البلاد للتحسر على أيام المخلوع.
سوزان مبارك
وطالب زهران بتحديد إقامة سوزان صالح ثابت، ومراقبة تحركاتها واتصالاتها لأنه - كما هو ملاحظ - لا تعم الفوضى، ولا تحدث الكوارث إلا إذا تحركت هذه السيدة، وتعتبر فى تقديرى - والكلام للدكتور زهران - اللهو الخفى الذى يتحدث عنه المصريون.
وتأكيداً لكلام زهران أضاف د. ضياء رشوان بأن عناصر الحزب الوطنى السابق تعمل بشتى الطرق على إفشال الثورة للتأكيد بأن ثورة 25 يناير لم تأت إلا بالخراب والدمار، ولم تفرز إلا البلطجية وأرباب السوابق، وألمح رشوان إلى بعض الجمعيات والمنظمات والحركات التى ألقت بالصالح العام جانباً، وبدأت تبحث عن تحقيق مصالحها الخاصة مما يعد مؤشراً خطيراً على إثارة الفوضى فى المستقبل.
وبجانب تلك الآراء فقد حذّر د. عمار على حسن أستاذ على الاجتماع السياسى من الدعوات المغرضة، والأصوات الزاعقة لبعض أقباط المهجر، الذين يطالبون بتقسيم مصر، وفرض الحماية الدولية عليها، معتبراً تلك الدعوات بمثابة معول هدم فى جسد البناء الوطنى، وطالب د. عمار د.الجنزورى بالتواصل مع كل المصريين بالخارج، لأنهم مواطنون مصريون يريدون دعم الاقتصاد المصرى، بصرف النظر عن دعاوى البعض منهم.
تطبيق القانون
وشدد د. عمار على تطبيق القانون فى أى أحداث سياسية أو جنائية لقطع الطريق على أصحاب الدعوات الهدامة سواء كانوا فى الداخل أو الخارج، مطالباً بسرعة التحقيقات فى أحداث مجلس الوزراء وماسبيرو ومذبحة بورسعيد حتى يتبين للشعب المصرى من هو اللهو الخفى أو الطرف الثالث الذى طال انتظاره، وإن كنت أعتقد - والكلام على لسان د. عمار - أن عدة أطراق داخلية وخارجية تتشابك مصالحها، وتلتقى فى خيط واحد هو شيوع الانفلات الأمنى، وشل عجلة الإنتاج، وضرب الاقتصاد الوطنى، وبالتالى إسقاط أعمدة الدولة.
وقالت السفير ميرفت التلاوى: لابد من التذكير أولاً قبل الحديث عن اللهو الخفى أن السبب الرئيسى فى قيام ثورة 25 يناير هو غياب العدالة الاجتماعية، لذلك يجب على كل القوى الفاعلة والمنتجة بعد مرور عام على الثورة عدم الاستهانة بالرجل الأمى أو الفقير أو محدود الدخل، لأن الفقر والأمية قد يكونان سببًا لاندلاع ثورة أخرى.
وتعليقاً على الأحداث المؤسفة التى مرت بها البلاد والتى كان آخرها مذبحة بورسعيد قالت التلاوى: إن الموضوع معقد، ومصر تواجه الآن ظروفًا صعبة، وهناك أطراف كثيرة شاركت فى تلك الأحداث من بينها فلول الحزب الوطنى المنحل والذى يعد الطرف الثالث أو اللهو الخفى أغلب الأحداث.
وأوضحت أن أعداء مصر داخل البلد هم أكثر خطورة من أعدائها وتتمنى التلاوى اعتماد مصر على نفسها دون الاستعانة بالمعونة الأمريكية، وقالت إن مصر دولة كبيرة لها تاريخ كبير وقادرة على ذلك.
ومن جانبه أشار د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق أنه أول من استخدم مصطلح «اللهو الخفى»، وأطلق هذا المسمى على الطرف الثالث أو المتسبب لكل أحداث الانفلات الأمنى فى مصر بعد الثورة، وأكد أن الطرف الثالث يتآمر على مصر، وعلينا معرفة من صاحب المصلحة وأشار إلى أن المجتمع عانى بالفعل من الانفلات الأمنى المتعمد، كما شهدت المرحلة الانتقالية العديد من الممارسات المعادية للحرية والثورة. واتهم السعيد بقايا الحزب الوطنى المنحل فى اشتعال الأحداث التى ضربت مصالحهم.
أنصاف المتعلمين
وأضاف أن هناك أيضاً أيادى خفية وراء أحداث العنف فى البلاد وبالتحديد انصاف المتعلمين وهم ليسوا بعمال وليسوا بعاطلين عن العمل بل هم خريجو الدبلومات وغيرهم، وأشار السعيد إلى أن هذا القطاع يتعامل بأسلوب البلطجة والعشوائية وأوضح أنه فى التسعينات كان هؤلاء أساس العمل الإرهابى، وكان 70% من الإرهابيين الذين تم القبض عليهم من خريجى دبلومات وزراعة وتجارة وغيرها، وفسر ذلك بأنهم عناصر مهمشة فى المجتمع، ولكنهم رافضون للظلم الواقع عليهم وتجاهلهم فى مجتمعهم فهم بلا طموح ولا حقوق ولا ثقة بالنفس، ولا يستطيعون النهوض بأنفسهم والاعتماد على قدراتهم ولذلك فلا يوجد مبرر لديهم لاحترام المجتمع.
وفى نفس السياق قال: إن هناك مؤامرة خارجية على مصر لضرب الاستقرار منوهاً أن تلك العناصر تستخدم الأموال المتدفقة من أمريكا وألمانيا وغيرها وقال -والكلام على مسئوليته- إن هناك عدداً من طلبة الجامعة الأمريكية يدبرون الخطط والمؤامرات داخل الجامعة من خلال ترديد الشعارات والخطب على الطلاب بادعاء أنهم يحبون مصر، ولكن العكس صحيح فلا هدف لديهم إلا إحداث الاضطرابات والانفلات الأمنى.
أما الدكتور عبد الله الأشعل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية فأرجع أحداث العنف التى يشهدها المجتمع المصرى حالياً إلى رموز النظام السابق، مطالباً بالقضاء عليهم وتطهيرهم من كل مؤسسات الدولة وخاصة الوزارات، وأوضح أن الفلول هم السبب فى الانفلات الأمنى وكان من الضرورى بعد ثورة 25 يناير مباشرة عدم إعطائهم الفرصة للعبث بالبلد ولن تكتمل الثورة إلا لمحو آثار النظام السابق من وزارات الداخلية والخارجية والإعلام، مضيفاً أن نظام مبارك لا يزال موجوداً فى مختلف الدوائر والوزارات ولا يمكن أن يقوم نظام جديد فى وجود النظام القديم.
علاج فورى
وأضاف أن المشكلة الأمنية فى مصر تحتاج إلى علاج فورى ووضع الأشعل حلاً لذلك من خلال إزاحة كل بقايا النظام السابق فى الداخلية والاستعانة بالبديل وهو الإدارة الأهلية للدولة والتى تتم من خلال ما يشبه اللجان الشعبية.. وأشار إلى ضرورة تغيير البنية التشريعية للداخلية والسياسات التى تعمل بها، وأكد الأشعل أن التغيير الشامل لأداء الداخلية وقياداتها كفيل بتحقيق الأمن الكامل وهذا هو السبيل للخروج من الأزمة. وأشار إلى ضرورة محاكمة النظام السابق بشكل جاد وخاصة محاكمة حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، وأن يصدر حكم بإعدامه فى ميدان التحرير وأكد أن الانفلات الأمنى الذى حدث أكثر من مرة فى مصر بعد الثورة هو نقطة سوداء وعار فى جبين كل مصرى مسئول فى هذا البلد.
ووصف مذبحة بورسعيد -وهى آخر حوادث الانفلات الأمنى- بأنها كارثة حقيقية لأنها أثبتت فشل الأمن فى حماية وتأمين البلاد وعدم القدرة على السيطرة على البلطجية الذين هم أبطال الانفلات فى مصر مؤكداً أن سقوط آلاف الشهداء هم فى رقبة فلول النظام الساقط فى طرة وأشار إلى أنه كان من الخطأ أن يجتمعوا معاً فى سجن واحد؛ لأن ذلك منحهم فرصة التواصل مع العالم الخارجى.
ومن جانب آخر استبشر الدكتور سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية خيراً بمستقبل مصر، وقال إنه من الطبيعى أن يحدث مثل هذا الانفلات بعد الثورات، لأن الاعتماد على الديمقراطية يحتاج إلى وقت، بالإضافة إلى أن الثقة بين الحكام والمحكومين بعد الثورات تكون ضائعة ومنعدمة.
وأضاف أن شعب مصر قام بثورة عظيمة واستطاع فى 18 يوماً أن يبهر العالم ويسقط النظام الفاسد، وأوضح أن أمن مصر أصبح فى خطر، وهناك الكثير من الأحداث كان هدفها إسقاط الدولة، لأن هناك من المستفيدين، علينا نحن أبناء الشعب التكاتف جميعاً وننتظر حتى انتقال السلطة من المجلس العسكرى إلى سلطة مدنية، وقال العوا إن بقايا نظام مبارك مازالت موجودة ومترسخة فى المجتمع ولن يتعافى المجتمع إلا بالتخلص من بقايا النظام السابق.
مؤسسات الدولة
وأكد العوا أن كل الأحداث التى مرت على البلد لا تبدو مصادفة بل هى أحداث مرتبطة ببعضها، وهدفها القضاء على استقرار البلاد وكل حدث صغير يعد جزءًا من عمل كامل لهدم مؤسسات الدولة وعدم تحقيق أهداف الثورة، وأشار العوا إلى أن مصر بعد الثورة مرت عليها أحداث كبيرة، وهناك أحداث أكبر ستمر بها البلاد وكلما اقتربنا من تسليم السلطة ستشتد الأحداث، وأوضح أن الأحداث كلها مصنوعة لهدف واحد هو الهدم والتخريب وقال إن اللهو الخفى أو الطرف الثالث، كما يقول البعض، ليس بشخص واحد سهل تحديده بل هناك أطراف كثيرة تريد نشر الفوضى فى مصر والعودة إلى نقطة الصفر مثل الذين دعوا إلى العصيان المدنى وهو تحول عن المسار الديمقراطى.
وأضاف أن المؤامرة ضد مصر من داخلها وخارجها، فمصر محاصرة ومطلوب أن تهدم تجربتها الديمقراطية قبل أن تبدأ، وأشار إلى ثلاث قوى تعتبر مسئولة عن الانفلات الأمنى: القوة الأولى هم سجناء طرة الذين تم تفريقهم أخيراً من زنازين مختلفة وقد كانوا العقل المدبر لكل الأحداث، أما الطرف الثانى فهم المجموعة التى تلقت أموالاً من الخارج وتم إنفاقها داخل البلاد دون معرفة خط سيرها، والطرف الثالث وهو إسرائيل، أما عن المجلس العسكرى فرفض العوا توجيه اتهام له مؤكداً أنه ساهم بشكل رئيسى فى نجاح الثورة مضيفاً أن الوقت لا يحتاج إلى المزايدة والضرب فى قيادات القوات المسلحة.
أصحاب «المصالح»
وفى السياق ذاته يقول حسن نافعه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الطرف الثالث أو الأيادى الخفية التى يتحدث عنها الجميع معروفة ومعلومة لكل محلل سياسى أو قارئ للأحداث التى تجرى على أرض مصر منذ قيام ثورة 25 يناير فكل من أصحاب المصالح ممن ارتبطوا بالنظام القديم وارتبطت مصالحه بهذا النظام البائد لا يريد للثورة النجاح، فشبكة المصالح هذه تسعى جاهدة إلى خلق حالة من العشوائية وعدم الاستقرار، مشيراً إلى أن هناك دولاً إقليمية وقوى دولية لا تريد لمصر أن يحكمها نظام ديمقراطى قوى حتى لا تتمكن من النهوض والمنافسة الدولية وأن تظل مصر أسيرة لأزماتها ومشاكلها الداخلية فقط حتى لا تتمكن من القيام بدورها فى منطقة الشرق الأوسط، لذلك يجب على الحكومة المصرية أن تسعى جاهدة لقطع الأصابع الخفية والتى تحاول العبث باستقرار مصر.
أجهزة حديثة
ويؤكد عماد الدين عبد الغفور رئيس حزب النور السلفى أن على الأجهزة الأمنية فى مصر دورًا مهما جداً يجب أن تقوم به على أكمل وجه، ويجب أن تعمل ليس فقط لكشف المتسبب فى الجرائم بل يجب عليها العمل على وقف الجريمة قبل حدوثها ووأد الفتنة قبل أن تحصد الآبرياء من شباب مصر، فالبعض يقول إن الأحداث الدامية التى مرت منذ ثورة 25 يناير سواء فى بورسعيد أو ما قبلها من أحداث تم خلالها اكتشاف وجود أسلحة وقنابل ويجب على الأجهزة الأمنية تضييق الخناق على البلطجية ومثيرى الشغب ممن يحملون السلاح ويوجهونه إلى شعب مصر وشباب مصر فكل سلاح يتم ضبطة بحوذة هؤلاء هو بمثابة إنقاذ لحياة شاب مصرى لذلك يجب على الأجهزة التنفيذية والأمنية العمل على وقف العنف خاصة أنها تمتلك من القدرة والكفاءة القيام بذلك.
ويؤكد محمود سامى رئيس حزب الكرامة أن الحديث عن الطرف الثالث الخفى عقب كل كارثة تحدث فى مصر وعدم الوصول إلى أدلة مادية محددة يمكن بها اتهام شخص بعينه أو جهه هى التى تقف وراء تلك الأحداث أو تحديد من هو الطرف الثالث أصبح شيئا مكررا ومعادا فقد أصبح من الواضح أن مصطلح الطرف الثالث هو الشماعة التى نعلق عليها كل المشاكل خاصة أن هذا الطرف هو نفسه اللهو الخفى فلا يمكن لأى لجان لتقصى الحقائق أو جهات تحقيق حل هذا اللغز المحير.
ويضيف من الضرورى أن نتحدث بكل صراحة حتى نصل إلى حقيقة المتسبب فى هذه الكوارث فدعوة العصيان المدنى التى تم نشرها منذ أيام وأفردت لهذه الدعوات السلبية الفضائيات بصورة كبيرة قد أثبت فيها المواطن المصرى قدرته على التمييز بين الصالح والطالح مشيراً إلى أن كل الكوارث التى حدثت سواء فى مجلس الوزراء أو شارع محمد محمود أو حتى أحداث بورسعيد الدامية التى تحدثنا بعدها عن فشل المحافظ والأمن لم يتحدث أحد عن الطرف الثالث، ومن الضرورى التأكيد على أن الطرف الذى أصيب فى الأساس مشارك فى هذا الحدث، ويجب علينا ألّا نغفل مسئوليتة عن تلك الكوارث والمطلوب هو احترام القانون، وعدم الخضوع لأصحاب الصوت العالى والقضاء على قوانين جنرالات الإعلام الخاص التى تهاجم الداخلية «عمال على بطال» حتى جعلت يدها مغلوله حتى فى السيطرة على ميدان التحرير الذى خرجت منه أعظم ثورة وأصبح الآن مرتعا لكل الموبقات وينبغى على الجميع أن يتحمل المسئولية جنباً إلى جنب مع وزارة الداخلية ومجلس الشعب والمجلس العسكرى، ويجب علينا أن نحارب أى فكر متطرف يدعو إلى عرقلة عجلة الإنتاج والعمل وتحقيق نهضة هذه البلاد فكل دعوات العصيان الموتى تهدف فى النهاية إلى إفشال الثورة وتحقيق حالة من الفوضى لن تؤدى فى النهاية إلاّ إلى الدمار والدماء ووقتها لا يمكن الحديث عن الأمن ووقتها لا يعلم إلى أى نفق مظلم يمكن أن تسير فيه هذه البلاد.
ويؤكد الدكتور عثمان محمد عثمان رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة 6 أكتوبر أن كل الثورات التى قامت واجهت صعوبات كبيرة بعد نجاحها فى إسقاط رأس النظام تلك الصعوبات تتمثل فى الثورات المضادة وهى ثورات غير شريفة لأنها تحاول إفشال الثورة وهو ما يحدث الآن فى مصر.
فثورة 25 يناير قامت لتغيير النظام الحاكم والقضاء على الفساد الذى انتشر، ومن الطبيعى أن يكون للنظام السابق أنصاره وشبكة المستفيدين من النظام البائد هى ما يطلق عليه الطرف الثالث.
ويقول عثمان إن عدم وصول لجان تقصى الحقائق وجهات التحقيق إلى المتسبب الرئيسى فى كل أزمة تحدث يعد مشكلة كبيرة خاصة أن دولة بحجم مصر يجب أن تكون أجهزتها الأمنية على درجة عالية من القوة والدقة فى حين أن معرفة الجانى الحقيقى وعدم الإعلان عنه هو المشكلة الأكبر!
من الجانى
وفى نفس السياق يقول: د. كمال الهلباوى المتحدث الرسمى لإخوان أوروبا سابقا، من الضرورى استمرار التحقيقات مع الأمريكان المتهمين بتمويل الثورة المضادة وجمعيات المجتمع المدنى التى حصلت على مبالغ مالية كبيرة وسؤالها من أين جاءت بتلك الأموال؟ وكيف أنفقت فى مصر؟ وفى أى الأغراض ذهبت؟ كل هذه التساؤلات ولجان التحقيق والبحث يجب أن تثمر عن حالة انضباط أمنى فنحن نحتاج إلى الأمن مثلما نحتاج إلى الطعام وذلك فالله تبارك وتعالى يقول الذى «أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» صدق الله العظيم ، فالأمن مثل الغذاء لا يمكن الحياة بدونه.
ويطالب الهلباوى بضرورة أن يقوم البرلمان بدوره بسن التشريعات والإجراءات والتى تدفع الوزارات والجهات الحكومية على العمل والتحرك، فالبرلمان المصرى هو الثمرة الوحيدة التى حصل عليها الشعب المصرى منذ الثورة، وهو ما يحمل هذا البرلمان عبئاً كبيراً ويجب أن يقوم بتوجيه الحكومة الحالية، ويشير كمال الهلباوى إلى أن أعداء مصر كثيرون وأعداء الثورة أكثر، ولكن فى النهاية القانون والتشريع هما اللذان يضعان القواعد والأسس التى بمقتضاها يتم العمل وإذا وجد التشريع قل الاجتهاد والجدل والتشريع والقانون يحمى مصر من أعدائها وأعداء الثورة ويجب أيضاً على مجلس الشعب أن يكون أكثر شفافية، وأن يقوم بالإعلان عن الجانى والمتسبب الحقيقى فى إثارة الفتنة وإشعال الأزمات.
سجناء طرة
ويضيف اللواء وجيه عفيفى مدير المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية أن إسرائيل تلعب دورا كبيرا فى عمليات التحريض ودعم البلطجة داخل مصر فالكيان الصهيونى حريص على خلق حالة من عدم الاستقرار داخل مصر، ويسعى إلى زعزعة الأمن، وذلك لقلقها الشديد من قيام مصر بتحقيق الاستقرار الأمنى والذى سيؤدى إلى استقرار اقتصادى وسياسى لمصر فى المنطقة إلى جانب قلقها الشديد بعد تصاعد التيار الإسلامى وسيطرة الإخوان والسلفيين على البرلمان والحياة السياسية بصفة عامة وهو ما جعل إسرائيل من خلال توجيهات السياسيين والمحللين تسعى وبكل الطرق إلى زعزعة الاستقرار فى مصر.
ويقول مدير المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية إن فلول الحزب الوطنى المنحل وكبار قيادات الحزب سواء من هم داخل السجون أو فى الخارج يعملون أيضاً على خلق حالة من عدم الاستقرار وعلى وجه التحديد سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق حسنى مبارك فهى ليست بعيدة عن الأحداث الدامية سواء أحداث ماسبيرو أو شارع محمد محمود أو مجلس الوزراء أو السفارة الإسرائيلية فهى تحاول قيادة الثورة المضادة فالطرف الثالث أو الذى يتحدث عنه الجميع معروف لدى الجميع سواء العناصر التى تعمل فى الخارج أو الداخل أو بعض الدول التى على رأسها الكيان الصهيونى وأعوانه.
ويتابع اللواء وجيه عفيفى أن إرادة الشعب فى النهاية هى التى ستنتصر، فالشعب الذى قدم ثورة 25 يناير التى أبهرت العالم سوف ينتصر على أعداء الثورة، وسوف يستمر فى ثورته إلى النهاية ثورة العمل والإخلاص والاجتهاد.
ومن جانب آخر قال الكاتب الصحفى الكبير سعيد إسماعيل مدير تحرير الأخبار إن اللهو الخفى أو الطرف الثالث الذى أشارت إليه الجهات المعنية فى الحكومة والمجلس العسكرى والفضائيات هو الحركات التى دعت للعصيان المدنى المتمثلة فى 6 أبريل وكفاية وشايفنكم والاشتراكيين الثوريين وبقايا الشيوعية واليسارية والليبرالية فى مصر، حيث دعت تلك الحركات فى فيديوهات مسجلة إلى إسقاط الدولة وحرق المنشآت العامة والخاصة، والوقيعة بين الجيش والشعب فى أحداث الداخلية ومحمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وبورسعيد، وهى تلك الحركات التى أحرقت المجمع العلمى وهدم مؤسسات الدولة وعدم إجراء الانتخابات، واقتحام مجلسى الشعب والشورى، هى تلك الحركات والفئات التى اعترف عناصرها أيضا بإلقاء المولوتوف والحجارة على مبنى وزارة الداخلية، ومصلحة الضرائب العقارية ومدرسة الفلكى، ومنع سيارات المطافئ من أداء عملها.
اللهو الخفى كما يقول الكاتب الصحفى سعيد إسماعيل هو من دبّر ونفّذ مجزرة بورسعيد وهم من يتاجرون بدماء الشهداء الآن بعمل مظاهرات واحتجاجات ومسيرات، من مدعى السياسة والنضال على الفضائيات والفيس بوك بعد أن أصبحت مهنة الناشط السياسى مهنة كل من هب ودب بعد ركوب الموجة، وادعاء الثورية عَمّال على بَطّال.
اللهو الخفى هى تلك العناصر المأجورة التى سافرت إلى سراييفو وصربيا على حساب أمريكا وقطر والاتحاد الأوروبى بدعوى التدريب ومراقبة الانتخابات وتفعيل الديمقراطية.. هى ذات العناصر التى طالبت وتطالب بتشكيل مجلس رئاسى مدنى برئاسة البرادعىعلى شاكلة مجلس السوفييت الأعلى، ومجلس بريمر الذى اخترعته أمريكا بعد احتلال العراق، والذى أقر فى أول اجتماع له بحل الجيش الوطنى العراقى.
واللهو الخفى هى تلك المنظمات والحركات التى تتحرك باليورو والدولار، وفى النهاية - كما يقول إسماعيل - إذا لم يتم تفعيل القانون ويتم بناء مؤسسات الدولة ويتم تسليم البلد لرئيس مدنى بعد انتخابات حُرة ونزيهة فقل على مصر السلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.