بعد تراجع الإنتاج الدرامى مع قيام ثورة 25 يناير، وصعود الإسلاميين، وفوز الإخوان والسلفيين بغالبية مقاعد مجلس الشعب، واحتمال فوزهم أيضا بمنصب رئيس مصر، أعرب بعض أهل الفن عن تخوفهم على مستقبل الإبداع، وهددوا بالهجرة بفنهم خارج مصر..فهل هذا يمكن أن يحدث ..وهل يمكن أن يهاجر الفنانون وشركات الإنتاج المصرية إلى بيروت ودبى؟!.. هذا ما نحاول الإجابة عنه من خلال هذا التحقيق.. فى البداية يستبعد الناقد نادر عدلى هجرة الفنانين المصريين وشركات الإنتاج المصرية الى أى دولة أخرى.. قائلا: «لا يمكن أن يحدث ذلك بأى حال من الأحوال، والموضوع صعب للغاية، وأرى ان الثورة لم تؤثر بشكل أو بآخر على الاعمال الدرامية والفنانين، ولكن أثرت بشكل ضئيل على صناعة السينما بسبب ان معظم السينمات احترقت خلال الثورة، لكن لو لاحظنا انه حتى حريق صالات العرض لم يؤثر على السينما فهناك عدد ليس بضئيل من الأفلام التى عرضت فى موسم عيد الفطر، وهذا يدل على ان صناعة السينما المصرية لم تتأثر، والجدير بالذكر انه لو تم ذلك سيؤثر بلا شك على الاقتصاد المصرى لأن صناعة السينما تدخل أموالاً هائلة للدولة، اما بالنسبة لشائعة أفلام بيروت وما حدث سابقا فهذا كذب والدليل على ذلك ان الأفلام التى تم تصويرها وانتجت فى بيروت لا تتعدى ال?15 فيلما سينمائيا فقط على مدار عامين كاملين.. وتقول الناقدة ماجدة موريس: الفنان المصرى مطلوب فى دول الخليج فهو عملة نادرة، فبعد النكسة توقفت العديد من الأعمال المصرية وكانت بيروت الحل البديل، وليست بيروت فقط فمن الفنانين من ذهبوا لسوريا وتركيا، وبالرغم من ان الأفلام التى انتجت فى هذه الدول كانت أفلاماً غير جيدة الا أنهم كانوا المنفذ الوحيد للمنتجين والمخرجين والفنانين المصريين، ولكن الفنانين الذين أعلنوا دعمهم للثورة والثوار لن يتركوا مصر تحت أى ظرف من الظروف بل سيساعدون بكافة امكانياتهم للنهوض بمصر والوصول بها الى بر الأمان. أما الفنانون الذين يتخذون الفن وسيلة لأكل العيش فقط، فأعتقد ان هؤلاء من سيفكرون فى ترك مصر، فهناك أسواق مفتوحة لهم فى دول الخليج، خاصة ان دول الخليج أصبحت تقدم مؤخرا أعمالا من نوعية الإنتاج المشترك. وتقول الفنانة نشوى مصطفى: هجرة بعض الفنانين أمر وارد، وخاصة بعض حدوث الثورة وقلة الإنتاج المصرى، ولكن انا لا ارى ان الفن قد تأثر، فجميعنا مستمرون فى عملنا وجميعنا لم يتأثر بشكل أو بآخر لكنى لم اتحدث بلسان الاخرين، فربما يكون غيرى قد تأثر بشكل مباشر بالثورة، وهناك من يجلس فى المنزل بدون عمل، وهذا أمر وارد بعد قلة الإنتاج الدرامى والسينمائى، فهؤلاء لهم الحق فى اللجوء لدول الخليج والدول الأخرى التى تقدر موهبتهم الفنية، فالفنان المصرى عملة نادرة الوجود ولقد لاحظنا ان معظم الفنانين الذين اشتركوا فى اعمال خليجية حققوا أعمالا جيدة وناجحة. ويؤكد المخرج على عبد الخالق أنه توقع بعد حدوث ثورة يناير ان يتجه الفنانون وصناع الفن المصرى الى دول الخليج، خاصة إن الإنتاج المصرى اصبح محدودا، والأفلام والمسلسلات التى يتم إنتاجها هى من غير ابطال ومن غير فنانين حقيقيين، فهؤلاء الفنانون الكبار أعتقد انهم فى الفترة القادمة سيتجهون الى دول الخليج حتى يقدموا اعمالهم الفنية هناك وبصراحة الذى يحدث فى مصر لا يشجع احداً على البقاء ليس فقط للفنانين ولكن لكافة القطاعات وهذا مؤشر خطير جدا. ويقول الفنان عمرو محمود يس: لا يمكن ان نحاسب اى فنان يفكر فى الهجرة واحتراف الفن خارج مصر لاننا لا نعرف ماهى ظروف هذا الفنان، فلا أحد يعلم ماهى ظروفه، فمن الممكن ألا يكون لديه مصدر رزق سوى فنه فإذا إنهار الفن فماذا يفعل؟ هل سيسرق مثلا، فلابد ان يحاول أن يجد منفذاً آخر ليقدم فنه ويسترزق، وعلى النقيض هناك العديد من الفنانين يتمسكون بالثورة المصرية وسيتمسكون بالوجود بمصر وانا من ضمن هؤلاء انا لا اعرف ان أعمل خارج مصر، وهناك آخرون سينقلون معيشتهم فقط خارج ممصر ويحترفون هناك وإذا وجد له عملا فسيأتى إلى مصر فقط ليعمل ثم يعاود مرة آخرى، وكلها فى النهاية وجهات نظر.