رغم الرقابة الصارمة والمتشددة على السينما الإيرانية فإنها استطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا... فهل يمكن تطبيق تجربة السينما الإيرانية فى مصر؟ وهل ستحقق نجاحا أم لا؟ خاصة بعد نجاح الإسلاميين فى تجربة الانتخابات الاخيرة؟ ? فى البداية تقول الناقدة ماجدة موريس: بالطبع لن تنجح تجربة السينما الإيرانية فى مصر، لأن ظروف الثورة الإيرانية مختلفة تماما عن ظروف الثورة بمصر، فإيران جمهورية إسلامية، ولذلك فقد كانت هناك رقابة صارمة على الفن والفنانين وللعلم معظم المخرجين الإيرانيين المبدعين حتى الآن غير متواجدين داخل إيران، ولكن فى مصر الأمر مختلف فمصر بها تعددية دينية بعكس إيران، ولا يمكن أن نكون استنساخًا لإيران لأن المجتمع المصرى مختلف تماما عن الإيرانى فظروف إيران خلقت هذا الشكل من الفن وكل بلد له ظروفه، ولكن على المبدعين المصريين أن يجدوا وسيلة للدفاع عن فنهم وإبداعهم وإلا سنكون استنساخا لإيران. ? ويقول الناقد نادر عدلى: المتابع للسينما الإيرانية سيشهد حضور البعد الدينى بشكل كبير ليس فى مقدمة التريلر التى تبدأ غالباً بالبسملة فحسب إنما فى بعض المشاهد التى تعطى انطباعاً عن ارتباط الرجل الإيرانى بدينه، وهذا كله يرجع إلى أن السينما الإيرانية ظلت حتى منتصف السبعينيات تنتج أفلاماً ذات مستوى فنى عال، لكنها بدأت بعد ذلك فى التراجع حتى قيام الثورة الإيرانية، بقدوم الثورة عام 1978، تغير الحال تماماً، فقد كانت النظرة العامة للسينما هى أنها رمز من رموز نظام الغرب، ونتيجة لذلك تم إحراق أكثر من 180 دار سينما، وقد أدت هذه الظروف، إضافة إلى الرقابة الصارمة التى تفرضها الدولة على الأفلام التى لم تكن ذات حدود واضحة، إلى اختفاء النساء من المشهد السينمائى تماماً،وعلى الرغم من هذا، فقد تم إنتاج بعض الأفلام المتميزة فى بداية الثمانينيات وإن كانت هذه الأفلام قد حظر عرضها داخل إيران. ويضيف عادلى: «برأيى أن هذا التاريخ وهذا الإصرار على الاستمرار فى الإنتاج رغم الظروف الحالكة ومحاولة التحايل على الرقابة الصارمة قد خلقت نوعا من سينما ذات ملامح خاصة وأعطتها هذا التميز الذى أوصلها إلى المكانة العالمية التى تحتلها الآن، الذى بدأ تحديداً منذ التسعينيات، ولكن أن تطبق هذه التجربة الإيرانية داخل مصر أمر شبه مستحيل لأن الشعب المصرى شعب وسطى يعشق الوسطية فى كل شىء ومثلما يعشق الوسطية فهو يكره التشدد والانفتاح ولذلك فلا تصلح السينما الإيرانية فى مصر إطلاقا. ? ويقول المخرج على عبد?الخالق: عند مشاهدة الكثير من الأفلام الإيرانية سيلاحظ المتابع الالتقاط المبهر الذى تقوم به الكاميرا لتعبر عن أبعاد معينة داخل نسق الفيلم فهى سينما باعتقادى يعتمد مخرجوها على الإيحاء والترميز بصورة واضحة من خلال توظيف كاميرا التصوير توظيفا رائعا وهذا ما يجعلها تقدم بديلا يتناسب مع نسقها العام عن لقطات الاكشن والإثارة. ومع هذا الإبداع نحن فى مصر لا نمتلك هذه المهارات لتقديم ذلك وحتى لو امتلكنا جمهورنا المصرى لا يحب الغموض ولو لاحظنا أن أى مسلسل أو فيلم إذا انتهى بنهاية مفتوحة يكرهه المشاهد ويعتبر هذا استخفافًا بعقولهم، ولذلك فأنا لا أرى أن تطبيق السينما الإيرانية أمر سهل ولا مستحب من الشعب المصرى.. ? وتقول الفنانة رجاء الجداوى:أولا نحن لم نستسلم كفنانين للحكم الإسلامى وإذا احترموا الفن المصرى فمرحبا بهم وإذا قاموا بالحجر على الإبداع والفن الذى أوصلنا للعالمية فسنقف بكل قوة أمامهم، ونحمى فننا وتراثنا المصرى، أما بالنسبة لتطبيق السينما الإيرانية فى مصر، فأنا أحب أن أوضح أن الفن المصرى لا يمكن أن يكون استنساخا من أى دولة أخرى مع كامل احترامى للفن الإيرانى ولكن مصر وفنانيها لهم طابع خاص فريد من نوعه من الممكن أن يأخد منا الكثير من الدول ولكننا لا نأخذ من أحد لأننا كيان فنى متكامل نفتخر به أمام?العالم.