ما أن أعلنت بريطانيا عن توجه الأمير ويليام إلى جزر الفوكلاند لتأدية خدمته العسكرية ضمن سلاح الجو الملكى البريطانى والتى سبقها خطوة عزم بريطانيا إرسال مدمرة إلى منطقة الجزر حتى أعادت تسليط الضوء على قضية فوكلاند وصعدت التوتر مع الأرجنتين لتشكل حرباً كلامية بين الطرفين وتصعيد وصل إلى الاحتكام للأمم المتحدة. وقد انتقدت وزارة الخارجية الأرجنتينية زيارة الأمير ويليام إلى الجزر واعتبرت أن وريث العرش البريطانى سيصل إلى هناك كفاتح، كما وصفت الحكومة الأرجنتينية مهمة الأمير فى فوكلاند بأنها استفزاز بريطانى جديد لمشاعر الأرجنتين، وسارع الأرجنتنيون بالرد على وصول ويليام إلى الفوكلاند بالتظاهر فى شوارع العاصمة «بوينس ايرس» مرددين شعارات معادية للجيش البريطانى، كما تظاهر المئات من قدامى المحاربين الأرجنتنيين بالقرب من السفارة البريطانية بالعاصمة التى شهدت إجراءات أمنية مشددة، وذلك لتأييد سيادة بلادهم على جزر فوكلاند المتنازع عليها مع بريطانيا. وقال نائب رئيسة الأرجنتين «أمادو بودو» إن بريطانيا تتهم الأرجنتين زوراً بالتهديد بغزو الفوكلاند، وذلك لإلهاء البريطانيين عن الأزمة الاقتصادية ومخاوفهم منها فيما اتهمت وزارة الخارجية الأرجنتينية الحكومة البريطانية بأنها تحاول عسكرة الصراع حول الفوكلاند فى الوقت الذى تدعو فيه الأرجنتين لحل الأزمة بالطرق السلمية والتفاوض، حيث تعتزم الأرجنتين التقدم بشكوى رسمية للأمم المتحدة بشأن إجراءات العسكرة التى تتخذها بريطانيا بالقرب من الجزر المتنازع عليها كجزء من الإجراءات الأرجنتنية التى اتبعت مؤخرا سعيا وراء تدويل قضية هذه الجزر. وقد تصاعدت التوترات بين البلدين خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد القرار الذى أصدرته مجموعة «الميركسور» خلال القمة التى عقدتها دول أمريكا الجنوبية والذى يقضى بحظر دخول السفن التى ترفع علم جزر الفوكلاند إلى موانيها، وذلك تضامنا مع الأرجنتين، ورداً على هذا القرار قررت بريطانيا إرسال السفينة الحربية (HMS) والتى تعتبر المدمرة الأحدث فى الأسطول البريطانى، ووصفت لندن هذه الخطوة بأنها روتينية، كما أرسل الجيش البريطانى الأمير ويليام ليؤدى خدمته العسكرية طيارا لمروحية بحث وإنقاذ، كما اعتمد رئيس الوزراء البريطانى «ديفيد كاميرون» خطط طوارئ من شأنها إحداث تعزيز سريع للوجود العسكرى البريطانى فى الجزر. وكان كاميرون قد أثار جدلا كبيرا الشهر الماضى بوصفه موقف الأرجنتين إزاء جزر الفوكلاند بالاستعمارى محذرا الأرجنتين بشأن السيادة البريطانية على الجزر. وتعود جذور الأزمة التى تفجرت بين البلدين إلى أبريل عام 1982 حول تبعية جزر الفوكلاند، حيث تقول الأرجنتين إن الجزر تابعة لها بينما تتمسك بريطانيا بوجود عسكرى وسيادة مطلقة عليها منذ عام 1833 وقد سبق أن حاولت «بوينس ايرس» وضع اليد على الجزر بالقوة فقامت بالسيطرة العسكرية عليها فى أبريل 1982 إلا أن بريطانيا استردتها فى 14 يونيو بعملية جوية وبحرية أدت إلى مقتل 6000 جندى أرجنتينى و255 جنديا بريطانيا.