■ بقلم: أحمد الجمال في خضم احتفالنا بعيد ثورة «30يونيو»، صنعتُ قطاعًا عرضيًا فى ذاكرتى، وعقدتُ مقارنة سريعة بين مصر قبل يونيو 2023 وما بعدها، واكتفيت بكلمة "الحمد لله". إن مكاسب ثورة الشعب على أهل الشر كثيرة، وتجلياتها عديدة، وفى كل المجالات تقريبًا، لا ينكرها إلا بقايا المغفلين من أنصار معاول الهدم والمؤمنين بفكرةٍ لا تنطلى عليها قواعد «الإيمان». «الهيدروجين الأخضر» أحد تلك المجالات التى شغلتنى للتعرف عليها كخيار واعد للطاقة المتجددة، ووجدت أن دولًا متقدمة كثيرة وضعت خططًا طموحة لتطوير هذا القطاع. فى أوروبا، مثلًا، تسعى ألمانيا أن تصبح رائدة فى تكنولوجيا الهيدروجين بحلول عام 2030، وتخطط لاستثمار 9 مليارات يورو لدعم البحث والتطوير بهذا المجال، وتسعى هولندا والدنمارك لتطوير بُناها التحتية اللازمة لإنتاج وتوزيع الهيدروجين الأخضر. وفى آسيا، تُعد اليابان والصين رائدتين بهذا المجال، الأولى أطلقت استراتيجية وطنية للهيدروجين لجعل اقتصادها منخفض الكربون، والثانية تستهدف أن تصبح أكبر منتج للهيدروجين الأخضر فى العالم بحلول 2050. وفى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أظهرت مصر التزامًا قويًا باستكشاف مجال الهيدروجين الأخضر وتطويره، وينعكس هذا الالتزام فى استراتيجية متكاملة لتوطين إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وتتصدّر مصر حاليًا الدول العربية ب32 مشروعًا للهيدروجين الأخضر، فهى أولى شقيقاتها فى تنفيذ هذه المشروعات حتى نهاية مارس الماضى، وفق تصريحات لوزير المالية، محمد معيط، على هامش مؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبى. إن اقتحامنا هذا المجال بقوةٍ يسهم فى تنويع مصادر الطاقة المتجددة فى البلاد، ويدعم جهود التحوّل نحو اقتصاد أكثر استدامة، ويوفر فرص عمل جديدة ويعزز من قدرة مصر على المنافسة إقليميًا ودوليًا فى هذا المجال الواعد.. عاشت يونيو.. عاشت الثورة الخضراء.