لماذا يستمر أصحاب شركات انتاج الكاسيت فى الإنتاج، فى الوقت الذى يحققون فيه خسائر فادحة، بسبب تسرب الأغنيات عبر شبكة الانترنت، وانقراض الاستماع الى «الكاسيت» فى عصر «الام.بي.ثري» و«الام.بي.فور» والموبايل، والفضائيات الموسيقية، واذاعات «الإف.إم، وتحول المزاج العام للناس بسبب حالة الانفلات الأمني، والضبابية السشياسية التى تقلق الكثيرين وتمنعهم عن شراء الألبومات الغنائية الجديدة. هذا السؤال أثار حيرتى ..حتى قالوا لى إن معظم هؤلاء المنتجين يتفقون مع المطربين والمطربات الذين ينتجون لهم ألبوماتهم الغنائية، على الحصول على نسبة من أجورهم فى الحفلات الخاصة والعامة التى يقوم هؤلاء المطربين بإحيائها، وتختلف النسبة بحسب قيمة وشهرة وأجر المطرب أو المطربة فى سوق الغناء. وفى ذات الوقت فإن بعض هؤلاء المنتجين، وخاصة من أصحاب المحطات الفضائية أثرياء للغاية، ولا يعنيهم كثيرا، إن كان الألبوم الغنائى يكسب أم يخسر..والاهم أن يحقق النجاح والشهرة لصاحبه، ثم إن معظم المحطات الفضائية التى يملكونها تحقق بشكل عام خسائر كبيرة..وهنا يفرض السؤال نفسه من جديد..لماذا إذن ينتجون ويستمرون فى الإنتاج اذا كانوا يخسرون؟!..وهنا يتطوع بعض أصحاب نظرية المؤامرة بالإجابة، ويؤكدون أن هدف هؤلاء المنتجين ليس الفن أو الربح، وإنما الاحتكار، وخاصة لنجوم الصف الاول من المطربين والمطربات المصريين، ثم تجميدهم ووضعهم فى ثلاجات الشركة المنتجة، بالسنوات، حتى تنحسر شعبيتهم، وتضمحل نجوميتهم أمام منافسيهم من المطربين والمطربات اللبنانيين والخليجيين. ويستشهدون أيضا بتجارب وشهادات كثير من مطربى ومطربات الصف الاول فى مصر، انتقلوا من الغناء للجماهير العريضة، إلى الغناء فى متحف الأوبرا وحفلات الموسيقى العربية..ويضم هذا الجيل أسماء كبيرة فى عالم الغناء مثل هانى شاكر، ومحمد الحلو، وعلى الحجار ومدحت صالح. وسواء كان انحسار قمة الغناء العربى عن المصريين مسألة عفوية، أو بفعل فاعل، فالواقع يؤكد أن قاعدة صناعة الموسيقى العربية تتجه الى بيروت ودبى وعمان، وأن استوديوهاتنا الموسيقية التى تعيش الآن على الانتاج الفنى اللبنانى والخليجي، لن تجد من يدخلها، وأن البساط ينسحب بسرعة من تحت أقدامنا ونحن لا نفعل شيئا سوى الحديث عن الريادة والسيادة وزمن الفن الجميل.