لم تسقط ثورة25 يناير رموز النظام السابق فقط, ولكنها أسقطت معها ثوابت كثيرة وعادات اجتماعية وثقافية وسياسية وفنية ألفها المجتمع كله. ففي مجال الغناء.. اعتاد منتجو شرائط الكاسيت طرح الألبومات الجديدة في مناسبات محددة كالأعياد والمواسم الصيفية أو الشتوية في ضوء خطة مسبقة مرتبطة بعادات شراء الشرائط لدي الجمهور مع البدء للترويج لها قبيل تلك المناسبات. عيد الأضحي كان احد اهم تلك المناسبات التي استغلها نجوم كثيرون في عالم الغناء لطرح آخر ألبوماتهم.. في هذا العيد وهو الأول بعد الثورة انعكس المنطق الجديد علي سوق الكاسيت وأثر عليها تأثيرا بالغا. في هذا التقرير الذي استطلعنا فيه رأي كبار الملحنين حول الازمة واهم اسبابها. يقول الموسيقار حلمي بكر في البداية ان الازمة المالية التي يمر بها المنتجون جعلت طرح الالبومات ليس مقصورا علي موسم محدد فبمجرد ان تتوافر السيولة المالية لدي المنتج فهو يسارع لطرحه قبل ان تتغير الاحوال في محاولة من المنتج لاصلاح احواله المادية وهنا لا ينظر الي اي اعتبارات لقوانين حماية الملكية الفكرية أو حق الأداء العلني او غيرهما وهذا يعني باختصار حدوث حالة من الفوضي في سوق الكاسيت تؤدي في النهاية الي انحدار مستوي التوزيع ويطرح الالبوم في السوق ولا يشعر به احد وهذا يؤدي ايضا الي ان الالبوم يسرق عن طريق الانترنت وغيرها ويصبح متوافرا للسميعة دون ان يحقق ارباحا او حتي تكاليف انتاجه. ويضيف الموسيقار هاني مهني قائلا نحن الان ليست لدينا سوق كاسيت ولا منتجون بشكل حقيقي وهذا يجعل المطرب متسرعا في طرح البومه بمجرد ان يجد له منتجا بالاضافة الي ظهور وسائل اخري حلت محل سوق الكاسيت مثل شاشات العرض القابلة لعرض اغاني فردية كما تفعل قنوات ميلودي وروتانا. واشار هاني مهني الي ان المنتجين اصبحوا يخشون من الخسارة لان السوق لم يعد لها امان وتجبرهم علي اللجوء للوسائل البديلة مثل الرنات وعرضها علي الفضائيات. ويقول الموسيقار محمد سلطان الظروف الحالية لا تجعل اي مطرب او منتج يجازف بمجهوده وبالتالي كل من يجد فرصة متاحة لطرح البوم او اغنية وفيديو كليب يطرحه دون التزام بموعد محدد. واعتقد ان هذه الفترة الصعبة فترة مؤقتة ستمر بمجرد ان تعود عجلة الانتاج الي الدوران مرة اخري. اما المطرب ابو الريش ابو الليف سابقا فيقول بحدة اننا اصبحنا شعبا غير مهتم بالفن والظروف الحالية اضاعت كل الجهود الفنية واصبحت المسألة الان مسألة ربح وخسارة وليس هناك في السوق منتج يقبل ان يجازف برأس ماله في تجربة غير محسوبة فكيف ينتج شريط الكاسيت ب20 مليون جنيه ويكسب في النهاية20 ألف جنيه ؟؟ والمطربون عندهم انتماء للعيد ولكنهم ايضا يخشون الخسارة وبالتالي يكتفون باغاني فردية حتي لا ينساهم الجمهور ومن الممكن ان تحقق نجاحا وهنا المنتج تكون عنده ثقة نوعا ما في الربح من هذه الاغاني الفردية واتمني ان تستقر حالة البلد الاقتصادية حتي يتمكن المواطنون من تحريك عجلة العمل. بينما تعتقد المطربة شذي أن شركات الانتاج هي التي لها الحكم اولا واخيرا في اصدار الالبوم الغنائي الخاص بالمطرب مؤكدة ان افضل موسم لاصدار الالبوم هو موسم الصيف وايضا في اول شهر يناير كما يفضل ان يصدر الالبوم قبل العيد حتي عندما يأخذ المستمع اجازة العيد يقدر علي سماعه دون اشياء تعطله.