اشتعلت الأزمة بين إدارة الجامعة الألمانية بالقاهرة واتحاد طلابها إلى قمة ذروتها بعد قرار الجامعة بتعطيل الدراسة بالجامعة لمدة أسبوع تنتهى - اليوم السبت- (19 نوفمبر) بسبب تصاعد المظاهرات الطلابية داخل الجامعة قبل أجازة عيد الأضحى التى وصلت إلى حد الاحتكاك بين الطلبة المتظاهرين وأساتذة الجامعة والعاملين بها. وقد أدى إلى اشتعال الأزمة التهديد الصريح والمباشر من الطلاب باشعال النيران فى الجامعة ردا على قرار إدارة الجامعة بتعطيل الدراسة.. وجاء التهديد من خلال رسالة تهديد نشرت كلقطة فيديو على شبكة «اليوتيوب» يلقى فيها أحد الطلبة «جركن» بنزين على المدخل الرئيسى للجامعة مكتوبا عليه ردا على رسالة الجامعة الألكترونية التى أرسلتها لأولياء الأمور قبل أجازة العيد بالجلوس مع أبنائهم ومناشدتهم التفرغ للدراسة حيث كتب فى نهاية لقطة الفيديو على «اليوتيوب» تهديدا محتواه «هذه المرة مجرد رسالة.. وأن المرة القادمة سيتم تنفيذ التهديد»!! وقد جاء هذا التهديد بعد 5 دقائق فقط من صدور قرار إيقاف الدراسة بالجامعة. فما كان من إدارة الجامعة إلا أن قامت بإبلاغ السلطات المسئولة للكشف عن هوية مرتكبى هذا التهديد واتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم. وكانت المظاهرات الطلابية قد اندلعت قبل أجازة عيد الأضحى بالجامعة بدعوى أنهم تقدموا بمشروع مقترح للائحة طلابية جديدة إلا أن إدارة الجامعة رفضتها. ومن جانبه أوضح د. «أشرف منصور» رئيس مجلس أمناء الجامعة «لأكتوبر» أن أصل الخلاف أن اتحاد الطلاب السابق تقدم بمشروع مقترح للائحة طلابية جديدة بعد عرضها على الطلاب فقط ثم فرضها على الجامعة دون مناقشة أو عرضها عليها مما يتعارض مع قانون الجامعات وصلاحيات مجالس الجامعات قائلا: إن الجامعة لم تعارض هذا المقترح إذا كان يحقق صالح طلابها ويتوافق مع القانون والاعراف الجامعية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد كما يقول د. أشرف- بل أخذ أعضاء الاتحاد ومعهم بعض الطلاب فى الاتجاه التصعيدى والإصرار على إفتعال مشكلة حول اللائحة الطلابية الجديدة على الرغم من قيام الجامعة بتأجيل انتخابات الاتحادات الطلابية حتى 12ديسمبر المقبل لمنحهم فترة كافية لتقديم مشروع اللائحة.. حيث صحب هذا الاتجاه التصعيدى اتجاه للعنف بين الداعين للتظاهر والمتظاهرين والعاملين بالجامعة الذى قد ينتج عنه عدم القدرة على المحافظة على سلمية التظاهر فما كان من إدارة الجامعة حرصا منها على سلامة الطلاب والعاملين ومنشآتها أن قررت تعطيل الدراسة لمدة أسبوع فقط وخاصة بعد ظهور مناخ غير صحىرصدته الجامعة فى علاقة الطلاب ببعضهم البعض من خلال ضغط هؤلاء الطلاب على زملائهم الطلاب الآخرين المختلفين معهم فى الرأى قد ينتج عنها مشاحنات واحتكاكات! كما وصل لادارة الجامعة أن هناك عددا محدودا من الطلاب يخطط للاحتكاك مع العاملين بالجامعة واختلاق المواقف التى يمكن أن تؤثر سلبا على روح الاحترام الاعراف والتقاليد بين أساتذة الجامعة وطلابها! وكشف د. أشرف أن اعتماد أية لائحة طلابية جديدة او تعديلات يستلزم اتخاذ إجراءات قانونية لاعتمادها وذلك بعد دراستها ومناقشتها على مستويات الجامعة المختلفة وهو الأمر الذى يستنكره بعض الطلاب من أعضاء اتحاد الطلاب السابق فى محاولة منهم للالتفاف حول النظم والقواعد. وأضاف لقد اجتمع مجلس الجامعة التنفيذى وقرر أنه تمت مناقشة المقترحات المقدمة من الطلاب وممثليهم بالاتحاد السابق وفى حالة كون المقترحات لا تتعارض مع قوانين وقرارات أخرى فإنه ستتم الموافقة عليها مبدئيا من مجلس الجامعة وتطرح للطلاب للاستفتاء ثم ترفع لمجلس الجامعة ويمكن العمل بها لهذا العام الجامعى 1102/ 2102. أما إذا كانت التغيرات متعارضة مع القوانين ذات العلاقة فيجب اتخاذ الخطوات والإجراءات القانونية ومناقشة المحتوى مناقشة مستفيضة حتى تصل إلى الشكل النهائى للائحة تمهيدا للحصول على موافقة مجلس الجامعة ومجلس الأمناء لتكون اللائحة للعام الدراسى القادم 1202/3102. وأكد انه فى حالة تعذر إجراء الانتخابات لاتحاد الطلاب هذا العام الجامعى لأى سبب ستضطر الجامعة تطبيق القانون بتعيين اوائل الكليات كأعضاء للاتحاد لهذا العام. وكشف د. أشرف محذرا أن التمادى فى تعطيل العملية التعليمية والدراسية سيؤدى إلى تأخير موعد تخرج دفعة هذا العام.. مؤكدا أن الجامعة لن تخفض المحتوى العلمى والأكاديمى للمناهج الدراسية بأى حال من الأحوال وحتى إذا استلزم الأمر امتداد العام الدراسى لفترة الصيف حفاظا على الجودة التنافسية التى تحددها كل مؤسسة علمية نفسها لخريجيها. وأوضح أن امتداد الفصل الدراسى سيؤدى إلى عدم القدرة على أداء فترة التدريب العملية (الالزامية) فى فترة الصيف واللازمة للتخرج كجزء مكمل ومتمم للمناهج الدراسية.. وهو الأمر الحيوى لمجموعة كبيرة من الطلاب حيث يمثل الصيف الفرصة الوحيدة لإنهاء هذا الالتزام قبل التخرج سواء فى يوليو وسبتمبر3102أو فبراير4102. كما سيؤدى تأخر الفصل الدراسى إلى عدم تنفيذ البرامج الصيفية ومنها حرمان الطلاب من فرصة السفر لألمانيا.. وقد يمتد هذا لعام آخر.. كما سيؤدى أيضا إلى اختلال الاجندة الأكاديمية السنوية للدراسة بالجامعة التى تؤدى إلى تخرج الطلاب لدفعات متتالية لسنوات قادمة فى دور سبتمبر بدلا من دور يوليو مما يؤثر سلبا على فرص الطلاب عند التوظيف أو عند السفر لألمانيا للالتحاق بمنح الماجستير والدكتوراه التى توفرها الجامعة قد يولد هذا انطباعا خاطئا لدى هيئات التوظف والجامعات بأن هؤلاء الطلاب المتميزين قد تأخروا فى التخرج عند المفاضلة بينهم وبين خريجى الجامعات العالمية الأخرى.. وهذا ما لا ترضاه إدارة الجامعة التى تحرص على أن يكون خريجوها فى المقدمة. وطالب د. أشرف- اولياء الأمور بأن تسلم الجامعة لتؤدى دورها لانجاز العام الدراسى بالجلوس مع أبنائهم ونصحهم بالتركيز فى العملية التعليمية خاصة وأن العام الدراسى هذا العام سيتأثر فى انتظامه بالانتخابات البرلمانية والاستفتاء على الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية كلها أشياء ستؤثر على انتظام العملية التعلمية. ومن جانبه أوضح د. محمود هاشم رئيس الجامعة أن الجامعة أرسلت خطابات مسجلة وعلى «الأيميل» لجميع اولياء الأمور والطلبة توضح لهم حقيقة هذه المشكلة وأبعادها وتطالبهم بالالتزام بالتقاليد والاخلاقيات الجامعية ودعم الجامعة لأداء رسالتها التعليمية. وكشف أن مجلس الجامعة قرر عدم الموافقة بأى حال على تواجد الطلاب فى الحرم الجامعى بعد الساعة التاسعة مساء.