بعدما هدأت «حتى إشعار آخر» ثورة غضب طلاب الجامعات الحكومية بسبب انتخابات القيادات الجامعية، ها هى ثورة جديدة تشتعل داخل الجامعات الخاصة وعلى رأسها الجامعة الألمانية بالقاهرة.. التى فوجئ أولياء أمور 7 آلاف طالب وطالبة فيها بإيميلات على بريدهم الإليكترونى تخبرهم بتوقف دراسة أبنائهم بالجامعة الألمانية لمدة أسبوع، والسبب هو اعتزام طلاب الاتحاد وآخرين الدخول فى مظاهرات واعتصامات من يوم الأحد «14» نوفمبر وذلك رداً على رفض إدارة الجامعة لطلبهم بعمل لائحة جديدة وإلغاء القديمة قبل إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية لهذا العام. جدير بالذكر أن الجامعة الألمانية لم يكن بها اتحاد طلاب ولا لائحة طلابية من أساسه قبل تسعة أشهر أى قبل ثورة يناير ولذا فالاتحاد الحالى هو أول اتحاد طلابى للجامعة منذ إنشائها. وبدلاً من أن تستمر التجربة الوليدة فى نجاحها وازدهارها ها هى تتوقف فجأة فى صدام سببه أزمة ثقة نشبت بين الطرفين. إدارة الجامعة والطلاب الحكاية باختصار أن الطلبة وبالتحديد طلاب الاتحاد الحالى طلبوا موافقة الجامعة على لائحة جديدة سيضعونها بأنفسهم بعيداً عن الإدارة ولن يقدموها لها إلا بعد أن يتم إجراء استفتاء عام عليها بين طلاب الجامعة. إدارة الجامعة من جانبها رفضت هذا الطرح، وأكدت على دورها كإدارة فى رؤية هذه اللائحة قبل الاستفتاء عليها وقبل اعتمادها، استمعت إلى الطرفين.. الإدارة قالت إن اللائحة لم تصلها وأن هناك افتعالاً لمشاكل واحتكاكات من الطلاب حيال العاملين والإداريين فى الجامعة، والطلاب قالوا إنهم تقدموا بها فعلياً ورفضت الجامعة استلامها، وخلال أيام العيد طوال الأسبوع الماضى تطورت الأمور إلى درجة ظهور فيديو منشور على اليوتيوب لطالب ملثم يهدد الجامعة بالحرق وهو ما رفضه اتحاد الطلبة ممثلاً فى محمد داود نائب الاتحاد الذى قال إنه تصرف أحمق وملفق ولا يليق لا بطلاب الجامعة ولا عقلياتهم ولا مستواهم.. وأنهم بصدد إصدار بيان يعلنون فيه براءتهم من هذا الفعل وسيعقدون مؤتمرا صحفياً للرد عليه.. وكذلك طلبوا لقاء الوزير د. معتز خورشيد وزير التعليم العالى. فى إطار التصعيد كرد فعل على إيقاف الجامعة للدراسة لمدة أسبوع.. قرر طلاب الاتحاد البحث عن أماكن بديلة لتلقى محاضراتهم واستمرار دراستهم، ومنها الجامعة الأمريكية التى تضامن فيها اتحاد طلابها مع اتحاد طلاب الجامعة الألمانية وعرضوا عليهم إمكانية استخدام أماكن داخل الجامعة للدراسة بها. من ناحيتها أكدت إدارة الجامعة الألمانية أنها لم تتلق أى اقتراحات من الطلاب سواء للائحة الجديدة أو حتى تعديلات على القديمة لدراستها حتى لا تتعارض مع قوانين وقرارات أخرى وحتى الموافقة مبدئياً من المجلس قبل طرحها للاستفتاء طلابياً وأن إيقافها للدراسة جاء من منطلق الحرص على سلامة الطلاب جميعهم لعلمها أن البعض ينتوى الاحتكاك ببعض العاملين فى الجامعة وإحداث شغب. محاولات تهدئة كثيرة يقودها الآن أولياء أمور الطلاب كما قال لى محمد داود لكنهم رافضون لها إلا بعد تحقيق أربعة مطالب لا تنازل عنها، وهى أولاً إلغاء الانتخابات القادمة وعمل استفتاء على اللائحة الجديدة ثم اعتماد الجامعة لها، نشر اللائحة الداخلية للجامعة على موقعها الرسمى حتى يتمكن جميع الطلاب من الاطلاع عليها، وتوثيق أى لقاء رسمى يتم بين أى طالب وإدارة الجامعة. بعدما استمعت إلى الطرفين - الإدارة والطلاب - لا أجد مخرجاً لتلك الأزمة سوى طريق واحد يجب أن يسلكه الطرفان بل يحاولان جاهدين السير فيه حتى لو تعطل أو تباطأ طرف عن الآخر ألا وهو طريق الحوار، فاستيعاب الشباب وتمردهم ومطالبهم أصبح أمراً لا مفر منه، والتحاور العقلانى الذى يسوده المنطق والحجة بالحجة هو سمة المتميزين. ومما لا شك فيه أن الجامعة الألمانية بما تميزت به من سمعة وشهرة علمية وتربوية داخلياً وخارجياً لن تسمح بأقل من ذلك، وكذلك طلابها المتميزون ذوى العقول المنتقاة من خيرة أبناء مصر لن يرضوا إلا بالتميز فى كل شىء حتى فى الحريات. وللجميع أقول إذا لم تكن المطالب تحقق داخل الجامعات والصروح العلمية بالحوار الهادئ والمنطقى والذى يحترم فيه كل طرف رأى الآخر ويقدره فأين إذن سيكون ذلك؟!