أذكر يوم أن تخرجت فى كلية آداب عين شمس قسم فلسفة لم أكن أتصور أو أتخيل ان أعمل فى المجال الاعلامى، ولم أكن طول فترة دراستى بالجامعة أعلم اننى سوف أمارس هذه المهنة. إلى ان تلقيت هاتفا من والدى وكان وقتها فى زيارة عمل لدولة الامارات مرافقاً للدكتور عبد العزيز حجازى رئيس الوزراء فى ذلك الوقت والاستاذ أنيس منصور رحمه الله وآخرين وجاء مقعده بالطائرة بجوار الاستاذ أنيس ودار حوار بينهما عن أول ماكينة طباعة بالالوان فى مصر تملكها هيئة قناة السويس. ولأن مجلة اكتوبر هى من بنات أفكار الرئيس الراحل أنور السادات وراعيها فقد كلف الأستاذ بتأسيسها واختيار معاونيه لتصدر مجلة تليق بالاسم والمناسبة. وفى ذات الوقت أصدر الرئيس الراحل أمراً للمهندس مشهور أحمد مشهور رئيس الهيئة فى ذلك الوقت بتسليم ماكينة الطباعة للأستاذ ليبدأ بها طباعة أول أعداد المجلة. دار الحوار بين والدى الذى كان يشغل نائب رئيس الهيئة وقتها والأستاذ حول كيفية تنفيذ تكليفات الرئيس وتطرق الحديث حول اننى قد تخرجت فى الجامعة ومن ذات القسم والتخصص الذى تخرج فيه الأستاذ وجاءت الدعوة من الأستاذ الكبير لأنضم إلى أسرة تحرير المجلة بهذه الدعوة تحدد مصيرى ومستقبلى وبدأت اولى خطواتى فى المجال الإعلامى كانت فرحتى تفوق أى فرحة فقد جاءت الدعوة من هذا العملاق بما له من مؤلفات عديدة وحضور يحلم اى فرد ان يقابله، خاصة أنه كان قد أصدر فى ذلك الوقت اشهر مؤلفاته 200 يوم حول العالم. لم تغمض عينى فى هذه الليلة سألتقى واعمل تحت ظلال هذا العملاق الكبير هل انا فى حلم؟! أذكر وقت اختيار غلاف المجلة فى كل أسبوع يوجه الدعوة لى مع زملائى لمناقشة وأخذ الرأى فى الاختيار الامثل ربما كان له اختياره لكن مشاركتنا فى الرأى فى اختيار الغلاف ساعد فى تنمية شخصياتنا كان دئماً معنا نفاجأ به وسط صالة التحرير يناقشه ويطرح الموضوعات ويستمع ويساعدنا فى اختيار الأدوات، باب مكتبه مفتوح دائما للجميع، أذكر فى اول مهمة صحفية أكلف بالقيام بها انقلبت بنا سيارة المجلة انا والسائق والمصور فى طريق الاسماعيلية فى حادثة مروعة توفى فيها السائق، أذكر أن الأستاذ زارنى بالمستشفى أكثر من مرة وكان حريصا على تكليف سيارة من المجلة يتنقل بها زملائى اسبوعياً من القاهرة إلى الاسماعيلية ليمضوا معى يوماً كاملاً بالمستشفى هذا الحب الذى لا قيته من رئيسى وزملائى ساعدنى على سرعة الشفاء. كان ضحوكاً وبسيطاً ومحباً هذا هو الاستاذ الكبير رحمه الله فقد كان أستاذاً ومعلماً وأباً للجميع.