وكأن مصر على موعد إما مع طغاة فاسدين وإما متنطعين باسم الدين وإرهابيين.. وحقيقة القول أن جماعات من يطلقون على أنفسهم السلفيين قد تورمت أجسادهم وانتفخت أوداجهم بعنجهية الأسود وصدقوا أنفسهم وكلما أرادوا أن يزأروا ليرهبوا الناس خرجت أصواتهم مبحوحة متحشرجة من كثرة العويل والصراخ فى كل مناسبة ومن غير مناسبة تحقيقا لذات قديمة متحجرة فقدت مصداقيتها وغير صالحة للأخذ بها الآن وبعد أحداث إمبابة المؤسفة صدّق السلفيون أنفسهم مرة أخرى حينما ادعوا ان مصر كلها سلفية!!.. وأنهم أحق بحكم هذه البلاد!! وأن الثورة ثورتهم وأن ميدان التحرير وكل الميادين السائرة فى مصر لهم وحدهم؟!. حسب علمى قبل الثورة كنتم متقوقعين متشرذمين خانعين تقدمون العون لمباحث امن الدولة وتتجسسون على بعضكم البعض وتكتبون تقارير المعلومات وتقدمونها للأجهزة الأمنية وأنتم صاغرون متمنون أن يرضى عنكم النظام السابق بل إن منكم من أعلن أنه عضو فى الحزب الوطنى المنحل!.. ليس عن قناعة. إنما خوفا وطمعا.. خوفا من البطش والقمع وطمعا فى إرضاء السادة من قيادات الأمن فى النظام السابق الفاسد. هذا ما كنتم عليه قبل الثورة! أما أثناء الثورة فلم يكن لكم وجود على الإطلاق. بل إن منكم من أعلن ولائه لنظام مبارك وطغمته الفاسدة وقلتم جهارا نهارا إنه لا يجوز الخروج على الحاكم وشق عصا الطاعة! أى أنكم كنتم فى طاعة وخدمة نظام مبارك وحزبه المأفون وكنتم تؤيدون توريث نظام الحكم ولم تروا فى ذلك غضاضة! أما موقعكم بعد نجاح الثورة.. فحدث ولا حرج.. فجأة أصبحتم ثوارا ومناضلين وعندما لم يشعر بكم أحد تحولتم إلى الإرهاب الفكرى والصوت العالى ودعمتم وجودكم المرفوض شعبيا على الساحة السياسية بإشعال الفتن وإذكاء العنف والتشجيع عليه.. رغم أنكم تعلمون أن الثورة قامت سلمية ونجحت سلمية وقدمت آلاف الشهداء والمصابين الأطهار.. لم يشعل أحد من الثوار عود كبريت ولم يلق بحجر.. ومع ذلك نجحت الثورة وتم اقتلاع اعتى الأنظمة القمعية فى الشرق الأوسط.. وقد شهد لها العالم كله بأن ثورة المصريين أنقى وأروع ثورة فى العصر الحديث.. فقد كان العالم اجمع يراقبنا وهو مذهول من روعة الحدث لم يقل أحد إن هناك سلفيين ولم يقل أحد إن هناك تيارات سياسية أو دينية قد نسبت الثورة لنفسها.. ولا أحد يستطيع أن يدعى ذلك إلا المتنطعون ولصوص السياسة والمستحوذون على مكاسب الغير ومحترفى القفز على المواقف وأصحاب الأجندات الظلامية ومحترفى الإرهاب الفكرى وبالطبع من يدعون أنهم سلفيون ليسوا بعدين عن هؤلاء وربما كانوا شركاء لهم ليتقاسموا غنيمة اغتيال آمال وأحلام شعب بأكمله.. وخلاصة القول إننى لن أستعير مقولة جزار ليبيا المدحور (زنجة زنجة) من أنتم وأين كنتم؟! ولكن أقول بحق وأنا على بينة من قولى.. من وراءكم.. وماذا تريدون؟