بعد أن ظلت القضية الكردية متروكة بلا حل من الحكومات التركية المتتالية هدد رئيس الوزراء التركى «رجب طيب أرودغان» بأن صبر بلاده قد نفد تجاه متمردى حزب العمال الكردستانى وأنه سيتخذ إجراءات صارمة ضد المتمردين الأكراد وقد تحولت التهديدات من أقوال لأفعال إذ شنت الطائرات التركية خلال الأيام الماضية غارات استهدفت مواقع لمتمردى حزب العمال الكردستانى فى شمال العراق. كما أعلن الجيش التركى عن ضرب 14 منشأة و8 مخازن تموين ومخزن للذخائر و9 مدافع مضادات للصواريخ و18 كهفاً و79 مخبئاً خلال العمليات التى استهدفت 132 موقعاً وجاءت رداً على مقتل جنود أتراك فى كمين نصبه متمردون من حزب العمال للجنود أثناء عودتهم من دورية بجنوب شرق تركيا، مما عجّل من الضربة التركية التى كان مقرراً لها بعد انتهاء شهر رمضان. كما أن ما شهدته الأشهر الأخيرة من تصاعد هجمات مقاتلى حزب العمال الكردستانى على وحدات وعناصر الجيش تسبب فى إحراج الحكومة التركية وجعلها عرضة لانتقادات حادة من بعض أحزاب المعارضة. ومع تزايد الهجمات استأنفت تركيا القصف الجوى ضد المتمردين الأكراد الذين تعتبرهم السلطات التركية منظمة إرهابية والتى تقاتل منذ عام 1984 من أجل حكم ذاتى موسع للأغلبية الكردية فى جنوب شرق تركيا مما أسفر منذ ذلك الحين عن مقتل 45 ألف شخص حيث قام الجيش التركى منذ عام 1990 بعمليات توغل عسكرية فى الأراضى العراقية بهدف ملاحقة المتمردين الأكراد الذين يختبئون فى المنطقة الخاضعة لإدارة كردية عراقية والتى تقدر تركيا عددهم بنحو ألفى متمرد، وكان رئيس الوزراء التركى «رجب طيب أردوغان» أكد أن بلاده لن تتراجع فى حربها ضد الإرهاب ولن تتنازل عن هدف القضاء على منظمة حزب العمال الكردستانى والمصنفة كمنظمة إرهابية حتى يتم القضاء عليها تماماً، وقد طلبت الحكومة مؤخراً من الشرطة أن تلعب دوراً أكبر فى مواجهة المتمردين، كما دعا «أردوغان» إلى انعقاد مجلس الأمن القومى التركى الذى يضم أعلى السلطات السياسية والعسكرية فى البلاد والذى دعا بدوره إلى تشديد السياسة المتبعة إزاء حزب العمال الكردستانى حيث اعتمد المجلس التركى خلال الاجتماع الاستثنائى استراتيجية لمكافحة الإرهاب وبموجب هذه الاستراتيجية الجديدة ستكون رئاسة الوزراء ورئاسة أركان الجيش ووزارتا الخارجية والداخلية وجهاز المخابرات هى الركائز الأساسية للتنفيذ على أن تتخذ فى الوقت ذاته خطوات لتنفيذ خطة الحكومة للانفتاح الديمقراطى على الأكراد، كما تضع الاستراتيجية من بين أهدافها تأسيس تعاون استخباراتى بهدف تقاسم المعلومات وجمعها فى مركز واحد والاستمرار فى العمليات العسكرية الجوية والبرية ضد معسكرات المتمردين الأكراد بالداخل والخارج. ويخوض حزب العمال الكردستانى نضالاً مسلحاً منذ ثمانينات القرن الماضى للمطالبة بقيام دولة كردية مستقلة فى جنوب شرق البلاد المأهولة بغالبية تركية إلا أن هذه المطالبة تحولت إلى مطالبة بحكم ذاتى داخل نظام فيدرالى يمثله حزب السلام والديمقراطية الذى حقق نتيجة تاريخية فى الانتخابات التشريعية التى جرت فى يونيو الماضى بحصوله على 36 مقعداً نيابياً مقابل حزب «أردوغان» حزب العدالة والتنمية الذى فاز بغالبية كبيرة فى الانتخابات.