«مرحب شهر الصوم، رمضان جانا، حالو ياحالو، وحوى ياحوى، والله لسه بدرى ياشهر الصيام «أغانى قدمها مطربو ومطربات زمن الفن الجميل وماتزال تعيش فى ذاكرتنا حتى الآن، فى حين لا تبقى أغنيات الأجيال الجديدة فى الوجدان، فلماذا عاشت هذه الأغنيات وتناقلتها الأجيال، ولماذا تظهر وتختفى أغنيات رمضان الجديدة وكأنها لم تكن، هذا ما سنعرف الإجابة عنه من خلال هذا التحقيق.. فى البداية يقول نقيب الموسيقيين الجديد المطرب إيمان البحر درويش إن المطربين يتعاملون حاليا مع أغانى رمضان على أساس أنها موسم أو «سبوبة» وستنتهى وللأسف لا يتعاملون معها بجدية من حيث الاختيارات لذلك لا تصل إلى القلوب. ويقول المطرب خالد على الذى اتجه إلى الغناء الدينى بعد اعتزاله الغناء العاطفى إن سر استمرار أغانى رمضان القديمة التى قام بغنائها عبد الوهاب وعبد المطلب يكمن فى إتقانهم لعملهم واختياراتهم الجيدة من حيث الكلمات والألحان، والأغانى الآن للأسف غير مؤثرة ولا تصل إلى الوجدان ولا تمس الشعور الإنسانى فلايشعرون بها ولا يستمعون اليها فتفشل فشلا ذريعا لأنهم يتعاملون معها على أنها أغان موسمية والأغانى الدينية عموما لابد أن تنتشر أكثر وأكثر وألا يكون لها موسم معين مثل المولد النبوى ولا شهر رمضان فمثلا عندما قام العندليب عبد الحليم حافظ بغناء دعائه المشهور «يارب» كان صادقا وكان يدعو من قلبه ولم ينتظر وقتا معينا لطرح هذا الدعاء . ويرى عاطف إمام عميد معهد الموسيقى العربية أن أغانى رمضان القديمة تعتبر بمثابة فلكلور مصرى وشعبى من تراثنا الذى يجب أن نتباهى به ونحافظ عليه ونمد جذور التواصل بين الأجيال فعندما نسمع هذه الأغانى نشعر بشعور غريب وإذا لم تذع هذه الأغانى بصراحة لم أشعر بحلول شهر رمضان فأين توجد أغنية مثل رمضان جانا التى أطربنا بها عبد المطلب من ألحان محمود الشريف عاشت أكثر من 80 عامًا وستعيش إلى ما شاء الله لأن هذا الزمن هو الزمن الجميل من مختلف النواحى فنيا واجتماعيا وحتى إنسانيا وللأسف يسيطر الان على مطربينا المصريين أو العرب على حد سواء الأمور المادية والتجارية والكل يقلد بعضه. ويتساءل الملحن حلمى بكر أين هى الأغانى الرمضانية الحديثة حتى نقارن؟! هناك من يسعى إلى تقديم أدعية أو رباعيات أو ألبومات دينية بعضها ينجح والبعض الآخر يفشل ولكن هل تستطيع هذه الأغانى أن تعبر عن شهر من أكرم الشهور ننتظره من العام إلى العام؟ لابد أن يكون الفن مرآة الشعوب وأن يعبر عما يدور بداخل النفس البشرية وأن يلائم الحدث، والفن الآن وخصوصا الطرب لا يستطيع أن يعبر عن مدى فرحتنا بالشهر الكريم أو أن يعطيه حقه مثلما كان يحدث فى الماضى. ويضيف الشاعر الغنائى والملحن محمد رفاعى أن أغانى رمضان القديمة كانت تشمل الكلمة المعبرة واللحن الذى يهز الاحساس بصوت دافئ ينبع من القلب. من جانبها تقول المطربة شذى: لم يسعدنى الحظ بأن أقدم أغانى تحتفى بهذا الشهر المعظم لأننى ببساطة لم أجد إلى الآن الكلمات التى تعبر عن هذا الشهر والكرم الذى يرافق قدومه ولم يكن هناك مشروع لأداء أغان تعبر عن فرحة الأمة الإسلامية بحلول المناسبات الدينية وهذا عيب الصناعة التى تسعى إلى الكسب المادى. ويقول المطرب محمد نور قدمت مع فرقة «واما» بعض الأغانى الدينية والأدعية التى لاقت نجاحا إلى حد كبير واعترف بأن جيلى والجيل الذى يسبقنى مقصرون فى تقديم هذه النوعية من الأغانى وتقديم ألبومات أو أغان منفردة تعبر عن فرحتنا بالعيد وحلول شهر رمضان وموسم الحج وعيد الأضحى فنكتفى بسماع أغانى «العيد فرحة» لصفاء أبو السعود، «ومرحب شهر الصوم» لمحمد فوزى، رغم محاولات بعضنا لكنها محاولات ليست مؤثرة وغير مكتملة العناصر التى يجب أن تلائم هذه المناسبات الجليلة.