"مرحب شهر الصوم مرحب"، "أهو جه يا ولاد زقططوا يا ولاد"، "وحوي يا وحوي "، "رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه أهلا رمضان"، "حالو يا حالو رمضان كريم ياحالو"، "الراجل ده هيجننى"، "والله لسه بدرى والله يا شهر الصيام".. أغاني رمضانية اشتهرت ونشرت معها البهجة والفرحة بالشهر الكريم، وصارت علامة من علامات رمضان يرددها الصغار والكبار. فما السر وراء نجاحها؟ ولماذا عاشت هذه الأغنيات التي ظهرت منذ عشرات السنين إلى الآن؟ ولما لم ينتج غيرها إلا القليل الذي لم يرسخ في الأذهان؟ فنانون وأساتذة متخصصون قالوا – لموقع "أخبار مصر" www.egynews.net – إن الموهبة الحقيقية والإخلاص والصدق وحب الفن هي سر استمرار نجاح أغاني رمضان القديمة وتعلق أجيال مختلفة بها. الفنان إيمان البحر درويش قال إن أصواتا عديدة ترتبط في ذهنه وذاكرته بشهر رمضان، منها صوت القارىء الشيخ محمد رفعت، وكذلك أغاني رمضان القديمة التي عاشت لتؤكد معها مدى حب مؤلفيها وملحنيها ومؤديها للفن وإخلاصهم له. وأضاف أن معظم مطربي العصر الحالي يتعاملون مع أغاني رمضان على سبيل "الموضة" دون صدق، وبالتالي لا تصل إلى المستمع بصدق. وأشار درويش إلى أنه عندما بدأ أداء الأغاني الدينية، كان ذلك أمر جديد وغير منتشر، لكن بعد فترة تحول الأمر إلى تجارة بالنسبة لبعض المغنيين. وقال إن العبرة الآن لم تعد بالموهبة، وإنما بالمصالح و"الشللية" فمن قدم عملا فاشلا يستمر بسبب علاقاته في الوسط الفني، معربا عن دهشته من فنانين لا تعبر تصرفاتهم الشخصية عن أدنى قدر من الإلتزام يؤدون أغاني دينية من باب التواجد فقط، مشيرا إلى أن هذه الأغاني لا تلقى أي نجاح لأن المستمع لا يصدقهم. لإيمان البحر درويش أغاني خاصة برمضان - من ألبوم المسحراتي - تذاع يوميا قبل الإفطار على إذاعة الشرق الأوسط. من ناحيته، قال الفنان خالد علي – المعيد في كلية التربية الموسيقية قسم أصوات- إن سر أغاني رمضان القديمة ونجومها العمالقة مثل عبد المطلب وعبد الوهاب يكمن في إتقانهم وصدقهم وحبهم لعملهم، أما غالبية الأغانى الجديدة - للأسف - غير مؤثرة لأن فنانيها يتعاملون معها كأغاني موسمية أو تقليدية ويسعون من ورائها إلى الانتشار فقط. وأضاف أن الصدق هو مفتاح كل نجاح، وضرب مثلا بأغنية "يا رب" لعبد الحليم حافظ، مشيرا إلى أنها لولا صدق العندليب الأسمر في غنائها لما وصلت إلى الناس وأحبوها، كما هو الحال بالنسبة لأغنية صفاء أبو السعود "العيد فرحة" التي تبهج كل من يستمع إليها وتشعره بالعيد. من جانبه، قال الدكتور صالح رضا - وكيل كلية التربية الموسيقية - إن من أغانى رمضان القديمة ما يعد فولكلورا، مثل أغنية "وحوي ياوحوي" التي لحنها محمود الشريف وغناها محمد عبد المطلب. وأوضح أن هناك فرقا بين الفولكلور والتراث، فأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وسلامة حجازي وغيرهم هي من التراث القديم، والذى اندثر الكثير منه مثل العديد من أعمال عبده الحامولي، أما الفولكلور فهي الأغنيات التي لا يعرف من قام بتأليفها ولكنها عاشت واستمرت مثل "وحوي يا وحوي" و"يانخلتين في العلالي" لوردة. وأرجع السبب في عدم نجاح أغاني رمضان الحديثة إلى عاملي الوقت والإتقان الذان لهما أبلغ الأثر في ذلك – على حد قوله – وأضاف أن الأغنية قديما كان إعدادها يستغرق 3 أو 4 أشهر أما الآن فالألبوم يعد في أقل من ذلك بكثير، وبالتالي تفتقد الأغاني إلى الإتقان. لذا فإن أغاني رمضان القديمة عاشت بسبب الإتقان والصدق والحب الحقيقي للفن والطرب، أما الأغاني الجديدة فلا حياة لها وتنتهى فور سماعها.