إذا مرض الأب لا يهم.. إذا مرضت الأم لن يؤثر ذلك فى شىء.. كل شىء يهون ولكن أن يمرض ابن من الأبناء فهذه مشكلة وتصبح مشكلة صعبة عندما يكون هذا المرض أحد الأمراض التى تمزق القلب.. الأم تبكى بحرقة.. يتمزق قلبها.. دموعها دم تزرفه على فلذة كبدها.. تقول: كنا نعيش حياة معقولة.. الأولاد بالمدارس والأب يفعل ما فى وسعه من أجل تلبية مطالب الحياة ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.. الابنة الصغيرة التى لم تتجاوز العاشرة من عمرها تبكى من آلام تشعر بها فى الذراع.. كنت أظن أنها تريد أن تجلس فى المنزل وتهرب من الذهاب للمدرسة.. ولكن زادت الشكوى، بل استيقظت فى إحدى الليالى على أناتها التى تحولت بعد قليل إلى آهات وهى تمسك بذراعها وتبكى من شدة الآلام حملناها فى الصباح إلى المستشفى.. شخصها الطبيب فى أول الأمر أنها مصابة بآلام روماتيزمية وتحتاج إلى علاج وراحة حتى لا تؤثر على القلب.. ولكن مرت أيام قليلة والطفلة تبكى من الألم وأصبحت غير قادرة على تحريك ذراعها.. عدنا بها إلى المستشفى طلب الأطباء إجراء تحاليل وأشعة على الذراع وفى نهاية الأمر كانت المفاجأة التى صدمتنا.. فالطفلة الصغيرة التى لا تعى شيئا فى الدنيا مصابة بسرطان بعظام الذراع ولأننا نسكن بإحدى محافظات الدلتا حولنا الأطباء إلى المعهد القومى للأورام وكانت رحلة طويلة قاسية على النفس ابكت حياة الأسرة ظللنا فترة غير مصدقين لما حدث وكيف حدث؟.. ولكنها إرادة الله ولا راد لإرادته وقضائه.. وأصبحت حياتنا مقسمة بين معهد الأورام والبيت والأبناء الثلاثة الآخرين.. وكنا نظن أنها فترة من الوقت وتعود الابنة إلى صحتها.. ولكن للأسف الصحة تدهورت إلى أقصى مدى وبالرغم من جلسات العلاج الكيماوى والإشعاعى التى ظلت لأكثر من عام إلا أن المرض انتشر فى العظام وأصبحت الطفلة الصغيرة معظم الأوقات فى حاجة إلى أن تظل بالأسابيع داخل المعهد لتلقى العلاج وكثيرا ما تحتاج إلى بعض الأدوية التى يضطر الأب إلى شرائها من خارج المعهد، ولكن دخل الأب لا يكفى فهو لا يتعدى 200 جنيه.. سكتت الأم عن مواصلة الحديث.. من يرد مساعدة هذه الأسرة فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.