لم يكن بالأمر الغريب أن يتبارى زعماء العالم فى الإشادة بالثورة المصرية التى شكلت تاريخا جديدا فى منطقة الشرق الأوسط وأنهت حقبة الفساد والديكتاتورية التى عانى منها الشعب المصرى طيلة ثلاثين عاما أو يزيد. الولاياتالمتحدةالأمريكية - بقيادة أوباما - كانت أكثر الدول تفاعلا مع الثورة المصرية بحكم مصالحها الضخمة ودور مصر المحورى فى استقرار المنطقة، لذلك أكدت هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة تدعم قيام ديمقراطية كاملة فى مصر وتريد أن تكون شريكة للنظام الجديد الذى سيختاره الشعب المصرى بنفسه وترى أن الثورة المصرية ضربت مثلاً استثنائيًا فى الاحتجاج السلمى غير العنيف. الرئيس أوباما لم يكن الوحيد الذى أشاد بالثورة المصرية.. بل اتسعت دائرة الإعجاب بالثورة المصرية لتشمل الحزب الديمقراطى والجمهورى، فقد أشاد السيناتور الأمريكى والجمهورى المرموق فى لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ جون ماكين بالشعب المصرى واصفا مصر بأنها قلب وروح العالم العربى وأن ما حدث فى مصر له عميق الأثر على باقى العالم العربى، بل العالم بأسره معتبرا ان الثورات التى تجتاح الشرق الأوسط الآن تمثل أحداثا جذرية وزلزالية بإمكانها تغيير العالم بأكمله. فيما يرى الحزب الديمقراطى أن ما جرى فى مصر هو خطوة قد تفتح مسارا جديدا أفضل فى الشرق الأوسط ويراهن على أن الحكومات التى تمثل شعوبها هى وحدها القادرة على حل القضايا العالقة منذ فترة طويلة فى المنطقة. كما أن هذه الحكومات هى التى ستضمن الاستقرار للمنطقة على المدى الطويل. ومن التعليقات الطريفة على أحداث ثورة 25 يناير تعليقات احد الكوميديان الأمريكان على قناة فوكس الذى وصف معركة الجمال والخيول فى ميدان التحرير بأنها معركة بين عصرين متفاوتين وجيلين مختلفين. جيل يصارع بالفيس بوك والتويتر وأحدث وسائل الاتصالات وجيل آخر يحارب بقطع وسائل الاتصال وبالخيول والجمال كان هذا المشهد صارخا بالتعبير عن غيبوبة الحكومة المصرية السابقة ورهانها على معادلات قديمة لم تعد صالحة لإدارة بلد أو شعب. استشراف المستقبل من جهة أخرى وصف الرئيس البرازيلى السابق لولا دى سيلفا الثورات العربية بأنها تشكل فرصة جيدة لاستشراف المستقبل حول ما يمكن أن يكون عليه الوضع فى منطقة الشرق الأوسط، التى تشهد حركة قوية من أجل التغيير نحو الديمقراطية والحرية.وأثنى الرئيس لولا دى سيلفا على دور الشباب العربى فى العمل على معالجة مختلف القضايا العربية والإقليمية بالطرق السلمية وعبر الحوار الهادف والبناء، وقال إن الشباب فى العالم العربى الذين رسموا صفحة جديدة للتاريخ سيسطرون حقبة جديدة فى بلادهم، وقدم مثلاً لتجربة بلاده نحو الحرية والديمقراطية فى البرازيل وفى أمريكا اللاتينية. وبالرغم من أن فرنسا كان لديها بعض التحفظ فى بادئ الأمر على الثورة المصرية بسبب تأييدها للنظام السابق خاصة أن فرنسا كانت تعتبر أن الرئيس مبارك كان يقوم بدور معتدل وفعال منذ سنوات عديدة فى الشرق الأوسط لاسيما فى النزاع الإسرائيلى الفلسطينى، لكن الأمر اختلف تماما بعد التأكد من نجاح الثورة المصرية فقد أشاد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى بالشعب المصرى لانه اتخذ مسلك التغيير السلمى للنظام مستبعدا استخدام العنف معتبرا أن العنف فى كل القارات لا يخلف سوى الخراب والدمار والعذاب، مؤكدا أن فرنسا تقف بجوار الشعب المصرى فى هذه الفترة العصيبة التى تمر بها مصر . وفى السياق ذاته وصف وزير الخارجية الألمانى جيروفيستر فللا خلال زيارته لمصر عقب سقوط النظام الفاسد الثورة المصرية بأنها الثورة التى أبهرت الدنيا كلها وأشاد بها كل زعماء العالم وكتابه ومفكريه معبرا عن سعادة وتقدير ألمانيا للشعب المصرى الذى تمكن من إسقاط نظام الحكم فى مصر الذى استمر لمدة 30عاما ونقلها إلى مرحلة ديمقراطية مهمة فى تاريخها على مر العصور،مؤكدا على رغبة بلاده وحرصها على مساعدة مصر فى تعويض الخسائر المادية التى تكبدها الاقتصاد المصرى بسبب الظروف التى مرت بها البلاد خلال فترة الثورة وتقديم مساعدات سخية لدعم مسيرة الحرية والديمقراطية وبحماية حقوق الإنسان فى مصر وتحقيق التنمية الشاملة بما يحقق مزيدا من الرخاء والاستقرار فى البلاد.كما شبه السفير الألمانى بالقاهرة الثورة المصرية بثورة وحدة ألمانيا منذ 20 عاماً. من جهة أخرى كان الموقف البريطانى تجاه الثورة المصرية مشرفا للغاية فكان لبريطانيا دور داعم لمطالب الشعب المصرى أثناء ثورة 25 يناير وخلال زيارة رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون لمصر بعد ثورة 25 يناير كأول زعيم أوروبى يزور مصر بعد إعلان تنحى مبارك والذى قال: يجب أن ندرس لأولادنا الثورة المصرية فى المدارس، كما اعتبر أن مصر من الركائز المهمة والقوية الداعمة لعملية السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الحيوية والداعمة لبريطانيا ومصالحها، مؤكدا أن مصر نقطة ارتكاز حيوية فى مشروعات بريطانيا الاقتصادية التجارية فى منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تعد واحدة من أهم عشر أسواق لبريطانيا فى العالم كله . كما يرى رئيس المبادرة الإسلامية فى بريطانيا محمد صوالحة أن جماهير مصر العظيمة تصنع اليوم التاريخ ليس فقط لشعب مصر بل للعالم العربى والإسلامى. وعلى صعيد متصل أشاد سيلفيو برلسكونى رئيس وزراء إيطاليا بالشعب المصرى مؤكدا أنه لا جديد فى مصر، فقد صنع المصريون التاريخ كالمعتاد . وكذلك يرى هاينز فيشر رئيس النمسا أن شعب مصر أعظم شعوب الأرض و يستحق جائزة نوبل للسلام. ولم تكن إسرائيل بعيدة عن التطورات الايجابية التى تحدث فى مصر حيث كانت تراقب الثورة المصرية عن كثب، حيث أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلى أن الأحداث فى مصر تثبت أنه يتوجب علينا التواضع والحذر فى تقديراتنا للعالم العربى.