لم أكن أنوى مطلقا التعرض بالكتابة عن صفوت الشريف أو غيره من رموز الفساد بصفة شخصية، أوالغوص فى سرد تاريخهم الفاضح حالياً لأسباب كثيرة أهمها أننى لا أريد أن يشغلنى نشر «الغسيل القذر» لهؤلاء الفاسدين أو الحديث عن فضائحهم هنا وهناك عن الاهتمام بالحديث عن مستقبل ثورة 25 يناير، مع الاكتفاء بأن محاسبة كل هؤلاء وغيرهم تتم بكل نزاهة وشفافية أمام النيابة العامة والقضاء اللذين يتمتعان بكل الطهارة والحيادية.. ونحن نتابع ذلك من خلال التحقيقات الجارية مع كل رموز الفساد بداية من مبارك وحتى أصغر فاسد سنا ومنصبا. ولم أكن أنوى التعرض وعلى وجه الخصوص إلى شخص صفوت الشريف الآن على الأقل.. وكنت مستمرا فى الكتابة عن قضايا الفساد والإفساد السياسى معلقاً دائماً ومن وجهة نظرى على الأحداث والمتغيرات المتلاحقة منذ بداية ثورة يناير وحتى الآن داعماً أيضاً- فى كثير مما كتبت- ثوار ماسبيرو حتى تحقق جزء كبير من مطالبهم لتطهير الإعلام المصرى من أغلب الفاسدين ورموز النظام السابق الذين كانوا دعاة للنظام الفاسد وحزبه ورئيسه ونجله قبل كل شىء!.. دعاة لمؤامرة التوريث.. والتى كانت فى اعتقادى ومعها انتخابات 2010 وما صاحبها من فجاجة التزوير هما الشرارة الحقيقية التى فجرت ثورة 25 يناير. انتخابات 2010 المزورة ومؤامرة التوريث لنظام الحكم كان البطل الحقيقى فيهما هو صفوت الشريف وأى حديث آخر خلاف ذلك غير مقبول وغير معقول لا أحمد عز ولا زكريا عزمى ولا جمال مبارك ولا سوزان مبارك ولا الرئيس السابق نفسه كانوا قادرين على إدارة هذه اللعبة الشيطانية إلا من خلال صفوت الشريف الذى كان وحده هو القادر على ذلك فهو العقلية الشيطانية المتآمرة الفذة التى تستطيع فعل ذلك كله!!.. فالرجل يجيد فنون اللعب بالألفاظ ولى الحقائق وتزويرها وشراء الذمم والضمائر «وكله بثمنه»!. ومستخدما فى ذلك كل وسائل الترغيب والترهيب للوصول إلى غايته هذا أسلوب صفوت الشريف منذ أن كان ضابطا فى المخابرات وتم فصله بعد محاكمات قضية انحراف جهاز المخابرات العامة فى عهد صلاح نصر وتم فصل الشريف من الخدمة أو «موافى» وهو الاسم الحركى الذى اشُتهر به وقتها فكان بطل فضيحة استخدام النساء فى الاعمال القذرة للجهاز. لم أكن أنوى الكتابة عن شخصية الشريف وشخصه الذى عرفتهما جيداً على مدار 30 عاماً أو عن أساليبه وألاعيبه وكيف استطاع أن يكون الرجل الوحيد الذى ظل فى السلطة على مدار 30 عاماً يتغير الوزراء والوزارات والرجل باق بل يتم تصعيد- شخصية غريبة مُذهلة وجديرة بالدراسة والتحليل. لم أكن أنوى- والله العظيم- الكتابة عن صفوت الشريف ولكنه هو الذى دعانى لذلك عندما استفزنى واستفز عقلى ومشاعرى ومعى الملايين المصريين وليته ما فعل!. فالرجل المحبوس احتياطياً فى ليمان طرة قام بدور الإمام لأعضاء حكومة الفساد المحبوسين احتياطياً فى صلاة يوم الجمعة. إلى هذا الحد فهذا حقه ومن حقهم أيضاً أن يختاروا من يؤمهم فىالصلاة.. وقد اختاروا من هو على شاكلتهم. إلا أن فضيلة الإمام صفوت الشريف وبعد انتهاء الصلاة دعا زملاءه اعضاء حكومة ليمان طرة إلى الدعاء وراءه وترديد دعاء سيدنا يونس عليه السلام فى بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين) وهو الدعاء الذى قاله سيدنا يونس عندما ابتلعه الحوت فخرج بعده سالماً.. وفضيلة الإمام صفوت بيه أراد أن يُجرب دعاء سيدنا يونس وكله أمل فى أن ينجو ومن معه ممن هم فيه. يا فضيلة الإمام.. إن كنت تعرف المولى عز وجل عن حق فعليك أولاً قبل أن تدعوه بالنجاة أنت واخوانك المُصلون من أعضاء حكومة طره أن تستغفره أولاً وتُعلن توبتك وعليك أن تعلم تماماً أن المولى عز وجل لا يتسامح أبدا فى حقوق العباد وأنت تدرى تماماً ومن معك مدى شراسة جرائمكم فى حق 83 مليون مصرى وعلى مدى 30 عاماً. أنت تدرى تماماً وتعلم علم اليقين مقدار جريمتك فى حق شعب مصر منذ أن كنت وزيراً للإعلام حتى اعتلائك كرسى مجلس الشورى وأمانة الحزب الوطنى كيف كنت الرجل الذى افسد الحياة السياسية من خلال الإعلام أنت تدرى تماماً كيف قمت بتنفيذ خططك الشيطانية داخل الحزب الوطنى وأساليبك الملتوية فى مهاجمه الشرفاء وإعلاء الباطل على أنه حق- تعلم تماماً كيف قضيت على أحزاب المعارضة ليبقى الوطنى هو الحزب الوحيد- تعلم تماماً كيف ضُربت الصحافة المصرية وأتيت بقيادات صحفية دمرت اجيالاً باسرها تعلم تماماً كيف كانت مخططاتك السافرة فى الدفاع عن الفساد والدعوة إلى توريث الحكم لنجل الرئيس السابق- كل ذلك تعلمه تماماً وكل ذلك من أجل أن تظل على كرسى السلطة طوالى 30 عاماً. إنها مقدرة غريبة لرجل غريب ينفذ إلى كل العهود بالحيلة والدهاء ليبقى الرجل الأول «صفوت بيه» وبعده الطوفان..!! بعد كل ما سبق فضيلتك كيف يمكن أن تكون لديك القناعة بأنك ستنجو من سيل الاتهامات الموجهة إليك والتى بمقتضاها أنت موجود الآن فى ليمان طره؟!.. وإذا نجوت من اتهامات الثراء والكسب غير المشروع فكيف ستنجو من الاتهام الآخر وهو التخطيط بطريق الاتفاق والمساعدة على قتل المتظاهرين بالاشتراك مع قيادات الحزب الوطنى وتكوين جماعات اجرامية تعمل على تفنيذ مخطط إجرامى ضد المتظاهرين وتكدير السلم العام وترويع الآمنين وكلها جرائم عقوبتها تودى إلى السجن وقد تصل إلى الإعدام. ثم دعنى أسألك- كيف تخيلت بعد كل ذلك أن المولى عز وجل سوف يستجيب لدعائك أنت ومن معك؟!. فضيلة الإمام «موافى» أنت تعلم جيداً أنك نافقت السلطة عصراً بعد الآخر وبذكاءك الشيطانى تربعت على عرش السلطة 30 عاماً ولكن الذى يجب ان تعلمه جيداً أن المولى عز وجل سميع عليم لا يمكن أن يُستدر عطفه أو رحمته أو عفوه بنفاق أو بدعاء فى غير محله..