يبدو أن رئيس الوزراء الايطالى سيلفيو برلسكونى حريص على أن تظل أخباره دائما مادة مثيرة لشهية الصحف ووكالات الأنباء العالمية ويتضح ذلك من خلال الكم الكبير من الفضائح والمخالفات القانونية التى يرتكبها، بالاضافة الى تصريحاته المثيرة للجدل والدهشة والضحك أحيانا. وآخر هذه الفضائح هو الاتهام الذى وجهته له المحكمة فى الأسبوع قبل الماضى وكشفته جريدة «الفاتو كيوتيديانو» الإيطالية وهو محاولته لتزييف تاريخ ميلاد الراقصة المغربية كريمة المحروق صاحبة القضية المعروفة ب «روبى» جيت وذلك لإثبات بلوغها سن الرشد أثناء حضورها الحفلات التى كان يقيمها فى مقر إقامته الخاص والهروب من عقوبة ممارسة الجنس مقابل المال مع فتاة قاصر، ويواجه برلسكونى تهمتى دعارة القصر وسوء استغلال السلطة بسبب علاقته بالفتاة التى تتهمه النيابة العامة أنه مارس الجنس معها عندما كانت قاصراً وتدخل لدى الشرطة للإفراج عنها عندما كانت موقوفة بتهمة السرقة بمدينة ميلانو خلال العام الماضى ووقتها أعلن أنه قام بذلك بدافع الشهامة. وكان برلسكونى قد صرح لبعض من المقربين له بأنه سوف يملك قريبا ما يدل على أن روبى ولدت عام 90 وليس عام 92 مما يثبت أنها كانت رشيدة عندما التقى بها عام 2009 وفور علم الجريدة بهذه التصريحات، بالإضافة إلى ما ورد من أنباء عن سفر مواطنين ايطاليان إلى المغرب بصحبة مواطن مغربى يعمل فى السفارة المغربية بميلانو فى مطلع فبراير الماضى أوفدت الجريدة فريقا صحفيا إلى مدينة الفقيه بن صالح مسقط رأس الفتاة للتحقيق فى هذا الأمر والتقوا بموظفة تعمل فى مصلحة الأحوال المدنية بالمدينة أكدت لهم الموظفة المغربية، أنها التقت بالمواطن المغربى فى السابع من فبراير الماضى خارج مكتب الاحوال المدنية وادعى أنه جاء من الدارالبيضاء وعرض عليها مبلغاً مالياً كبيراً مقابل التزوير فى شهادة ميلاد روبى لتصبح مولودة فى عام 90 بدلا من عام 92، لكنها رفضت العرض لأنها لا ترضى أن تخالف القانون. ولم يفت على الفريق الصحفى أيضا أن يتحصل على نسخة طبق الاصل من شهادة الميلاد لتجنب أية محاولة للتلاعب بتاريخ ميلاد روبى خلال جلسة 6 أبريل القادم موعد محاكمة رئيس الوزراء الإيطالى فى إطار دعوى استعجالية طبقا لمقتضيات القانون الجنائى بايطاليا وعلى الرغم من الأدلة الدامغة التى تملكها الصحيفة فإن برلسكونى قرر رفع دعوى قضائية ضدها. على صعيد آخر بدأت عاصفة من الانتقادات لرئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى من قبل معارضيه منذ الأيام الأولى للثورة الليبية عندما أجاب عن تساؤل من أحد الصحفيين بشأن موقف ايطاليا من هذه الأحداث وقال إن الوضع يتطور باستمرار وأنا لا أريد إزعاج القذافى ومع تطور الأحداث فى ليبيا وعدم التعاطى الايطالى مع الثورة بالمستوى المطلوب زادت حدة السخط والانتقادات على برلسكونى الذى تجمعه بالقذافى صداقة قوية ومصالح مشتركة أقوى ووصل الأمر إلى أن المعارضين لبرلسكونى عادوا مؤخرا وتذكروا المشهد الذى وصفوه بالمذل بالنسبة لهم وإهانة لكرامة الشعب الإيطالى عندما انحنى برلسكونى وقبل يد القذافى فى أثناء انعقاد القمة العربية فى سرت فى مثل هذا التوقيت من العام الماضى. فى حينها لم يكشف برلسكونى عن السر وراء ما قام به لكن بعد أن زادت حدة الهجوم عليه وعودة وسائل الإعلام الى عرض المشهد بشكل مكثف عاد وبرر منذ أيام واقعة تقبيل يد القذافى بأن ذلك يعود لكونه صاحب شخصية جريئة للغاية وأوضح برلسكونى فى مقابلة مع إحدى المجلات الاجتماعية الايطالية أن شخصيته الجريئة تؤدى به أحياناً إلى سلوك عفوى لا يتطابق تماماً مع الشكليات.