المعاناة التى يعيشها أهالى غزة شديدة وقاسية وصمودهم أمامها يعد نوعا من التميز الغزاوى يسجل لأهل فلسطين الذى لم يعان شعب فى العالم تاريخا وجغرافية مثل هذا الشعب. والصمود الأسطورى لهذا الشعب هو درس كبير لكل المناضلين والشرفاء فى العالم والجديد أن يكون سبب معاناة الفلسطينيين هذه المرة الفلسطينيين أنفسهم حيث تساهم حماس فى معاناة أهل القطاع. يواجه الآلاف من سكان غزة غير اللاجئين صعوبة فى إعادة بناء وتأهيل منازلهم بسبب عدم تمكنهم من الحصول على كميات كافية من مواد البناء فبعد مرور عامين على الحرب لا يزال الحظر المفروض على استيراد مواد البناء وإعادة بناء المساكن مستمرا ليتعطل البناء بالكامل. 35 ألف شخص يعيشون فى المخيمات والملاجئ بعد أن عاد حوالى 100 ألف إلى البيوت التى تضررت قليلا أو انضموا إلى أقارب أو تمكنوا من ترميم سريع لها. وبحسب برنامج الأممالمتحدة الإنمائى فإن عملية الإعمار ستتطلب حوالى 170 ألف طن من الحصى والرمل وحوالى 20 ألف طن للمنازل التى تعرضت لدمار جزئى بالإضافة إلى 50 ألف طن من الأسمنت لإعادة بناء المنازل المدمرة كليا. و «41» ألف طن لإعادة إعمار المبانى العامة. وتفتقر غزة لجميع أنواع مواد البناء وعلى رأسها الأسمنت والصلب والألومنيوم والزجاج والخشب فالمواد إما غير متوافرة فى السوق المحلية أو مكلفة للغاية بالنسبة للأسر التى تحاول إصلاح الأضرار الطفيفة. وعلى صعيد الزراعة والأمن الغذائى أفادت منظمة الأغذية والزراعة أن القطاع الزراعى من غزة ظل يناضل آثار الحصار المفروض على حركة الواردات والصادرات فيه مما تسبب فى انخفاض القدرة الإنتاجية والحد من فرص الحصول على الأغذية الطازجة بأسعار معقولة وقال مسئول الأمن الغذائى فى برنامج الأممالمتحدة الإنمائى إن 15% من المواد الغذائية اللازمة لسكان غزة هى التى يسمح بدخولها عبر المعابر فى غزة تحت إشراف إسرائيل فى حين أن ما يراوح 15% و20% من البضائع الغذائية الضرورية تدخل عبر الحدود بين مصر وغزة وبقية الاحتياجات الغذائية تتم تلبيتها عن طرق أخرى. تمكنت «الأونروا» من العودة إلى توزيع الحصص الغذائية بتقديم المساعدات إلى 365 ألف شخص يحتاجون إلى المساعدة. الأونروا تهتم باللاجئين البالغ عددهم مليونا و70 ألف شخص، وتؤكد أن هذه المساعدات على أهميتها لا تغطى إلا جزءا من الحاجات الغذائية لذلك فحوالى 75% من سكان غزة يعانون من سوء التغذية 50% منهم من الأطفال. كما تؤثر أزمة السيولة المالية والمصداقية على حياة الفلسطينيين من قطاع غزة. ويواجه موظفو السلطة الوطنية المقيميون فى غزة وعددهم 65 ألفا صعوبات بالغة فى الحصول على رواتبهم ولا توجد أموال نقدية كافية فى المصارف تسمح بتقديم مساعدات لتلك الأسر المستضعفة هذا ما أكده مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية وبرامج الإغاثة الإنسانية «أوتشا». وفيما يخص مياه الشرب والصرف الصحى فقد تسبب الدمار الذى أصاب محطات ضخ مياه الشرب والشبكات ومحطات تكرير المياه- فى معاناة 100 ألف شخص لا يحصلون على مياه الشرب إطلاقا ونصف السكان يحصلون على مياه ملوثة مالحة غير صالحة للشرب كما أن توقف محطات التكرير جعل المياه الآسنة تشكل بحيرات على امتداد الشاطئ بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية بما يرتد سلبا على مجمل مياه المواطنين كما تلوثت المياه الجوفية والمزروعات. وعلى صعيد الخدمات الصحية تعذر إعادة بناء المستشفيات والمؤسسات والمراكز الصحية المدمرة حتى تاريخه بسبب الحصار فكل مراكز الرعاية الصحية الأولية مدمرة تدميرا كليا وتوقفت برامج صحة الأطفال وخصوصا التطعيمات مما قد ينذر بكارثة. وهناك نقص فى العديد من الأدوية والمواد الأساسية وهناك 8500 شخص يعملون فى مرافق وزارة الصحة العامة 6500 منهم يقبضون رواتبهم من الوزارة فصلتهم حماس يضاف إليهم عدد لا بأس به من موظفى «الأونروا» من العاملين فى مراكز للرعاية الصحية الأولية والمؤسسات والجمعيات المحلية والدولية. وكان هناك حوالى 650 مريضا يتلقون العلاج خارج غزة نصفهم فى مصر ونصفهم يعالج فى المستشفيات الإسرائيلية عن طريق معبر إيريز وبعد الحصار توقف تحويل المرضى للعلاج فى الخارج لمدة تزيد على شهر. وسجل نظام الرصد الوبائى الذى تديره الأونروا ويغطى كل سكان غزة زيادة فى انتشار الأمراض مثل الإسهالات الحادة بشقيها المائى والالتهابى والتهاب الكبد الفيروسى مع زيادة تجمعات اللاجئين خلال فصلى الصيف والخريف والمخاطر الناتجة عن الإسهالات مثل الجفاف وسوء التغذية خصوصا عند صغار الأطفال والسبب الرئيسى هو تلوث المياه الجوفية والتصريف غير السليم للنفايات وأثبت الفحص الدورى لعينات مياه الشرب تلوثا فى الخزانات وفى الآبار وتم تسجيل 153 حالة مؤكدة من الأمراض المعدية وبحسب إحصائيات وزارة الصحة العامة فى مراكزها فإن نسبة نقص الوزن عند الأطفال «9-12» شهرا قد تزايدت فقد سجل الهزال 1.4% والتقزم 4.4%. وأظهرت الإحصائيات أن 1% من السكان يشكون من صدمة نفسية حادة وشديدة بسبب الحرب و27% يعانون من أحلام مخيفة و9% غير قادرين على القيام بحاجاتهم اليومية بأنفسهم وهناك حاجة ماسة لتوفير خدمات الرعاية النفسية ويحتاجون إلى حياة شبه طبيعية ومكان آمن ينامون فيه وملعب يلعبون فيه للتعافى من آثار الحصار. وعلى صعيد التعليم فهناك 18 مدرسة مدمرة كليا و263 مدرسة مدمرة جزئيا وهناك 80% من المدارس تطبق نظام الفترتين وأكثر من نصف التلاميذ ينقصهم كتاب أو أكثر.