الإرهاب ظاهرة تضرب بجذورها فى عمق التاريخ الإنسانى الملىء بالحركات الإرهابية وصورها المختلفة، وأصبح لا يخص جماعة معينة أو دولة بعينها، ولتداعياته الخطيرة على المجتمعات وأضراره الجسيمة على الشعوب والحكومات كانت مصر أول من نبّه إلى عقد مؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب من خلال وضع سياسة جماعية وآلية دولية تلتزم بها كل دول العالم، حيث لم يترك الرئيس «مبارك» أى محفل أو مناسبة عالمية إلا وكرر دعوته لعقد هذا المؤتمر، إلا أن العالم لم يتنبه لتلك النداءات إلا عندما تصاعدت حدة المواجهات مع الإرهاب فى 2001 حين تعرضت الولاياتالمتحدة لهجمات الحادى عشر من سبتمبر، حينها أدرك العالم ضرورة التعاون الدولى لمكافحة الإرهاب تأكيداً لمبادرة الرئيس «مبارك» ورغم ذلك تزايد النشاط الإرهابى الذى أودى بحياة الملايين من الأبرياء حول العالم، والتى منها على سبيل المثال لا الحصر: فى 2002 شهدت جزيرة بالى أقوى هجمات إرهابية فى تاريخ أندونيسيا والتى أسفرت عن مقتل 202 شخص وجرح 240 آخرين. وفى 2003 راح ضحية سلسلة الهجمات الانتحارية التى شهدتها الدارالبيضاء كبرى المدن المغربية والعاصمة الاقتصادية 31 مدنياً ورجلى شرطة. وفى 2004 تسببت تفجيرات مدريد والتى استهدفت شبكة قطارات نقل الركاب فى مقتل 191 شخصاً وجرح 1755 آخرين. وفى 2005 شهدت العاصمة البريطانية «لندن» سلسلة عمليات انتحارية أسفرت عن مصرع 50 شخصاً وإصابة ما يقرب من 700 آخرين. وفى 2006 شهدت مدينة الصدر العراقية انفجار أربع سيارات مفخخة فى عدة مناطق أدت لاستشهاد أكثر من 200 شخص وإصابة 256 آخرين بجروح. أما فى 2007 فقد استهدف الإرهابيون ما يزيد على 72 ألف شخص فى العالم حسبما جاء فى الملحق الإحصائى لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب لعام 2007 الذى يصدر عن المركز القومى لمكافحة الإرهاب. وفى 2008 أودت تفجيرات «مومباى» الهندية بحياة 125 شخصا وأصيب مالا يقل عن 900 شخص. وفى 2009 تم إحباط محاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية يوم عيد الميلاد فى «ديترويت» والتى كانت تقل 290 شخصاً وتبنت تنظيم القاعدة محاولة تفجيرها على يد النيجيرى عمر فاروق عبدالمطلب. وفى 2010 فى روسيا فجّرت سيدتان نفسيهما فى اثنين من محطات مترو الأنفاق بوسط موسكو مما أسفر عن مصرع نحو 40 شخصاً وإصابة مالا يقل عن 102 آخرين. ومع بداية 2011 استقبل الشعب المصرى العام الجديد بفاجعة حادث كنيسة القديسين بمنطقة سيدى بشر بالإسكندرية والذى راح ضحيته 23 شخصاً وإصابة 77 آخرين. وخلال الأيام القليلة الماضية شهدت ولاية أريزونا الأمريكية حادثاً استهدف النائبة الديمقراطية بالكونجرس «جابرييل جيفوردز» حيث أطلق مسلحون النار عليها فى أحد أماكن التسوق المحلية فى مدينة «تاكسون» مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 13 شخصاً فى حين أصيبت النائبة برصاصة والتى مازالت ترقد حتى الآن فى المستشفى.