فى محاولة لتحسين العلاقات الصينية - الامريكية التى شهدت فتورا خلال العام الماضى سيقوم الرئيس الصينى هو جين تاو بزيارة الولاياتالمتحدة بين 18 و21 يناير الجارى وذلك بعد أسبوع من لقاء وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس مع المسئولين الصينيين بشأن ملف كوريا الشمالية وإيران وضرورة اتخاذ مواقف أكثر حزما تجاه ايران وكبح جماح كوريا الشمالية والضغط عليها لاستئناف محادثات نزع السلاح النووى وأن تصبح الصين أكثر شفافية فيما يتعلق بعملية تحديث الجيش الصينى. ومن المرجح أن تكون هذه المسألة بين المواضيع التى سيناقشها هو جين تاو مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما أثناء اجتماعهما فى البيت الأبيض، كما يرجح أيضا أن تحث إدارة أوباما الرئيس الصينى على القيام بجهد أكبر لزيادة قيمة العملة الصينية اليوان وتضييق الفجوة فى الميزان التجارى بين البلدين. يذكر أنه على الرغم من النزاعات والخلافات فإن العلاقات التجارية بين الصين والولاياتالمتحدة التى تخضع لتدقيق شديد أحرزت تقدما كبيرا مع مضى الوقت حيث أظهرت الإحصاءات الصينية أن كلا من البلدين الآن يعد ثانى أكبر شريك تجارى للآخر وأن الصين هى أكبر سوق تصدير للولايات المتحدة فى حين أن الولاياتالمتحدة هى ثانى أكبر سوق تصدير للصين. وأظهرت الاحصاءات الصينية أنه منذ تبنى سياسة الإصلاح والانفتاح منذ أكثر من 30 عاما، زاد حجم التبادل التجارى بين الصين والولاياتالمتحدة بمعدل أكثر من 120 ضعفا ما كان عليه ليحقق نحو 300 مليار دولار أمريكى سنويا. وتجاوزت الاستثمارات الأمريكية التراكمية المباشرة فى الصين 60 مليار دولار أمريكى، ونما الاستثمار الصينى فى الولاياتالمتحدة بنسبة 78% سنويا فى المتوسط خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وعلى صعيد التطوير الصاروخى الصينى كشفت تقارير عسكرية دولية مؤخرا أن الصين قامت بتطوير أول طائرة شبح تعرف ب «J-20»، ستكون الأولى من نوعها من إنتاج محلى. ويعتقد محللون أن المقاتلة الشبح «J-20»، تمتلك ذات القدرة على التخفى عن أجهزة الرادار لطائرات مقاتلة من الجيل الخامس تنتجها الولاياتالمتحدة وهى «F-22» و«F-35»، إلى جانب أن الطائرة الشبح الصينية تعكس القدرات العسكرية والصناعية والمالية المتنامية للصين وهى قادرة على قهر الطائرات الأمريكية المماثلة التى تعتمد تكنولوجيا قديمة جرى تطويرها قبل أكثر من عقدين من الزمن، إلا أن وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس رجح إنزال المقاتلة الصينية الحديثة إلى الخدمة ما بين عام 2020 أو 2025، وهو إطار زمنى ستمتلك خلاله الآلاف من الطائرات المقاتلة المماثلة، مقابل حفنة من إنتاج صينى. فى الوقت نفسه عبر جيتس عن قلقه بشأن التقدم الصينى فى تطوير صواريخ باليستية مضادة للسفن التى قد تستهدف السفن الأمريكية فى المنطقة قائلاً خلال زيارتة مؤخرا للصين: إنه من الواضح أن لديهم إمكانية تعريض بعض قدراتنا للخطر، وعلينا الانتباه إلى ذلك ونأمل من خلال الحوار الاستراتيجى خفض الحاجة إلى هذه القدرات.