سيظل التعليم هو الوسيلة المشروعة والأبقى للحراك الاجتماعى والانتقال من الدرجات الدنيا إلى الدرجات العليا، فضلا عن أنه قاطرة التنمية والتغيير والقاعدة الشرعية للإبداع، ولكن المشكلة أن التعليم فى مصر يعانى من مشاكل حقيقية لعل أهمها ضعف مستوى الطلاب والخريجين وانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية والسلوك العدوانى بين التلاميذ الصغار، هكذا بدأ المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى حديثه فى الندوة التى نظمها المجلس الأسبوع الماضى حول واقع التعليم المصرى واستضاف فيها د. أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم ود. حسام بدراوى رئيس لجنة التعليم بالحزب الوطنى ود. هشام الشريف عضو المجلس الأعلى للتخطيط، ونخبة كبيرة من خبراء التعليم فى مصر وقد أشار معتز رسلان إلى أننا نحتاج إلى معلم متميز وتكنولوجيا متقدمة واستبدال نظم الحفظ والتلقين بالبحث وتنمية المهارات، متسائلا أين نحن الآن.. وكيف نعود إلى التصنيفات العالمية المتقدمة؟ وأشار د. حسام بدراوى إلى هناك 17 مليون تلميذ و2 مليون مدرس وكتب دراسية تتكلف حوالى مليار جنيه سنويا، ولكن المشكلة أن هناك عدم ثقة من المجتمع فى مؤسسات التعليم بسبب تدنى مستوى الطلاب وخاصة فى اللغة العربية واللغات الأجنبية، مشيرا إلى ضعف الموازنة المخصصة للتعليم مقارنة بالمبالغ المخصصة لدعم أنابيب البوتاجاز، مقترحا ضرورة التركيز على ما يسمى بالحجم الحرج الفعال أى فئة عمرية أو منطقة جغرافية «محافظة مثلا» أو برنامج محدد لتحقيق إنجازات ملموسة.. يتم تعميمها على بقية المنظومة. كما حذر د. هشام الشريف من تضاعف تعداد السكان فى مصر بحلول عام 2050 وأن ترتيب مصر حاليا 129 من قائمة تضم 134 دولة فى تنافسية التعليم على مستوى العالم، ونحتل هذا المركز منذ 6 سنوات على التوالى مؤكدا على ضرورة إحداث نقلة نوعية فى التعليم والتركيز على البحث العلمى مع زيادة المبالغ المخصصة له. ولم يختلف د. أحمد زكى بدر مع المتحدثين فى أهمية التعليم فى مصر قائلا إذا انصلح حاله فسوف تنصلح أحوال الكثير من القطاعات المرتبطة به بالضرورة، مشيرا إلى بعض الضعف والمشاكل فى بعض النواحى، ولكنه تساءل كيف يقيس البعض عدم جودة التعليم؟ مستنكرا كثرة ما ينشر عن حوادث العنف فى المدارس مؤكدا أن 90% منها غير صحيح ولم يثبت حدوثه موضحا أن المسألة انطباعية.. ولكن لم يقم أحد بقياس علمى لمستوى الطلاب لكى يدعى أنه خرج بنتائج محددة. وأوضح د. بدر أن الوزارة تقوم حاليا بتجربة ما يسمى بالاختبارات المقننة. وهى اختبارات مكررة لقياس مستوى الطلاب ومعرفة حقيقة المشكلات.. ومن ثم تحليل النتائج لمعرفة نقاط الضعف والقوة حيث يتم استخدام 33 مؤشرا من المؤشرات العالمية المتفق عليها فى هذا المجال ومقارنتها بالمستويات العالمية، ومنها حجم الغياب بين تلاميذ المدارس والأدوات الدراسية والمناهج، والكتب.. وغيرها. وأضاف الوزير أنه تم تدريب أكثر من 250 ألف مدرس خلال الفترة الماضية كما تمت مراجعة المناهج من السنة الأولى فى المرحلة الابتدائية وحتى الصف الثالث الإعدادى كما يتم حاليا دراسة كيفية التعامل مع ظاهرة الدروس الخصوصية بما لايضر بمصالح الأطراف المختلفة، مع الاهتمام بعودة الانضباط للعملية التعليمية بمراحلها كافة.