هل يتخلى الحرس الثورى الإيرانى عن الرئيس أحمدى نجاد؟ وهل يتفجر صراع بين الطرفين فى الفترة الأخيرة؟ وهل يتدخل المرشد الأعلى آية الله على خامنئى لرأب هذا الصدع؟ أسئلة عديدة طرحتها وسائل الإعلام والتحليلات السياسية عقب الانتقادات العنيفة التى وجهها الحرس الثورى لنجاد بسبب تصريحاته بأن البرلمان الإيرانى لم يعد على رأس الأمور فى البلاد وكانت مجلة «رسالة الثورة» والتى تعتبر لسان حال الحرس الثورى الإيرانى قد هاجمت نجاد الذى قال أيضاً إن كلام الإمام الخمينى عن البرلمان يرتبط بوقت عندما كان منصب رئيس الوزراء الذى يتم انتخابه من قبل البرلمان موجوداً، لكن بعد حذفه فإن السلطات التنفيذية التى يمثلها منصب رئيس الجمهورية أصبحت تترأس الأمور. وعلى الرغم من أن تلك التصريحات أثارت ردود أفعال كثيرة فى المحافل السياسية لإيران، حيث تقدم 170 شخصاً من نواب البرلمان بتحذير نجاد بأن يقوم بأعمال بدلاً من أن يسلب مكانة البرلمان، إلا أن أشد الانتقادات قسوة كانت للمجلة التى قالت إن تبنى مثل هذه المواقف ليس له من فائدة سوى تأجيج الفرقة والانقسام فى جبهة الثورة الإسلامية، ويلقى ظلالاً من الشك على مواقف أساسية. وأضافت أن التفسيرات السطحية لأقوال الإمام الخمينى وتحويرها بشكل يخدم مصالح قلة من الناس ولفترة قصيرة خطأ لا يغتفر، وانتقدت المجلة أيضاً مدير مكتب نجاد «اسفنديار مشائى» لسعيه إلى دعم وترويج مدرسة الفكر الإيرانى بدلاً من مدرسة الفكر الإسلامى، وقالوا إن التصريح يشتم منه رائحة القومية العلمانية وطالبوا فى الوقت ذاته بضرورة أن يتقدم مشائى باستقالته على الفور. هذه الانتقادات العنيفة التى وجهها الحرس الثورى لنجاد، وإن لم تكن بشكل مباشر فإنها تثير تساؤلات بشأن مستقبل الدعم الذى يقدمه الحرس الثورى لنجاد، خاصة أنه كان ومازال أكبر مؤيد لسياسات نجاد وداعم قوى لسياساته القمعية ضد الإصلاحيين. حتى الآن لا يبدو أن الحرس الثورى سوف يتخلى عن نجاد، خاصة مع الدعم القوى الذى يقدمه خامنئى للرئيس الإيرانى، وقد حاول المرشد الأعلى معالجة هذه القضية بدعوته جميع أطراف الحكومة لدعم الرئيس ووصف الحكومة بأنها ناجحة للغاية، وقال خامنئى أثناء زيارة لمدينة «قم» فى الآونة الأخيرة (الوحدة الوطنية أمر مهم للغاية، ويجب تعزيزها مع كل يوم يمر، ومن أجل ذلك أخاطب المسئولين والمواطنين). يذكر أن الحرس الثورى يمثل القوة الرئيسية السياسية والعسكرية والاقتصادية فى إيران، ويتبع بشكل مباشر المرشد الأعلى خامنئى، وللحرس الثورى قواته البحرية والجوية وهيكله القيادى الخاص بعيداً عن القوات المسلحة النظامية، ولعب الحرس مع ميليشيا المتطوعين التابعة له «الباسيج» دوراً رئيسياً فى إنماء الاحتجاجات بعد الانتخابات والتى اعتبرت أسوأ اضطرابات منذ الثورة الإسلامية عام 1979 وزاد نفوذ الحرس الثورى بعد تسلم نجاد السلطة عام 2005 وكان ثلثا حكومته الأولى المكونة من 21 فرداً أعضاء سابقين فى الحرس الثورى، ويرى بعض المحللين أن السلطة السياسية للحرس الثورى تفوق سلطة نجاد ويقول آخرون إن قادة الحرس الثورى منقسمون على أنفسهم، وهم بحاجة إلى قدر أكبر من الوئام ليمارسوا السلطة بشكل مستقر، فهناك عدد من الضباط السابقين فى الحرس الثورى مثل «على لاريجانى» رئيس البرلمان و«محمد باقر قاليباف» رئيس بلدية طهران و«محسن رضائى» الذى خسر انتخابات الرئاسة الأخيرة ينتقدون أحمدى نجاد.