«رغم الشهرة الفائقة التى يحققها أى مدير فنى مع فريقه خاصة بعد إحراز البطولات أو تقديم نتائج متميزة إلا أن مهنة التدريب لها صعوبات شاقة تسبب متاعب لا حصر لها لبعض المديرين الفنيين فى مقدمتها متاعب صحية أو اتهامات تؤثر على مستقبلهم المهنى فإما أن ترفعهم للعنان وإما أن تهبط بهم للأسفل، ناهيك عن القلق والتوتر اللذين يصيبان المدرب طيلة الوقت ويجعلانه أكبر من سنه الحقيقى ويكتسى رأسه بالشعر الأبيض قبل الأوان ورغم كل ذلك لم نجد مديرا فنيا يرفض إسناد أية مهمة له إلا نادرا» «أكتوبر» بحثت فى عقول عدد من المديريين الفنيين أصحاب الشعر الأبيض الذين لقوا متاعب وهموماً كثيرة، يقول حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب الوطنى:تختلف مهنة التدريب عن أية مهنة أخرى لأنها مرتبطة بالنتائج التى تحدث فى اللحظة والتو فى ظل عدم مساندة أى مسئول للمدير الفنى فى حالة سوء النتائج وتختفى صفة الصبر من المسئولين والجماهير ولا يريدون سوى الفوز المستمر ليصبح المدير الفنى هو كبش الفداء الوحيد فى المنظومة الرياضية المصرية طالما لم يحقق النتائج المرجوه منه بشكل مستمر ولن تشفع له أية انجازات سابقة،لأن الفشل له وجه واحد هو المدير الفنى أما النجاح فينسب لأشخاص عديدين، مشيرا إلى أنه لا يتوانى لحظة فى تقديم كل ما هو مطلوب منه وأكثر من أجل أن يسير على نفس نهج الانتصارات ومزيد من البطولات لإسعاد الجماهير المصرية التى لا تجد متنفسا حقيقيا سوى فى كرة القدم ولكن لا أحد يرحم الجهاز الفنى رغم أنهم بشر. ويقول مختار مختار المدير الفنى للمصرى البورسعيدى:أصبحت فى حالة قلق وتوتر دائمين بسبب حرصى وخوفى الشديد على فريقى لرغبتى فى التقدم للأمام بشكل دورى ورسم البسمة على وجوه جمهور بورسعيد العاشق لناديه، إلا أنه طالب بالصبر وعدم التعامل بالقطعة لأن كرة القدم فى اى مكان فوز وهزيمة ولا يوجد فريق يحقق الفوز فقط والكبوات أمر وارد. ويقول أنور سلامه المدير الفنى للجونة:الثقافة التى تتعامل بها المنظومة الرياضية فى مصر تختلف جذريا عن أية منظومة أخرى ولكنه مضطر لذلك أملا فى إرضاء الجماهير ومتحاملا على نفسه كثيرا حتى يحقق أحلامه هو الآخر بإضافة بعض الانجازات لسجله لذلك فهو يبذل قصارى جهده من أجل الثقة التى أولاها له المسئولون فى النادى وإسعاد الجماهير ولكن فى الوقت نفسه على الجماهير أن تصبر على الجهاز واللاعبين. ويرى حلمى طولان المدير الفنى لبتروجيت:أن مهنة التدريب قد تعرض صاحبها للانهيار أو الاساءة له وتؤثر على تاريخه المشرف الذى صنعه فى الملاعب طيلة سنوات عديدة وكذلك على تجاربه السابقة مع أندية أخرى حقق معها إنجازات مشرفة الأمر الذى يستدعى ضرورة تغيير تلك الثقافة التى نتعامل بها فى الوسط الرياضى وإعطاء مساحة من الحرية لأى مدير فنى لكى يعمل وفق رؤيته الخاصة ويستطيع أن يبدع هو الآخر مثله مثل أى لاعب لأن العبء الأكبر على المدرب وحده. ويقول محمد عامر المدير الفنى للاتحاد السكندرى:مهنة التدريب فى مصر أصبحت مقبرة للمدربين حيث إن الفشل أو سوء النتائج ولو لبعض الوقت يقضى على سجله الطويل فى المجال الرياضى وهو ظلم واقع على أى مدرب يتعامل معه المسئولون من خلال هذه النظرية ويجب أن يلتمس الجميع الاعذار للمدرب لأنه معرض للتوفيق وعدمه مثل اللاعبين بالإضافة إلى عدم تحمله مسئولية استهتار لاعب او عدم توفيقه امام مرمى الفريق المنافس أو حارس مرمى فشل فى الزود عن مرماه ببسالة.