فى بادرة تعد الأولى على مستوى القارة الأفريقية طلبت الرئيسة الليبيرية إيلين جونسون سيرليف من وزراء حكومتها التنحى فورا من مناصبهم. وذكرت سيرليف -72 عاما - فى البيان الصادر عن الرئاسة أن نواب الوزراء سيديرون الوزارات حتى يتم تعيين بدلاء بينما استثنت الرئيسة وزيرا واحدا هو الدكتور إدوارد ماكلين، وزير الدولة للشئون الرئاسية، وطلبت منه البقاء فى منصبه من أجل التنسيق مع نائب الرئيسة جوزيف إن. بواكى. ويعد طلب التنحى بمثابة إجازة إدارية للوزراء من مناصبهم فى وقت يعد شديد الحساسية للرئيسة قبيل الاستعداد للانتخابات الرئاسية العام المقبل، حيث أكدت فى البيان أنه من الممكن أن يطلب من بعض الوزراء للعودة وبررت طلبها بأنها تريد اعادة هيكلة الحكومة وتقييم أداء الوزراء. وفى هذا السياق يقدم جوزيف ليك- أحد الباحثين فى الشئون الأفريقية – لوكالة رويترز تفسيرا لهذه الخطوة قائلا بأنها قد تكون جزءا من استراتيجية الرئيسة سيرليف لتحسين فرصها فى انتخابات العام القادم، خاصة أنها تواجه تحديا قويا فى انتخابات 2011 الرئاسية من منافسها النجم المحلى جورج وايا – لاعب كرة القدم الليبيرى - بسب قضايا الفساد التى يحاكم فيها عدد من وزرائها. ويرى منتقدوها أن سيرليف لم تفعل ما يكفى لاقتلاع الفساد أو تخفيف حدة التوتر بين المجتمعات المنقسمة على نفسها بسبب الحرب الاهلية التى استمرت 14 عاما وخلفت دمارا فى البنية التحتية، حيث تحتل البلاد أقل مستوى فى مستويات التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة على الرغم من الثروات المعدنية والنفط الذى تتميز به البلاد. ويذكر أن الحكومة الليبرية قد بدأت الشهر الماضى فى التحقيق مع بعض المسئولين الحاليين والسابقين لدورهم فى فضيحة فساد تتعلق بصفقة الكربون التى من شأنها أن تعطى إحدى شركات النفط بالمملكة المتحدة السيطرة على خمس الغابات المطيرة فى البلاد. الجدير بالذكر أن سيرليف يطلق عليها المرأة الحديدية فى أفريقيا، فقد ولدت وترعرعت فى مونروفيا، وتلقت تعليمها فى الولاياتالمتحدة قسم إدارة أعمال فى ماديسون بكلية كينيدى فى جامعة هارفارد، ثم تقلدت مناصب قيادية رفيعة المستوى معظمها فى المجال المالى فى ليبريا ، وكذلك فى الأممالمتحدة. ومن المعروف عن سيرليف محاربتها للفساد ومحاولاتها النهوض بشئون بلادها فقد سجنت لمدة عام كامل لمعارضتها حكومة الرئيس صمويل دو وبعده حكومة تشارلز تايلور، حيث تعرضت للنفى خارج البلاد، ثم عادت إلى ليبريا فى نهاية المطاف للتتولى قيادة حزب الوحدة، ثم رئيسة الحزب للترشح بعد ذلك لمنصب رئيسة الدولة عام 2006 لتكون بذلك أول رئيسة امرأة فى أفريقيا كلها. وفى أكتوبر 2007، منحها الرئيس جورج. دبيلو. بوش الوسام الرئاسى للحرية قائلا إن «شجعاتها والتزامها سيعملان على توسيع نطاق الحرية وتحسين حياة الناس فى ليبريا وعبر أفريقيا».